تفاجأ الشارع اليمني بإعلان المبعوث الأممي لليمن عن التوصل لاتفاق بين الحكومة الشرعية والحوثيين على خفض التصعيد الاقتصادي ورحلات الطيران اليمنية.


هذا الاتفاق الذي  تضمن عدة نقاط منها إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين والتوقف مستقبلًا عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة، وكذلك استئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يوميا، وتسيير رحلات إلى القاهره والهند يوميًا أو بحسب الحاجة.

المتفحص جيدا لهذا الاتفاق سيجزم أنه جاء من طرف واحد وهو جماعة الحوثي بالاتفاق مع السعودية التي تريد أن تخرج من حرب اليمن بأي شكل من الأشكال، حتى وإن كان ذلك على حساب تجويع المواطنين وإبقائهم في دائرة المجاعة والصراع،  سيرى المتفحص لهذا الاتفاق أنه لا دخل للشرعية فيه  أو أن الشرعية عملت ما يحلو لها أو ما تؤمر به دون النظر لما يريده الشعب وما خرج من أجله  إلى الشارع قبل أيام.

توقف القرارات التي اتخذتها مركزي عدن تلك التي كان يراها الشارع اليمني قشة النجاة  التي يتمسك بها البنك المركزي لإنقاذ العملة من الانهيار، وهل هناك ما هو أهم- في الوقت الحالي- من إنقاذ هذه العملة التي باتت لا قيمة لها، كانت هذه القرارات ورقة ضغط كبيرة تستطيع من خلالها الشرعية  توحيد العملة والتخفيف من معاناة المواطنين لكن التوقف عنها هكذا بدون مقابل يعني تساهل من قبل الشرعية بحياة المواطن، وتلاعب بأوجاع اليمنيين من قبل التحالف والأمم المتحدة.

هذا الاتفاق أثار سخط الشارع اليمني الذي كان بالأمس يبتسم لأن له رئيس مجلس قيادة استطاع أن يتحدث بما ينفع، عندما اشترط إعادة تصدير النفط مقابل التراجع عن قرارات البنك المركزي واليوم هذا الشرط لم يظهر له صوت في الوقت الذي قُدم للحوثيين كل ما تمنوه بلا مقابل يقدم للشرعية.

ما يزيد في الحنق أكثر أن الاتفاق نص على التوقف عن قرارات مماثلة مستقبلًا وهذا القول كان يفترض أن يقال بعدما  يتم توحيد العملة وإعادة تصدير النفط،  لأن إعادة تصدير النفط هو مطلب شعبي وشرعي  لا يفترض أن يقابل بكل هذا التجاهل والتغاضي من قبل التحالف السعودي الإماراتي والأمم المتحدة، فهو حل مناسب وجدير بأن يعمل  على تحسين الوضع المعيشي للمواطن في الشمال والجنوب، أما أن يتم  وضع قيد كهذا على الشرعية وقبولها  هي الأخرى به  فهذا يعني الخضوع والاستسلام منها  دون أدنى تفكير ما سينتج عن هذا مستقبلًا من أضرار على حياة المواطنين ومعيشتهم.


سخط الشارع اليمني تجاه هذا الاتفاق لم يأت من فراغ، فالشارع اليمني قبل أيام كان متفائلا بحياة مستقبلية يسودها الاستقرار الاقتصادي والإصلاح المعيشي..  فتم  مفاجأته بهذا الشكل الذي يبعث الأسى، لقد قلناها مرارًا وتكرارًا أن الشعب اليوم بات يعيش في مجاعة كبيرة ومعاناة لا حصر لها والجميع يعلم بهذا ويعلم ما السبب الذي أوصله لهذه  الحالة من  الضنك المعيشي الناتج عن الانهيار الاقتصادي الذي بات يقض مضاجعهم، فلا يمكن  للشعب أن يرحب باتفاق لن يأتيه إلا بالعناء.

*المقال خاص بالمهرية نت*