آخر الأخبار

مليشيات الانتقالي تستعرض بالمكلا... محاولة إماراتية جديدة لجر حضرموت إلى مستنقع عدن

ميليشيات الانتقالي اقامت عرضا عسكريا في المكلا

ميليشيات الانتقالي اقامت عرضا عسكريا في المكلا

المهرية نت - المكلا/تقرير خاص
الخميس, 14 مايو, 2020 - 12:01 صباحاً

 على مقربة من مقر إقامة محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج البحسني، كان المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات يقيم عرضا عسكريا داخل ساحة وسط مقره الرئيسي بمدينة المكلا، الأمر الذي فجر ردود فعل رافضة وغاضبة تجاه مساعي حلفاء الإمارات تصدير تجربة تشكيل المليشيات إلى المحافظة.

 

وتزامن الاستعراض العسكري الذي حضرته قيادات عليا بالانتقالي مع اشتداد المعارك في أبين بين القوات الحكومية ومليشيات الانتقالي التي خسرت بعض المواقع.

 

ورغم أن الاستعراض الذي أقامه الانتقالي تحت لافتة ومسمى المقاومة الجنوبية في حضرموت كان هشا وضعيفا حيث ظهر بعض الأفراد يرتدون زيا عسكريا وآخرون أمنيا وغالبيتهم بلباس مدني، إلا أن الخطوة لاقت استنكارا واسعا من الناشطين والشخصيات الاجتماعية من شتى المكونات حتى من بعض أنصار الانتقالي.

 

البحسني يحذر الانتقالي

 

وسريعا خرج محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية، في خطاب صوتي موجها للمواطنين، حذر فيه الانتقالي من أي عمل عسكري خارج المؤسسات الرسمية، مشيرا إلى أن ذلك لا يخدم حضرموت ولا يخدم المصالح العليا للوطن.

 

وأكد أنه أصدر التوجيهات اللازمة للأجهزة العسكرية والأمنية  بمنع أي تجمعات لأي عمل من هذا النوع، لافتا إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية  بحق من يعمل خارج هذه المؤسسات.

 

وبالعودة إلى الوراء قليلا، كان الانتقالي قد أبدى غضبه على محافظ حضرموت البحسني، إثر إصداره بيانا رافضا لإعلان المجلس الانتقالي في 26 من أبريل الماضي تدشين الإدارة الذاتية في الجنوب، وهو ما مثل صدمة للكثير من قيادات الانتقالي بالمحافظة التي تعد أهم محافظة  بالجنوب من حيث المساحة والثروة.

 

كان الانتقالي يعلق آمالا كبيرة على انحياز السلطة المحلية بحضرموت إلى جانبه في خطواته الأخيرة، خصوصا وأن مديريات ساحل حضرموت تقع تحت نفوذ الإمارات والقوات التي شكلتها في 2015م إلا أن كثيرا من المراقبين يرون أن أبوظبي فشلت في تجيير قوات النخبة الحضرمية (أصبحت تشكل قوات المنطقة العسكرية الثانية بساحل حضرموت) بشكل كامل لصالح مشاريعها بسبب تشكيلها من مختلف القبائل والأطياف ووجود نسبة كبيرة من خريجي الجامعات داخل صفوفها إضافة إلى طبيعة المجتمع الحضرمي المسالم.

 

وساهمت الحالة المأساوية التي تعيشها مدينة عدن التي أغرقتها الإمارات بتشكيلات مليشياوية خارج مؤسسات الدولة، حائط صد ومثال واقعي عزز الوعي برفض نقل التجربة الأليمة إلى حضرموت التي تشهد منذ اندلاع الحرب استقرارا نسبيا وحضورا للدولة مقارنة بالمحافظات  المحررة الأخرى.

 

وبعد ساعات من العرض العسكري، أعلن رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، أحمد سعيد بن بريك (محافظ حضرموت السابق) تدشين المقاومة العسكرية الجنوبية في مديريات وادي حضرموت حيث ترابط قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة.

 

ومنذ اندلاع الحرب مطلع 2015، كانت مختلف السلطات المحلية ومعها مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، ترفض بشدة إنشاء تشكيلات عسكرية خارج سلطة الدولة، وتعتبر ذلك ناقوس خطر يتهدد السلم الاجتماعي وطريقا نحو الصراعات والثأرات.

 

عقب طرد مسلحي القاعدة من ساحل حضرموت في أبريل 2016، استقدمت الإمارات  سالم جبران (وزير الثروة السمكية في أول حكومة بعد الوحدة) من منفاه بأبوظبي، وقدمته خلال مؤتمر صحفي  بمدينة المكلا تحت مسمى قائد المقاومة الجنوبية بحضرموت،  إلا أن الخطوة الإماراتية قوبلت برفض رسمي وشعبي أعاد للأذهان التاريخ السيئ لـ"لجبران" في عهد الاشتراكي وهو ما أجبر الإماراتيين على إخفاء الرجال وإبعاده عن الساحة.

 

لن تقبل خلط الأوراق

 

 وتعليقا على الحادثة قال مستشار رئيس حلف حضرموت، محروس العوبثاني، لدينا في حضرموت قوات شرعية.. لن نقبل بخلط الأوراق وجر حضرموت للصراعات السياسية والعسكرية وتدمير مكتسابتها الأمنية والسياسية.

 

وأشار في تدوينة على حسابه بالفيس بوك، إلى أن حضرموت لن تقبل التجييش والتحشيد العشوائي وهذه قوات فلان وهذه قوات علان وما حصل اليوم في أحد أحواش السكراب (في إشارة إلى العرض العسكري للانتقالي داخل حوش مقره) لن يتكرر بتاتا.

 

من جانبه قال استاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، معمر باطويل، "إن التجربة الحضرمية الناجحة خلال السنوات الماضية هو بسبب الانضباط تحت مؤسسات وقيادة واحدة".

 

وأوضح أن من يحاول الخروج عن هذه التجربة ولو حتى بالاستعراض بأعداد قليلة فإنه يدعو ويشجع على العبث  بالأمن العام لساحل حضرموت، مؤكد أن أغلب أبناء حضرموت لن يتسامحوا إطلاقاً مع من يريد أن يعبث بهذا الانضباط والتجربة الفريدة في الأمن ومكافحة الإرهاب ، وسيتم الوقوف له بالمرصاد حتى لو كان حضرميا.

 

ودعا باطويل  محافظ حضرموت إلى عدم التغاضي عن هذا الشيء وتوجيه إنذار شديد اللهجة والضرب بيد من حديد في حال تكرار هذا العمل مره أخرى.

 

خطر كبير

 

 بدروه  قال السفير اليمني لدى ماليزيا، الدكتور عادل باحميد، إن المحاولات المستميتة لجرجرة حضرموت لتصبح نسخة أخرى من نموذج عدن الكارثي،  يدفعنا للتساؤل ما الذي يريده هؤلاء بحضرموت؟.

 

وبين أن  ما ظهر اليوم من بوادر مَلشَنَة وتحشيد عسكري في حضرموت خارج إطار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية ينذر بخطرٍ كبير يتهدد حضرموت وأبنائها ونقل لصراعات لا ناقة لحضرموت فيها ولا جمل.

 

إلى ذلك أشار الناشط حافظ نديم، أن العرض العسكري للانتقالي، تأكيد يثبت أن هناك مخططا إماراتيا جديدل لملشنة الحياة العسكرية والأمنية في حضرموت وخلط أوراق المشهد الأمني والعسكري فيها و جرها إلى مستنقعات عدن الدموية.

 

وأكد أن  مواجهة مخططات أدوات الإمارات التفكيكية والتمزيقية لحضرموت بات واجبا وطنيا على كل المستويات العسكرية والسياسية والأمنية والاجتماعية درءا للفتنة وحقنا لدماء الحضارم التي ستسيل مستقبلا.

 

الصحفي عبدالرحمن عطية،  بين أن وجود تشكيلات عسكرية أو جماعات مسلحة خارج إطار قيادة المنطقة العسكرية الثانية أمر مقلق ومستغرب.

 

ولفت إلى أن التجربة الحضرمية في ترسيخ الأمن والاستقرار  ظلت نموذج يحتذى بها على كافة المستويات داخل البلاد، مبينا أن نسف هذا النموذج أو تشويهه بتشكيل جماعات غير نظامية داخل نطاق مديريات ساحل حضرموت  أمر غير منطقي ولا مقبول.

 

مؤشر خطير

 

ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، محمد بلفخر، أن العرض العسكري للانتقالي بحضرموت  يعطي رسالة واضحة على محاولة إصرارهم لجر حضرموت لمشروعهم.

 

وقال في تصريح لـ"المهرية نت"  إن حضرموت حظيت إلى حدٍ ما  بوضع شبه مستقر من الناحية الأمنية على وجه الخصوص وبالذات في ساحلها مع انفلات في الوادي نتيجةً ثأرات وقضايا أخرى شائكة.

 

وأشار إلى أنه في الأيام الأولى بعد تحرير الساحل ظهرت أسماء من خلال مؤتمر صحفي سموا أنفسهم مقاومة وفي الحقيقة لم يكن لهم أي دور على الإطلاق، لافتا إلى أنه تم تفويت الفرصة عليهم واختفوا عن الأنظار.

 

واعتبر  فعالية العرض العسكري مؤشرا خطيرا يعد امتداد لما جرى في عدن وما حولها وما جرى في سقطرى وتحت مسمى مقاومة.

 

 وبين أن هذه المساعي جاءت عقب فشلهم في استمالة محافظ المحافظة وقائد نخبتها للاستجابة لمشروع تمرد مليشيات الانتقالي على شرعية الدولة وإصرار المحافظ على تجنيب حضرموت الانزلاق الى أجندات المغامرين.

 

وطالب بلفخر، المواطنين إلى عدم  الاستجابة لدعوات التجنيد في صفوف المليشيات، داعيا  قيادة المحافظة وسلطتها الأمنية إلى عدم التهاون تجاه أي مشروع يسلب من حضرموت امنها واستقرارها المستمد من عمقها الثقافي والتاريخي الذي ظل شامة وعلامة فارقة لا يصل إليه من لا يعرف أبجدياته.


تعليقات
square-white المزيد في محلي