آخر الأخبار

المحافظ الحقيقي والمحافظ الديكور.. سقطرى أنموذجا!

الاربعاء, 23 أكتوبر, 2024

العقول الصغيرة تبقى صغيرة ولو كانت في منصب كبير سيبقى الصغير صغيرا مهما شعر أنه كبير ومهما لقبه الناس بلقب عريض أو أولته الحكومة منصبا كبيرا.


نحن السقطريين محافظتنا صغيرة وللأسف عقول السلطة عندنا صغيرة جدا .. لقد أشغلنا الناس منذ يومين من أجل موضوع بسيط هو إشهار مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية الذي تم في جامعة المهرة.



لقد حررت السلطة في سقطرى كثيرا من الرسائل الشديدة الغضب الرديئة اللغة ووجهتها إلى محافظ محافظة المهرة وربما إلى الحكومة المركزية.


إن القارئ يظن أن هذا الغضب صدر عن الغيرة لعدم إشهار مركز سقطرى للدراسات في محافظة سقطرى وغيرة على شرف احتضان محافظة المهرة لمركز يحمل اسم سقطرى.



والحقيقة على العكس من ذلك فغضب السلطة المحلية السقطرية مجرد غل وحقد وضعف فهم وقلة حكمة وسوء إدراك وتعصب أعمى فلم يكن محافظ سقطرى بأي حال من الأحوال ليسمح بإنشاء مثل هذا المركز ما دام القائم عليه شخص ليس من فصيل الانتقالي، وتتبين محدودية ذكاء سلطتنا حين يفر المبدعون بأفكارهم إلى محافظات أخرى ثم يتبعهم اللوم والمنع والسباب إلى هناك.


لا مجال في محافظة سقطرى للإبداع وللإنتاج إذا احتجت إلى نشر بحث أو إلى الكتابة في مجلة أو طباعة كتاب ديني أو علمي أو ديوان شعر أو رواية عليك أن تذهب إلى خارج سقطرى.


يبدو أن مقولة زعيم الانتقالي الأخ أبو بركات صحيحة حين قال أن السلطة المحلية في سقطرى ما هي إلا ديكور والسلطة الفعلية لمحافظة سقطرى هو خلفان المزروعي.


ويدعم شاب آخر مغلوب ديكورية السلطة المحلية واهتمامها بتنفيذ التوجيهات لا بمصلحة المواطن فيقول لقد أقام محافظ سقطرى الدنيا ولم يقعدها من أجل إشهار مركز سقطرى للدراسات، ونحن لنا ما يقارب شهرين عالقون في حضرموت نطالب من المحافظ أن يناشد السلطات بتوفير رحلة طيران إضافية إلى سقطرى ولم يفعل وهناك العديد من الأسر السقطرية والعجزة والمرضى خيموا في سواحل الشحر وقيصر وقشن بغية الحصول على مكان في عبري خشبي ينقلهم إلى سقطرى ولو يعرض ذلك حياتهم للخطر.



وقد كادت إحدى هذه السنابيق قبل أيام أن تغوص في البحر بما فيها من البشر والمؤنة قبالة سواحل سقطرى، كل ذلك ولم يصدر المحافظ حرفا واحدا فضلا عن التبرع بفلس واحد.


من سوء فهم السلطة ومحدودية معرفتها الإدارية أنها تعتقد أن إشهار مركز سقطرى للدراسات لا بد أن يكون بموافقتها أو بترخيص صادر عنها.


مركز سقطرى كما أخبرني القائمون عليه حصل فعلا في وقت سابق على ترخيص رسمي من وزارة الثقافة، وهي المختصة بذلك ولا يعني اسمه مركز سقطرى للدراسات الإنسانية والاستراتيجية أنه خاص بسقطرى فقط بل يشمل كل الدراسات والأبحاث الإنسانية والاستراتيجية، وقد قدمت فعلا في حفل إشهاره أبحاث وكلمات عن سقطرى وعن المهرة وعن التعليم وعن المرأة وعن السياسية وغير ذلك.



كان الأحرى بالسلطة المحلية في سقطرى أن تفتخر بشرف الاسم وتقدم الدعم اللازم كما فعلت محافظة المهرة مشكورة حكومة وشعبا وجامعة.

لو كلفت السلطة المحلية في سقطرى نفسها قليلا بالبحث عن مسميات مراكز الدراسات في الإنترنت لما أشغلت الناس بغبائها الفاضح ولوجدت مركز دراسات الشرق الأوسط مقره في المملكة المتحدة ومركز ذمار للدراسات في إسطنبول ومركز الدراسات العربية المعاصرة في أمريكا ومركز الدراسات الاستراتيجية في أمريكا وغيرها كثير وكثير.  

*المقال خاص بالمهرية نت *

المزيد من محمود السقطري