تُلقي الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب بظلالها على الاقتصاد اليمني الهش، مُهددةً أحد أهم صادراته: القهوة اليمنية الشهيرة. فقد أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على العديد من السلع اليمنية، ما أثار قلقًا كبيرًا في أوساط المنتجين والمصدرين.

وأكد رئيس قطاع البن في الغرفة التجارية بصنعاء، عبد اللطيف الجرادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن هذه الرسوم ستؤثر بشكل كبير على المزارعين والتجار، وقد تؤدي إلى توقف مشاريع ناشئة في مجال تصدير البن إلى أمريكا، مُضيفًا أن هناك غموضًا حول تطبيق هذه الرسوم على حبوب البن الخضراء تحديدًا.

وخلافًا لتصور البعض، فإن واردات اليمن من أمريكا ليست ضخمة، بحسب أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز محمد علي قحطان لـ"العربي الجديد"، مُشيراً إلى أن أغلب الواردات اليمنية تُعاد تصديرها من أسواق أخرى. لكن تُنبئ الحرب التجارية العالمية المُتصاعدة بارتفاع تكاليف الواردات واضطراب سوق الصرف وتفاقم التضخم في اليمن.

يُضاف إلى ذلك، احتمالية انخفاض الطلب على القهوة اليمنية عالميًا نتيجة ارتفاع أسعارها، ما يُقلل من القدرة الإنتاجية للمزارعين والمنتجين والمصدرين. وقد شهد إنتاج اليمن من البن نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، متوقعًا وصول الإنتاج إلى 50 ألف طن خلال العامين المقبلين، وفقًا لتقرير لوزارة الزراعة والري اليمنية اطلعت عليه "العربي الجديد". كما ارتفعت صادرات البن من 2500 طن عام 2017 إلى 12 ألف طن عام 2022 بقيمة 480 مليون دولار.

لكن، رغم مساهمة وكالة التنمية الأمريكية المهمة في دعم قطاع البن اليمني وتقديمها مساعدة فنية لأكثر من 800 مزارع ومنتج وتاجر، وتفاوضها على اتفاقيات مبيعات بقيمة 3.8 مليون دولار، يبقى الافتقار إلى الخبرة التسويقية عائقًا أمام تحقيق اليمن لإمكاناته الكاملة في السوق الدولية. وقد حظر اليمن العام الماضي استيراد وتداول البن المستورد لدعم الإنتاج المحلي.