آخر الأخبار

اسمعوا للشعب ولو مرة!

الاربعاء, 17 يوليو, 2024

قرارات البنك المركزي جاءت لإنقاذ الريال اليمني الذي انهار إلى أدنى مستوى له في تاريخه.


انهيار الريال بهذا الشكل يدفع ثمنه الضعفاء من المواطنين الذين باتوا اليوم في حالة يرثى لها من الفقر  والتخبط في هذه الحياة بحثًا عن لقمة العيش، وليسوا الضعفاء وحدهم من يدفعون الثمن اليوم؛  بل حتى ميسورو الحال قد ضرهم هذا العبث بشكل كبير.



اليوم تجد المواطنين في حالة من العناء  والضياع، يذهبون للسوق لشراء بعض المواد الغذائية ويتفاجؤون كل يوم بارتفاع أسعارها أكثر  وما في جيوبهم  لا يكاد يكفي لحياة كريمة،  لقد  وصلت الحال بالناس إلى أنهم يبيعون ما يملكون،  هذا يبيع ذهب زوجته وهذا يبيع قطعة الأرض التي استمر سنوات وهو يجمع سعرها ليبني لأطفاله فيها بيتًا ومنهم- والله-  من يبيعون بيوتهم التي يسكنون فيها ومن لا يملك  ذلك يبيع أثاث منزله  الذي بالكاد حصل  عليه بعد سنوات من الفقد.

المسؤلون لا يشعرون بحجم العناء الذي يعانيه المواطن؛  لأن مرتباتهم تمشي على الدوام وبالعملة الصعبة، لم تؤثر فيهم الحرب بل إن أغلبهم على العكس من ذلك يتمتعون اليوم بنعيم كبير، بسبب عناء هؤلاء العاجزين، وكما يقال" الذي يده في الماء ليس كالذي يده في النار".

اليوم خرج الشعب إلى الشارع خروجًا لم يسبق له مثيل؛  مؤيدًا  قرارات البنك المركزي ورافضا رفضًا قاطعا ما يقوم به المبعوث الأممي من تدليل للحوثيين على حساب عناء الشعب وتجويعه، اليوم الشعب بخروجه وانتفاضته إلى الشوارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول كلمته التي لا تراجع عنها فهو وحده الذي يعاني،  وهو وحده من سيدفع ثمن هذا التلاعب الناتج  عن الصراع الاقتصادي، فتضرر الشعب من الحرب الاقتصادية أكبر بكثير من تضرره من الحرب العسكرية، وهذا ما جاء به التحالف، أعلن هدنة في الحرب العسكرية من جهة  وأشعلها في الحرب الاقتصادية من جهة أخرى" كحَّلها وأعماها".

عندما منع  الحوثيون تصدير النفط من الموانئ اليمنية بسبب ضرباتهم المتكررة عليها، في ذلك الوقت لم يظهر المبعوث الأممي  أمرًا يذكر بالخير إزاء ذلك غير قلقه المعتاد مع أن تصدير النفط كان  عاملًا مهمًا في إنقاذ العملة وتقوية الاقتصاد ونافعًا لعامة الشعب،  واليوم جاء  الحوثي  بالعنجهية نفسها  ليرفض قرارات البنك المركزي؟.والتي  تصب كلها  في مصلحة الشعب شمالا وجنوبًا ومما  يزيد في الغضب أن المبعوث الأممي جاء موافقًا لرأي الحوثيين طالبًا بتأجيل هذه القرارات،  هكذا مع علمه المسبق أن هذا الأمر سيزيد من تدهور العملة أكثر وسيفقد ثقة الشعب بقيادته،  لقد فضح المبعوث الأممي نفسه بهذا الانحياز،  ظهر واضحًا للعيان أنه لا يهمه مصلحة اليمن ولا مصلحة مواطنيه  بقدر ما يهمه تنفيذ مخططاته.

خروج الشعب إلى الشارع  لم يأت من فراغ؛ بل جاء من حرقة ووجع، جاء من عناء ومرارة  دامت عشر سنوات تكبد فيها الأوجاع المتراكمة،  فاسمعوا له ولو مرة واحدة، كونوا رسل خير ولو مرة واعلموا  سياسة التجويع هذه لن تميت إلا المواطن الذي لا حول له ولا قوة.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024