آخر الأخبار

نور ساطع في مراكز تحفيظ القرآن الخاصة بنساء الأرياف

الجمعة, 17 مايو, 2024

بعد سنوات طويلة قضتها الفتاة الريفية في اليمن وهي تتنقل بين الفأس والمعول وقنينة الماء، عشرات الأعوام أو أكثر من ذلك والفتاة في ريف اليمن تحرم تمامًا من حقها في التعليم، ليس هذا وحسب؛ بل كان ينظر للفتاة التي التحقت بالمدرسة على أنها لا تمتثل للعادات والتقاليد  التي ترفض ذلك رفضًا قاطعًا، وأنها ليست أهلًا لأن تكون ربة بيت وأم لأولادٍ في المستقبل، حتى رب الأسرة الذي كان يلحق بناته بالمدرسة كان ينظر له نظرة احتقار وازدراء،  كما لو أنه أودى ببناته إلى التهلكة، أو أنه ارتكب جريمة كبيرة  أو ما شابه ذلك.

سنوات طويلة تجرعت فيها الفتاة الريفية مرارة الجهل والتخلف، وتحملت أعباء لم تكن تطيقها، وفي ظل ذلك كانت تطمح وتحلم أن تصبح في يوم من الأيام قادرة على مسك القلم وكتابة اسمها، اسمها واسم أبيها لا أكثر من ذلك، وأن تكون حافظة من كتاب الله أكثر من سورة الفاتحة والإخلاص اللتان ترددهما بكل صلاة.

هاهي الفتاة الريفية اليوم  تلتحق بمراكز تحفيظ القرآن الكريم وتظهر قدراتها في الحفظ والتلاوة.. في الزمن الذي انهارت فيه العملية التعليمية إلى الحد الذي يصعب وصفه، وفي الوقت الذي أصبح الناس فيه غير مهتمين إلا بالجانب المعيشي( كيف بإمكانهم الحصول على رمق العيش وأين هي الطرق المؤدية إليه).

العديد من مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الكثير من مناطق ريف اليمن من احتفت وتحتفي بتخرج حافظات لكتاب الله، بالإضافة إلى أنه هناك الكثير من النساء والفتيات من قد تجاوزن مرحلة كبيرة وقطعن شوطًا كبير في الحفظ وأوشكن على نيل شهادة الختم.

مركز البراء بن مالك في عزلة بني أحمد  سامع بريف محافظة تعز، احتفى بتخرج حافظتين لكتاب الله،  ولأول مرة في العزلة كلها، سبقته في ذلك مراكز أخرى في المديرية، هذا الأمر يبعث الأمل في النفوس في الوقت الذي أصبح فيه كلُّ شيء يوحي بالإحباط الشديد، وكل شيء يدعو إلى مزيد من العناء والتكبد.

رحم الله الأستاذ القدير عبد الغني قائد، الذي أسس هذا المركز وكانت له نظرة ثاقبة وحلم كبير بأن يكون هذا المركز دافعًا وحافزًا كبيرًا لبقية المناطق التي ما تزال غير مؤمنة بقدرات النساء في التعليم والحفظ، والتي ما تزال تنظر للمرأة على أن مكانها في الحقل أو المطبخ لا أكثر، فالكثير من النساء داخل العزلة أصبحن اليوم يغبطن هذا العمل العظيم ويتُقن لأن يكنَّ كذلك.

لقد أثبتت  النساء في الريف اليمني   أنهن أهل لحمل الصعاب، وفي الوقت نفسه هن أهل للمنافسة في الكثير من المجالات منها حفظ القرآن الكريم وتدبر  آياته، فلتكن هذه المراكز قدوة حسنة ينبغي الاقتداء بها والحذو حذوها،  هذا إذا أردنا أن نبني جيلًا متسلحًا بالعلم والدين معا؛  فبناء عقلية المرأة  البناء الصحيح هو بناء لعقلية أجيال قادمة؛  أوليست الأم مدرسة؟!

* المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024
اسمعوا للشعب ولو مرة!
الاربعاء, 17 يوليو, 2024
الريال اليمني.. إلى أين؟
الثلاثاء, 09 يوليو, 2024