آخر الأخبار
اتفاق الرياض ... صورة عن فوضى السعودية في اليمن
سنعيش غدا الذكرى السنوية الأولى لإعلان "اتفاق الرياض" بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ، ولأن هذا الاتفاق لا يزال كومة ورق قابلة للاحتراق من أصغر شرارة فإن الرياض لن تستطيع المخاطرة بإشعال شمعة في المناسبة .
الأشهر الثلاثة التي جرى التوافق عليها كإطار زمني لتنفيذ الاتفاق تظهر الآن أمام أعين المتابع وكأنها نكتة تفيض بالسخرية ، أولا من طرفي الاتفاق الذين حضرا مراسيم التوقيع لأداء دورهما المعروف ككومبارس رخيص ولم يشكل النص أي هاجس لهما حينها ، وثانيا من راعي الاتفاق ... السعودية التي أخفقت خلال عام كامل في إنجاحه .
كنا قد عشنا في وقت سابق من العام الذكرى السنوية السادسة لتدخل التحالف بقيادة السعودية و"عاصفة الحزم " التي لا تزال تعصف بلا وجهة ولا تخلف سوا غبارا خانقا للجميع ، و " إعادة الأمل " التي رسخت يأسا شاملا يبدو اليوم محيطا بابن سلمان بقدر ما هو محيط بالحوثيين .
بالعودة إلى موضوع " اتفاق الرياض " ، بغض النظر عن جودة هذا الاتفاق وصلاحيته لتقديم حل حقيقي للأزمة التي يفترض أنه جاء لمعالجتها ، هناك ما يلفت الانتباه حول عدم قدرة السعودية بكل ثقلها في اليمن على دفع السلطة الشرعية والانتقالي نحو تنفيذ الاتفاق ، وبالتالي تحاشي مزيد الإساءة لصورة تدخلها في اليمن.
لماذا سمحت السعودية أول الأمر بإضعاف السلطة الشرعية في المناطق المحررة ، ولماذا تواطأت مع تمرد الانتقالي على حكومة هادي في العام الماضي ، ولماذا ساقت الطرفين لتوقيع اتفاق ، ولماذا لا تتحرك جديا لتنفيذه منذ عام ؟
معظم التحليلات التي تحاول الإجابة على هذه الأسئلة تبدو مقنعة في نقطة ما وتعجز عن الإقناع عند أخرى ؛ ومصدر الفوضى الحاصلة في التحليل هو بالأساس التخبط الذي تعيشه الرياص .
خلاصة القول أن اتفاق الرياض" ، مثله مثل مجمل المساهمات السياسية السعودية في اليمن ، لا يعكس إرادة موحدة مدروسة وثابتة للمملكة ، بل يمثل ردة فعل آنية غير مضبوطة لمزاج طارئ .
لعل هذا هو حظ اليمنيين من سياسة السعودية : تدخلات واعتراضات يمليها الهاجس الملكي ، تضيف مزيدا من التعقيد لحياتهم كما هو الحال مع التحالف العربي في الوقت الراهن، وتهدر بسببها فرصهم التاريخية كما حدث في ستينات القرن المنصرم ثم عقب 2011 ؛ وفي النهاية لا تسفر هذه التدخلات عن مكسب سعودي حقيقي يبرر الخسارة التي لحقت باليمنيين .
المقال خاص بموقع "المهرية نت"