آخر الأخبار

سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!

الاربعاء, 07 أغسطس, 2024

 كان الناس يسعدون بقدوم فصل الصيف؛  لأنه موسم الأمطار،  الموسم الذي  تزدهر فيه الزراعة التي تدر لهم المال الكثير أو- على الأقل-  تخفف عنهم حمل هموم مصاريف المنزل،  يزرعون ويبعون من جهة، ثم يشترون بالمقابل ما يلزمهم من حاجيات منازلهم من الجهة الأخرى،  فموسم الأمطار بالنسبة للكثير من اليمنيين فرصة للعيش براحة ورخاء.

هذا العام جاء موسم الأمطار ليهدي اليمن أمطارًا غزيرة أخافت سيولها  المواطنين ودمرت الكثير من محاصيلهم الزراعية والكثير من ممتلكاتهم أيضًا  ففي الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام ما أحدثته سيول الأمطار في مديرية شمير مقبنة في محافظة تعز وما خلفته من أضرار جسيمة  ليس في المحاصيل الزراعية وحدها التي طمرتها عن بكرة أبيها؛  بل في البيوت والممتلكات الشخصية والعامة كآبار المياه  والمواطير الكهربائية   ومنظومات الطاقة الشمسية بالإضافة إلى قطع الطرق بالشكل الذي أوقف الحركة. 

واليوم نحن نتابع ما تحدثته السيول في في سهول تهامة في محافظتي حجة والحديدة  تلك السيول التي دمرت بيوتًا بأكملها وهدتها فوق رؤوس ساكنيها  والتهمت مرافق صحية وطمرت أسواقًا بطولها وعرضها  وأهلكت الكثير من الثروة الحيوانية والنباتة وشلت الحركة،  وراح ضحيتها مواطنون أبرياء لم يستطعوا إنقاذ حياتهم  من الغرق أو من انهيار مبانيهم عليهم.

مأساة كبيرة تعانيها اليوم  محافظتا حجة والحديدة نتيجة السيول الغاضبة التي شهدتها مناطقهم وأجبرت الكثير منهم على النزوح فالسيول حربٌ أخرى تقض مضاجع المواطنين هناك ليصبحوا بلا أمن من الكوارث الطبيعية نتيجة السيول أو الكوارث المصطنعة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد وكأنه قد حكم على الإنسان اليمني أن يعيش حياة التشرد والضياع.

الفقد  شعور مرير يميت صاحبه ببطء وهذا ما يحدث اليوم  للمواطنين  في تهامة الذين يفقدون ممتلكاتهم جراء هذه السيول الكارثية، ولكم أن تتخيلوا كم من السنوات قضاها هؤلاء المواطنون وهم يجمعون الريال على الريال ليتمكنوا من بناء منزل لهم أو من فتح مشروع يدر عليهم دخلًا كافيًا أو في حراثة وزراعة قطعة الأرض التي يمتلكونها لتنتج لهم ثمارًا ذات قيمة طيبة،  واليوم وبين لحظة وضحاها تذهب هذه الممتلكات من بين أيدهم ليصبحوا بلا شيء يضربون كفا بكف ويعضون أصابع الخسارة والقهر والحرمان.

الوجع الذي أصاب تهامة ليس سهلًا، وليس جرحًا صغيرا يمكن مداواته على عجالة، إنه جرح غائر  وموت مستمر  وكارثة عظمى تستدعي التدخل السريع من قبل السلطة المحلية ومن المنظمات الدولية من أجل مد يد العون والمساعدة لهؤلاء المنكوبين.

ينبغي على السلطات المحلية في المحافظات  اليمنية لا سيما الحديدة منها  أن تعمل جاهدة على إنقاذ  للمواطنين  من هذه الكوارث التي تحل عليهم اليوم وذلك بعمل  بعض الأمور اللازمة التي ستحد من أضرار السيول ومن ضحاياها والعمل على تقديم فرق إنقاذ  تساعد من لم يتمكنوا من إنقاذ أنفسهم  وأهاليهم وقت حدوث السيول، وقبل ذلك ينبغي عمل توعية خاصة  بهذا الجانب تشير للمواطنين ما الذي ينبغي عليهم فعله في حالة الأمطار الغزيرة  وكيف يتفادون الكوارث قبل حدوثها  ثم عمل إصلاحات للمناطق التي تم تخريبها من السيول كأقل واجب تجاه المواطنين الذين يعانون الأمرين اليوم في حياة التشرد وفقدهم ما يملكون من مبان وأراض زراعية كانت تعني لهم الشيء الكثير.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024
اسمعوا للشعب ولو مرة!
الاربعاء, 17 يوليو, 2024