حذرت صحيفة أمريكية من أن التصعيد الجديد في اليمن جراء الضربات الأمريكية البريطانية، توشك ناره أن تلتهم المنطقة بأسرها. 

جاء ذلك في مقال للباحثة كلوي انتكسون نشر في صحيفة كونتر بنش الأمريكية المتخصصة في الشؤون السياسية. 

وقالت الكاتبة "كانت الضربات الجوية المنسقة التي طال انتظارها والتي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن يوم الجمعة، ردا على عدة أسابيع من الهجمات التي استهدفت سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر".

وأضافت أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد حذرتا من أن هجمات الحوثيين تهدد حرية مرور البضائع عبر المنطقة،مما قد يؤدي بدوره إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي. 

وأطلق الجيش الأمريكي صواريخ من السفن والغواصات، وساند تلك الهجمات بغارات جوية شنتها طائرات حربية أمريكية وبريطانية، على مواقع للحوثيين تضم طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية وصواريخ كروز ومحطات رادار ساحلية، وفق الصحيفة. 

وحسب الكاتبة الأمريكية، فقد أثار هذا العمل العسكري المتوقع الذي جاء بعد عدة تحذيرات متكررة من قبل كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، عدة تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة أو المنطقة بأسرها تقترب من صراع عالمي.

وتطرقت الكاتبة إلى أن الحوثيين الذين يعرفون رسمياً بأنصار الله، تعهدوا بأن الضربات الأمريكية والبريطانية لن تمر دون "عقاب أو انتقام". 

وتحكم الجماعة اليمنية ، التي يقدر عدد مقاتليها بنحو مائتي ألف مقاتل، معظم غرب البلاد وتسيطر كذلك على سواحل البحر الأحمر، حسب المصدر. 

ولفتت الباحثة إلى أن الضربات الجوية تشير إلى تصعيد خطير لتدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومن المحتمل أن يكون هذا التصعيد هو الأكثر حساسية في صراع توشك ناره ان تلتهم المنطقة بأسرها. 

وذكرت أن بعض خبراء الشؤون الخارجية والدفاع يشيرون إلى أن رد الجيش الأمريكي لن يردع الحوثيين، الذين صمدوا واحتملوا سنوات من الغارات التي شنتها دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

وقد أعرب الحوثيون عن تصميمهم على مواصلة هجماتهم حتى تنهي إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حماس، فيما انتقد الديمقراطيون التقدميون في الكونجرس الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس لفشله في الحصول على إذن من الكونجرس قبل شن الضربات الجوية.

وقال بايدن في بيان ان "هذه الضربات هي رد مباشر على هجمات الحوثيين على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر - بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ". مضيفا أن "أكثر من 50 دولة قد تضررت في 27 هجوما على الشحن التجاري الدولي."

كما دافعت إدارة بايدن عن الضربات، التي نفذت بالشراكة مع المملكة المتحدة وبدعم من هولندا والبحرين وأستراليا وكندا، معلنة أنها شنت «وفقا للحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس، بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة».

وخلصت الكاتبة إلى أنه الآن ليس الوقت المناسب لجر أمريكا إلى حرب أخرى قد تطول لعدة سنوات، وبينما يجب التعامل مع الحوثيين، هناك طرق أخرى، مثل الدبلوماسية التي نجحت في الماضي ويجب اختبارها هنا لتجنب حرب شاملة تقرع طبولها الآن. 

رابط المادة الأصلية من هنا