آخر الأخبار

رحيل هنية وجع للأمة!

الاربعاء, 31 يوليو, 2024

وأنا أفتش في الجوال أبحث عن خبر ربما يبعث في النفس السرور بين هذه الأوجاع المتراكمة في البلاد، أفتش لعلي أحصل على خبر مفاده عودة الروح للاقتصاد الوطني، لكني صدمت  بخبر اغتيال القيادي والرجل العظيم إسماعيل هنية، الأب الروحي لمجاهدي غزة ومعلم هذه الأمة معاني الثبات والعزيمة والإصرار.



أتمنى أن يكون الخبر كاذبًا، كنت أقول هذا  وأنا أتنقل بارتعاش يدي بين المواقع الإخبارية لعل أحدهم يُكذّب هذا الخبر، لعل قناة الجزيرة تكون  مخطئة هذه المرة فقط، في نفسي حوار كله أسى..  يكفي أهل غزة ما عانوه خلال هذه الشهور التي أخذت منهم الكثير والكثير، ولعل  وجود  هذا القائد على قيد الحياة كان  بالنسبة لهم مواساة كبيرة تشعرهم أنهم ليسوا وحدهم وإن خذلهم العالم كله، وجوده وأمثاله من قادة حماس يعني لهم الكثير؛  إن فقدوا أباهم في النسب فالأب الروحي ما يزال على قيد الحياة.



تدور أسئلةٌ  كثيرة في رأسي تكاد أن تشقه إلى نصفين، لقد وقع الخبر على قلبي كالصاعقة وأنا التي أتابع أخبار غزة بحسرة وأسى عن بعد،  فكيف سيقع هذا الخبر الموجع على قلوب أهل غزة؟ كيف سيكون أثره عليهم؟ كيف سيكون وقعه على مجاهدي القسام أولئك الأبطال الذين تربوا على يده، الذين كان بالأمس يربت على أكتافهم مخبرًا إياهم أنهم سند غزة وعزتها وأنهم النصر القريب لهؤلاء المتعبين،  مجرد التفكير بهذا يصيب بالحزن العميق يجعلني أعيش اللحظة التي سيتلقى فيها أحبابنا في غزة هذا الخبر.



لوهلةٍ  فكرت- وقد أكون ساذجة بهذا التفكير-  عندما سألت نفسي هل سيكون هذا الاغتيال لهذا الرجل العظيم موقظًا لزعماء العرب الذين يتوارون خلف الملهيات متناسين ما يحدث لغزة ومن فيها من الأبرياء؟  هل اغتيال هذا الرجل العظيم سيوقظ فيهم النخوة العربية؟ ويعملون على إيقاف إسرائيل وأعوانها ومناصريها عند حدهم؟  ثم تذكرت أن  الأحداث التي مرت  في غزة الحبيبة منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم وما راح فيها من ضحايا وما حدث فيها من مآسٍ  يندى لها الجبين، كل ذلك لم  يحرك فيهم ساكنًا ولم يوقظ فيهم ضميرًا ولم يشعروا إزاءه بالحزن أو الأسى، وهذا ما جعلني أجزم أن اغتيال هنية لن يحزن إلا أبناء غزة الأحرار ومجاهدوها الشجعان الأبطال الذين يذودون عن أرضهم وعرضهم وعرض العرب جميعًا،  سيحزن الشرفاء من العرب، الشرفاء  فقط، الذين يتوجعون لوجع غزة ويحزنون لحزنها، ويبكيهم العناء الذي يحدث للأبرياء هناك كأنه يحدث في قعر دارهم.



لقد عاش هذا المجاهد حياته كلها وهو يدافع عن بلده وأرضه والقدس الشريف، ولقد ربى جيلًا ليس له عدد من الأبطال الذين يحذون حذوه في الكفاح والجهاد وفي العزة والكرامة والإباء، وفي تربية الأجيال القادمة،  ذهب هنية تاركا وراءه الآلاف من الأبطال الذين يسيرون على نهجه فلم يمت هنية وإن تم اغتياله،  فنهجه باقٍ لن يزول.



نسأل الله له الرحمة والمغفرة  ونسأله تعالى  الصبر والثبات  لأهل غزة الشجعان،  وبهذا المصاب الجلل نعزي أنفسنا الأمة الإسلامية جميعها، ولا نامت أعين الجبناء.




*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024
اسمعوا للشعب ولو مرة!
الاربعاء, 17 يوليو, 2024