آخر الأخبار

في الذكرى الثانية لمجزرة العلم..هكذا خدمت أبو ظبي الحوثيين

صورة من أحداث قصف الامارات للجيش أغسطس 2019

صورة من أحداث قصف الامارات للجيش أغسطس 2019

المهرية نت - تحليل خاص
الأحد, 29 أغسطس, 2021 - 07:28 مساءً

في التاسع والعشرين من أغسطس عام 2019 ، تعرض الجيش الوطني اليمني لضربة هي الأكبر من نوعها خلال سنوات الحرب السبع ، وذلك بعد أن أقدم الطيران الحربي الإماراتي على استهداف مركز للجيش في نقطة العلم شرقي مدينة عدن ، العاصمة المؤقتة للبلاد ، مخلفاً حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى.

 

الجيش اليمني كان حينها على أهبة الدخول إلى عدن بغرض القضاء على تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً ، في إثر قيام الأخير بطرد القوات الحكومية من عدن واقتحام القصر الرئاسي فيها.

 

خطورة الواقعة ، بحسب معظم ردات الفعل ، وبحسب إشارة الحكومة حينها ، لم تكن فقط في حجم الضرر المادي الهائل الذي لحق بالجيش الوطني اليمني الذي خسر 300 من أفراده وضباطه بين قتيل وجريح  ، ولكن أيضاً في كون الجهة التي التي ارتكبت المجزرة محسوبة على ما يسمى بتحالف دعم الشرعية ، وتحتل في هذا التحالف المرتبة  الثانية بعد السعودية.

 

ومضت الإمارات أبعد من ذلك في استهداف جيش البلاد الذي يُفترض أنها تدخلت لمساعدته إلى حد الادعاء بأنها لم تستهدف سوى "تنظيمات إرهابية"، في إشارة إلى أنها مستعدة للمضي قدماً في محاربة الجيش الوطني إذا ما تابع تقدمه نحو العاصمة المؤقتة عدن ، بحسب محللين.

 

كما اعتُبرت الواقعة أيضاً ذروة شقاق إماراتي سعودي أخذت ملامحه تظهر مبكراً بعد تحرير عدن من المتمردين الحوثيين في 2015 ، عندما أخذ تركيز الإمارات ينصب على الاستحواذ على المرافق الحيوية في جنوب اليمن ، وبناء المليشيات المحلية بعيداً عن الإطار القانوني للدولة اليمنية من أجل تأمين هذه " المكتسبات" ، وهو ما انعكس سلباً على أداء التحالف في مواجهة الحوثيين ، ذراع إيران في اليمن التي تدخلت السعودية أساساً للقضاء عليه.

 

جرائم مع سبق الإصرار

الكاتب اليمني ووزير الثقافة الأسبق " خالد الرويشان" اعتبر أن مجزرة العلم  " تلخص ما فعلته الإمارات في اليمن منذ انخراطها في التحالف في 2015 حتى اليوم."

 

وفسر الرويشان بيان الخارجية الإماراتية الذي صدر في أعقاب المجزرة ، واتهمت فيه الإمارات القوات اليمنية  بالإرهاب بأنه علامة حرب إماراتية متعمدة تخوضها الإمارات ضد الجيش الوطني اليمني منذ البدء .

 

" معنى ذلك أن ما ظنه الشعب اليمني نيراناً صديقة بالخطأ طوال سنوات الحرب لم تكن نيراناً صديقة بل كانت جرائم غدر وخيانة مع سبق الإصرار والترصد من مذبحة العبر في حضرموت إلى جبل صبر في تعز إلى جبهة نهم وأرحب !" تابع الرويشان في منشور على صفحته في فيسبك بمناسبة الذكرى الثانية لمجزرة العلم .

 

وكانت حوادث استهداف الجيش الوطني من قبل طيران التحالف قد تكررت مراراً على امتداد السنوات السبع الماضية ، والتي هي عمر التدخل العسكري للتحالف في اليمن، الأمر الذي خلق شكوكاً كثيرة حول وظيفة هذا الطيران في أوساط اليمنيين ، رغم تأكيدات التحالف على أن ما يحدث ليس متعمَّداً !

 

خدمة إماراتية للحوثيين

ويرى محللون أن مجزرة العلم فوتت فرصة تاريخية على الحكومة اليمنية لتمكين نفسها وترتيب أوراقها من أجل استعادة المبادرة في مواجهة الحركة الحوثية التي انقلبت على الدولة اليمنية بإسقاطها  العاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014 .

 

وكانت المليشيات التي زرعتها الإمارات في جنوب اليمن ثم وحدتها تحت مظلة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في 2017 ، قد نشأت وتوسعت في جنوب البلاد ، وخصوصاً عدن ، على حساب القوات الحكومية اليمنية ، وأخذت تنازعها السيطرة على المناطق المحررة من اليمن ، وهو ما ساهم في تشتيت جهود مواجهة الجماعة الحوثية .

 

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي اليمني " عزيز الأحمدي" أن مجزرة العلم " كان من تأثيراتها تثبيت حالة التشرذم المهيمن في الجزء المحرر من اليمن ، والحيلولة دون تحول الجهد العسكري المناهض للحوثي إلى حالة نظامية شرعية منسجمة قادرة على المضي قدماً في تحرير البلاد من الحوثيين ."

 

ولاحظ الأحمدي في تصريح للمهرية نت أن الانقلاب الذي نفذه حلفاء الإمارات في جنوب اليمن على الحكومة الشرعية بينما لا تزال المواجهة مع المتمردين الحوثيين في ذروتها كانت بمثابة " خدمة إماراتية للحوثيين المدعومين من إيران "

 

وتابع " عودة الحوثيين للأخذ بزمام المبادرة في الميدان منذ مطلع 2020  لم يأتِ من فراغ ، بل جاء انتهازاً للفرصة التي وفرتها له أبو ظبي بضرب الحكومة اليمنية في معقلها المفترض عدن "


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية