آخر الأخبار

حوار مع ديسمبر

الإثنين, 07 ديسمبر, 2020

يقال: إن في ديسمبر تتنهي كل الأحلام، أي ديسمبر لقد كانت لنا أحلامًا كثيرة، نحلم بها منذ صغرنا، مذ أن فتحنا أعيننا على هذه الحياة الكئيبة التي لم نكن نعلم أنها ستكون قاسية علينا إلى هذه الدرجة، لذا حملنا بين أضلعنا أحلامًا كبيرة بحجم ذلك التفاؤل الذي كنا نعيشه قبلما نتذوق طعم المرارة، وهذه الأحلام ياعزيزي كبرت معنا ترعرعت وعندما وصلنا إلى سن الشباب، كادت أن تنافسنا كبرًا وهمة، كنا أبرياء عندما صنعنا لنا في خيالاتنا أحلامًا ظننا أنها ستتحقق مع مرور السنين.


أي ديسمبر، هذه الأحلام نحن من زرعها بداخلنا ورباها  رويدًا رويدًا كما يتم تربية الورود في حدائق المنازل سقيناها من دمانا رحيقًا لعلها تنمو بشكل سريع، تألمنا لأجلها كثيرًا أرضعناها من أثقال الحياة حتى كادت أن تشيخ، ثم أرضعناها من براءة قلوبنا حتى عادت كطفلة صغيرة تحتاج فقط إلى من يأخذ بيدها لكي تمشي على مهل، أتعبتنا كثيرًا وأرهقتنا ونحن ما زلنا وسنظل نتمسك بها إلى آخر رمق نحن فيه.


ترى من قال: في ديسمبر تنتهي كل الأحلام؟ هل ستنتهي أحلامنا الثكلى التي ما تزال تبحث كنحن عن منقذ لها يخرجها من المأزق الكبير الذي علقت فيه؟


أي ديسمبر هذا العام لم يكن كبقية الأعوام التي مرت قبله، كان قاسيًا لدرجة كبيرة، قاسيًا للحد الذي جعله يودي بحياة الكثير من الناس الأبرياء الذين ما زالوا يبحثون عن نور لأحلامهم التى حملوها بين أضلعهم لسنوات طوال، كن لطيفًا بربك أيها الشهر الحبيب، اكسر هذه المقولة فهي لم تكن في يوم ما قرآنا يجب اتباعه وتطبيقه حرفًا حرفًا، تمرد على ما يقولون واهجر قولهم هجرًا جميلًا، اهجرهم جميعًا وكن كما تحب أن تكون أنت، كن لطيفًا حنونا بالقدر الذي تريد أنت، ياعزيزي إن الشاؤم يكبر في النفوس الضعيفة التي لا حلم لها ولا هدف فكن أنت أقوى من ذلك حتى تستطيع أن تساعد الأبرياء الذين يخافون على أحلامهم من الاندثار والسقوط .



نعم هم يقولون في ديسمبر تنتهي كل الأحلام  لكن القرآن  يقول:  ختامه مسك، والقرآن أحق بأن يتبع ويكون الحكم الفصل، فكن مسكًا للختام ودع عنك هذا الهراء الكبير الذي يحدثه الناس كلما بدأت بالظهور عليهم، لمَ لم يكن في ديسمبر تنتهي كل الآلام، وفي ديسمبر تنتهي كل الأوجاع والأمراض؟ وفي ديسمبر تنتهي المآسي والأحزان.


في هذا العام تجرع الشعب الكثير من الأوجاع التي لم يكن ليتوقعها من قبل، آهات وآلام كبرى يعيشها منذ أن بدأ هذا العام عليه وكأنه جاء لعنة على هذا الشعب المتعب الفقير،  وأنت يا ديسمبر تأتي لتنهي أحلامه التي لم ترَ النور بعد، بالله عليك  كن لطيفًا ولو مرة.
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده
سيول مخيفة تزيد مأساة اليمنيين!
الاربعاء, 07 أغسطس, 2024
رحيل هنية وجع للأمة!
الاربعاء, 31 يوليو, 2024
خيبة أمل جديدة للشعب!
الاربعاء, 24 يوليو, 2024