آخر الأخبار

صحيفة بريطانية: هجمات الحوثيين ترغم الشركات على تغيير مسار الإنترنت في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)

صورة للسفينة "روبيمار" التي غرقت في البحر الأحمر، أشار التقرير أنها تسببت بقطع كابلات بعد غرقها

صورة للسفينة "روبيمار" التي غرقت في البحر الأحمر، أشار التقرير أنها تسببت بقطع كابلات بعد غرقها

المهرية نت - ترجمة خاصة
الإثنين, 18 مارس, 2024 - 09:15 مساءً

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن شركات الاتصالات والمؤسسات التقنية تواجه ضغوطاً لإعادة توجيه حركة الإنترنت بسبب تصاعد هجمات البحر الأحمر والتي أدت إلى زعزعة استقرار المنطقة. وتلحق هذه الهجمات أضرارًا بالكابلات البحرية، مما يهدد الاتصال والخدمات الرقمية حول العالم.

 

وأضافت، في تقرير، ترجمه "المهرية نت"، أن عدة شركات أعلنت اتخاذها إجراءات بعد ورود تقارير تفيد بأن المرساة الخاصة بسفينة روبيمار، التي تخلى عنها طاقمها في فبراير بعد استهدافها واغراقها من قبل الحوثيين، قد قطعت الكابلات البحرية في قاع البحر إثر غرقها.

 

وتابعت: صرّحت شركة مايكروسوفت، عملاقة مجال التكنولوجيا، هذا الأسبوع أن انقطاعات الكابلات المستمرة في البحر الأحمر تؤثّر على السعة الإجمالية للإنترنت على الساحل الشرقي لأفريقيا، وأنها تقوم بإعادة توجيه تدفق البيانات نتيجة لذلك".

 

ويعد البحر الأحمر طريقًا رئيسيًا لحركة مرور الإنترنت بين الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا عبر الكابلات البحرية التي تنقل 99٪ من البيانات بين القارات.

 

وتقدِّر شركة TeleGeography الاستشارية، بأن أكثر من 10 تريليون دولار من المعاملات المالية يتم نقلها عبر هذه الكابلات يوميًا.

 

وقالت الصحيفة: "تصاعدت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في المنطقة مؤخرًا، والتي تزعم الجماعة أنها تأتي دعمًا للفلسطينيين في خضم حرب إسرائيل وحماس في غزة، وأعلنت الجماعة المدعومة من إيران عن سقوط أولى ضحاياها في ضربة جوية في مطلع آذار/مارس".

 

وقالت الولايات المتحدة إن المرساة الخاصة بسفينة روبيمار سحبت منها أثناء غرقها، وكانت هي من تسببت في الانقطاعات الأخيرة في الكابلات البحرية بالبحر الأحمر، والتي عطلت حركة الإنترنت العالمية؛ وفق فايننشال تايمز.

 

وقدَّرت شركة HGC جلوبال كوميونيكايشنز، ومقرها هونغ كونغ والتي تقدم تغطية عالمية، أن 25٪ من حركة الإنترنت تأثرت نتيجة لقطع عدة كابلات بحرية، وأعلنت اتخاذها لإجراءات لإعادة توجيه حركة الإنترنت المتضررة.

 

وأعلنت شركة Seacom، المالكة لعددٍ من الكابلات البحرية، أنها قامت بتغيير مسار خدماتها الشهر الماضي، واعترفت بتأثير ذلك على أعمال بعض عملاءها في شرق وجنوب إفريقيا.

 

وتابعت الصحيفة: "صرحت الشركة الأسبوع الماضي بتفاؤلها بإتمام صيانة الكابلات خلال الربع الثاني من العام. ومع ذلك، أبدت الشركة قلقها بشأن استمرار الاضطرابات في المنطقة، والذي قد يفرض تحديات غير متوقعة".

 

بينما قللت شركات اتصالات رائدة أخرى من أهمية المخاوف بشأن انقطاع الكابلات. فرغم استئجار شركة أورنج وليس ملكيتها للكابلات المتضررة في البحر الأحمر، فقد أعلنت عن تعزيز إجراءات الأمان لديها. ومع ذلك، أكد كل من المشغل الفرنسي وشركتي AT&T وتاتا كوميونيكيشينز لصحيفة فاينانشل تايمز قدرتهم على إعادة توجيه حركة البيانات في حال حدوث أي مشاكل.

 

أكد المسؤولون التنفيذيون والمحللون أن تلف الكابلات البحرية وإعادة توجيه حركة البيانات نتيجة لذلك من الأمور المتكررة الحدوث. وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا التلف جر المراسي أو أنشطة سفن صيد الأسماك التي تقوم بجرف معداتها على طول قاع البحر، وفق الصحيفة البريطانية.

 

وقال آلان مولدين، مدير البحوث في TeleGeoragphy، إن مثل هذه العوامل تسبب في حدوث أعطال "كل ثلاثة أيام في مكان ما في العالم في المتوسط.

 

وأضاف مودلن: " تمتلك شركات الاتصالات سعة كبيرة من الإنترنت في عدد كبير من الكابلات، مما يسمح لغالبية الدول بتحمل انقطاع العديد من الكابلات دون تأثر كبير."

 

معقباً: "إنّه في حال انقطاع اثنين أو ثلاثة كابلات أخرى، من الخدمة وخاصةً إذا كانت ذات سعة كبيرة، فقد يتسبب ذلك في مشاكل أكبر في الاتصال لبعض شركات الاتصالات أو لبعض الدول."

 

ونقلت الصحيفة تصريحاً لكيري جيلدر، الرئيس التنفيذي لشركة كولت تكنولوجي سيرفيسز، المتخصصة بالبنية التحتية الرقمية، بأن الشركة اضطرت في السابق إلى نقل البيانات بسرعة من كابل إلى آخر بسبب أعطال ناتجة عن قوارب صيد.

 

وأضافت جيلدر: "من الممكن أن يؤثر ذلك على جودة الخدمة، وتحديدًا زمن وصول البيانات من مكان إلى آخر، والذي قد يؤثر على جودة مكالمات الفيديو على سبيل المثال. بالنسبة لنا في قطاع الأعمال، فإن حتى التأخير الذي يُقاس بالميلي ثانية يُعد مهمًا."

 

ونفى الحوثيون استهدافهم المتعمد للكابلات البحرية، بينما قال مسؤولون يمنيون إنهم على اتصال يومي بشركات الكابلات البحرية الدولية في البحر الأحمر، وسيقدمون الدعم لإصلاح أي ضرر.

 

وتتابع الصحيفة" صرح كريس فان زينيك بيرجمان، المسؤول التجاري الرئيسي بشركة يونيترينو Unitirreno، وهي شركة إيطالية تعمل في مجال الكابلات البحرية وتقوم حاليًا ببناء كابل بالبحر الأبيض المتوسط، قائلًا: "أسوأ سيناريو يمكن تخيله هو انقطاع كافة الكابلات. ستكون هذه كارثة بكل تأكيد."

 

وأضاف زينيك: "سيؤدي هذا إلى تحويل حركة البيانات عبر مسارات أطول، مما يؤثر على جودة مكالمات الفيديو والتعاملات المالية وتطبيقات السحابة.

 

وأضاف: "بالنسبة لشركات التداول، فإن انقطاع كابل معين يمثل مشكلة كبيرة لأن إعادة تشغيل اتصال بديل يستغرق وقتًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحويل البيانات عبر مسار أطول يؤثر سلبًا على التداول بسبب زيادة زمن التأخير في الاتصال"

 

وأشار ماركوس سولارز هندريكس، الباحث في مركز الأبحاث Policy Exchange إلى زلزال عام 2006 الذي أعاق الخدمات المصرفية الدولية والتجارة في هونغ كونغ وكوريا الجنوبية..

 

وقالت فايننشال تايمز: رغم تمكّن معظم مشغلي الشبكات على إعادة توجيه حركة البيانات، إلا أن هذه الحادثة أدت إلى انخفاض ملحوظ في سرعة الإنترنت بالنسبة للمستخدمين في هونغ كونغ، كما تعطلت أجهزة بلومبيرج الخاصة بالمتداولين في جميع أنحاء المدينة.

 

وأضاف سولارز هندريكس: "سيكون التأثير مشابهًا إذا أدت حادثة انقطاع كابل البحر الأحمر إلى تعطيل النطاق الترددي الرقمي بشكل كبير"، وفق الصحيفة.




تعليقات
square-white المزيد في ترجمات