آخر الأخبار

امتعاض متصاعد من إدارة بايدن تجاه الحوثيين

الرئيس الأمريكي "جو بايدن"

الرئيس الأمريكي "جو بايدن"

المهرية نت - تحليل خاص
الثلاثاء, 25 مايو, 2021 - 12:43 صباحاً

أعلنت واشنطن الخميس 20 أيار /مايو فرض عقوبات على اثنين من قيادات مليشيا الحوثي، نظراً لدورهما في الهجوم الحالي على مأرب، والذي تنظر إليه أمريكا على أنه العائق الأكبر أمام إعلان وقف إطلاق النار في اليمن .

 

وطالت العقوبات كلاً من القياديين العسكريين في جماعة الحوثي ، محمد الغماري ، ويوسف المداني ، ويشغل الأول موقع رئيس الأركان في مليشيا الجماعة ، والآخر قائد المنطقة العسكرية الخامسة .

 

إعلان العقوبات أتى في سياق تحول ملحوظ في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بخصوص الحرب في اليمن ، حيث أخذت نبرة البيت الأبيض تزداد حدة تجاه جماعة الحوثي بعد أن كان موقف إدارة بايدن أكثر ميلاً لتحميل السعودية الجزء الأكبر من وزر الحرب في اليمن ، وهو ما عبرت عنه القرارات الأولى لهذه الإدارة التي أوقفت فور وصولها إلى البيت الأبيض دعمها للعمليات الهجومية للسعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران .

 

وتزامن إعلان العقوبات الجديدة مع تصريحات شديدة اللهجة من المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن " تيموثي ليندركينغ" ضد الحوثيين ، إذ أكد على أن بلاده " لديها أوراق ضغط ، وهي غير راضية عن الخطوات التي يقدم عليها الحوثيون " .

 

ولا تستبعد واشنطن أيضاً أن تعيد تصنيف جماعة الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية بحسب تلميحات مسؤولين أمريكيين ، وبحسب تأكيدات إدارة بايدن المستمرة أنها  ستواصل تقييم سلوك الجماعة التي كانت قد أزالتها من قوائم الإرهاب في 16 فبراير/ شباط الماضي ؛ كما أن عدداً من الأصوات ، الجمهورية خصوصاً ، في الكونغرس أخذت تنادي في الفترة السابقة بإعادة الجماعة إلى قائمة الإرهاب .

 

 فرصة الحل الدبلوماسي

 

وعلى الرغم من أن إدارة بايدن قد أرفقت قرارها برفع الحوثيين من قائمة الإرهاب بتأكيد على أنها لا تجهل سلوكهم "البغيض" ، إلا أن امتعاضها من هذا السلوك أخذ منحى متصاعدا منذ ذلك الحين ، مع اصطدام الجهود الدبلوماسية الأممية والأمريكية بعناد الحوثيين .

 

وشهدت العاصمة العمانية مسقط مطلع الشهر الحالي حراكاً دبلوماسياً مكثفاً عولت عليه واشنطن كثيراً في حلحلة الأزمة في اليمن برزت فيه جهود المبعوث الأمريكي الخاص ، لكن كل شيء انهار مع رفض الوفد الحوثي مقابلة المبعوث الأممي "مارثن غريفيث " ، الأمر الذي حدا بالخارجية الأمريكية لاتهام الحوثيين بأنهم " فوتوا فرصة كبيرة لإظهار التزامهم بالسلام " .

 

وفي منتصف مارس/آذار الماضي أطلع المبعوث الأمريكي جماعة الحوثي على خطته لإيقاف إطلاق النار ، لكن الحوثيون رفضوها على الفور ،  كما أن المتحدث الرسمي باسم الجماعة وصف " ليندركينغ" حينها بال" سخيف" وال "تافه" .

 

تهريب الأسلحة

 

وتعتقد واشنطن أن من شأن منع حصول " أطراف الصراع" في اليمن على مزيد من الأسلحة أن يضغط عليهم للقبول بإيقاف إطلاق النار واللجوء للمحادثات السياسية ، وقد شرعت في محاولاتها بهذا الاتجاه باكراً عندما منعت بيع مزيد من الأسلحة للتحالف السعودي - الإماراتي .

 

وبخصوص الحوثيين تحاول أمريكا الحد من عمليات تهريب الأسلحة إليهم بواسطة إيران وأدواتها في المنطقة ، وهو ما عبر عنه المبعوث الأمريكي بوضوح عندما اعترف أن بلاده تحتاج عون الدول المجاورة لليمن ، وبالأخص عمان ، للمضي قدماً في اعتراض تهريب الأسلحة  .

 

وفي الثامن من الشهر الحالي أعلنت البحرية الأمريكية مصادرة كمية كبيرة من الأسلحة كانت في طريقها إلى اليمن عبر بحر العرب ، وتضمنت صواريخ موجهة مضادة للدبابات وآلاف البندقيات الهجومية والرشاشة وقناصات وقاذفات صواريخ .

 

وفي اليوم التالي لواقعة مصادرة الأسلحة ، كشفت وكالة أسوشتد برس الأمريكية أن التحقيقات التي أجرتها البحرية الأمريكية توصلت إلى أن الشحنة كانت قادمة من إيران ، ما يرجح أنها كانت في طريقها إلى الحوثيين المنهمكين في معركة دامية منذ أشهر للسيطرة على مدينة مأرب شرق اليمن .


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية