آخر الأخبار

القشة التي قصمت ظهر الانتقالي !

السبت, 18 مايو, 2024

في قصة هذا المثل، يُقال إن رجلاً كان له بعير، وقد حمّله فوق طاقته، وفي طريقه كان كلما وجد شيئًا رمى به فوق البعير.. آخر ما وجده الرجل قشة خفيفة وحين رمى بها فوق البعير انقصم عموده الفقري نصفين ومات في الحال، فقال: عجباً.. قشة قصمت ظهر البعير، فذهب قوله مثلاً.
 
وما أشبه الليلة بالبارحة، والانتقالي بصاحب البعير.. لقد جمع الانتقالي فوق ظهره كل نقيصة وجدها على طريقه بالإضافة إلى حمولة المساوئ والنقائص الثقيلة التي جلبتها الإمارات فحمّلته ما لا يطيق.
 
لقد ظهرت السلطة المحلية الانتقالية في وضع لا تحسد عليه بالأمس حين قام مجموعة من الشباب العساكر المنتسبين إلى كاف3 الذين دربتهم الإمارات ثم نكصت على وعودها ولم تف بالتزاماتها لهم وخاصة فيما يخص الراتب.
 
تظاهر هؤلاء الشباب أمام بوابة المحافظة، ومنعوا المحافظ والوكلاء من الوصول إلى المحافظة، وشكّلوا حراسة قوية حجزوا الشارع وبوابة المحافظة رافعين شعارات تطالب بتنفيذ مطالبهم وتسليمهم راتبهم الشهري الذي لم يصرف منذ ثلاثة أشهر مضت.
 
وكانت تلك السلطات قد وعدتهم بصرف 700 درهم شهريًا، والإمارات من قبلها وعدتهم بصرف 5000 درهم أو يزيد.
 
ومثل ما يحصل في كل مرة لم يجد المحافظ رأفت الثقلي وسيلة غير استدعاء قوات الأمن، وفي الحال جاء القائد وقواته للتفاوض فلم يثمر تفاوضه مع الشباب ولم يفلح في التدخل فنجى بجلده، بعدها جاء قائد قوات الحزام الأمني بقواته، وحاول الدخول إلى ناحية المحافظة لكن الشباب منعوه وأجبروه على العودة، وأقنعوا قواته المرافقة له بضرورة التراجع كون أغلب هؤلاء الشباب المتظاهرين ينتمون لقوات "الحزام الأمني".
 
كما جاء عميد حرس الحدود بقواته، وما أدري ما علاقة حراسة الحدود بتفريق المتظاهرين، وهذه ليست المرة الأولى التي يهرع فيها للتدخل ضد أي شغب يقع في المحافظة، ولم أجد من تفسير لتدخله إلا أن الرجل لم يفقه تخصصه وعمله ومهام قواته، ومن يدري ربما ذلك العميد طرازه متطور فيحاول تحويل المعسكر إلى قوات مكافحة الشغب كما يحصل في أمريكا والدول المتقدمة، ولكن لم يفلح هو وقواته أيضًا في الدخول إلى العساكر المتظاهرين فعاد خائبًا كما عاد غيره.
 
ولم تبق من طريقة أمام المحافظ غير استدعاء معسكر الضالع صندوقه الأسود للشدائد فهرعوا لنجدته، وأقبلوا يستعرضون قدراتهم العسكرية بمدرعاتهم وأسلحتهم وتمركزوا في السطوح وعلى العربات والأماكن الحساسة ووجهوا أسلحتهم نحو هؤلاء الشباب العساكر المطالبين بحقوقهم.
 
ولكن في لمح البصر انقض عليهم الشباب فاستولوا على مدرعاتهم وأسلحتهم، وهربوا للنجاة بأرواحهم.
 
لقد سجّل هؤلاء الشباب بطولات رائعة ورقيّا حضاريًا في التعامل وانتصارًا ساحقًا على كل من أرادهم بسوء دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، وهذا يدل على ما يتمتع به السقطريون من الشجاعة والأهلية للتدرّب على كافة فنون القتال بالإضافة إلى ما تلقّوه من تدريب ومهارات عالية.
 
لقد أعدّ الإماراتيون هؤلاء لمدة ثلاثة أشهر ليمارسوا من خلالهم الضغط على الشرعية وعلى القوات المحلية وعلى المحافظة بشكل عام، ولكن بقدرة قادر انقلب السحر على الساحر، وتبيّن أن هؤلاء الشباب أحرار يرفضون الضيم، ويحاربون بكل قوة من ينتقص من حقوقهم، ويقفون ضد كل ناكص مواعيده ومخالف لعهوده فكان هدفهم الأول انتزاع حقوقهم من الإماراتيين.
 
ولا عجب فهذه هي أصالة السقطري وفطرته ودينه، ومن الواجب على المجتمع كله الوقوف معهم وتأييدهم.
 
أخيرا لم تفلح السلطة بفضّ الاحتجاج بالقوة لذلك لجأوا إلى التفاوض، وأرسلوا وسطاء كثر لحل الخلاف والأيام القادمة حبلى بالأحداث.
 

المزيد من محمود السقطري