آخر الأخبار

اتفاق الرياض ... صورة عن فوضى السعودية في اليمن 

الاربعاء, 04 نوفمبر, 2020

سنعيش غدا الذكرى السنوية الأولى لإعلان "اتفاق الرياض" بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ، ولأن هذا الاتفاق لا يزال كومة ورق قابلة للاحتراق من أصغر شرارة  فإن الرياض لن تستطيع المخاطرة بإشعال شمعة في المناسبة  . 
 
الأشهر الثلاثة التي جرى التوافق عليها كإطار زمني لتنفيذ الاتفاق تظهر الآن أمام أعين المتابع وكأنها نكتة تفيض بالسخرية ، أولا من طرفي الاتفاق الذين حضرا مراسيم التوقيع لأداء دورهما المعروف ككومبارس رخيص ولم يشكل النص أي هاجس لهما حينها ، وثانيا من راعي الاتفاق ... السعودية التي أخفقت خلال عام كامل في إنجاحه . 


 كنا قد عشنا في وقت سابق من العام الذكرى السنوية السادسة لتدخل التحالف بقيادة السعودية و"عاصفة الحزم " التي لا تزال تعصف بلا وجهة ولا تخلف سوا غبارا خانقا للجميع ، و " إعادة الأمل " التي رسخت يأسا شاملا يبدو اليوم محيطا بابن سلمان بقدر ما هو محيط بالحوثيين . 
 

بالعودة إلى موضوع " اتفاق الرياض " ، بغض النظر عن جودة هذا الاتفاق وصلاحيته لتقديم حل حقيقي للأزمة التي يفترض أنه جاء لمعالجتها ، هناك ما يلفت الانتباه حول عدم قدرة السعودية بكل ثقلها في اليمن على دفع السلطة الشرعية والانتقالي نحو تنفيذ الاتفاق ، وبالتالي تحاشي مزيد الإساءة لصورة تدخلها في اليمن.
 

 لماذا سمحت السعودية أول الأمر بإضعاف السلطة الشرعية في المناطق المحررة ، ولماذا تواطأت مع تمرد الانتقالي على حكومة هادي في العام الماضي ، ولماذا ساقت الطرفين لتوقيع اتفاق  ، ولماذا لا تتحرك جديا لتنفيذه منذ عام ؟ 

معظم التحليلات التي تحاول الإجابة على هذه الأسئلة تبدو مقنعة في نقطة ما وتعجز عن الإقناع عند أخرى ؛  ومصدر الفوضى الحاصلة في التحليل هو بالأساس التخبط الذي تعيشه الرياص . 

خلاصة القول أن اتفاق الرياض" ، مثله مثل مجمل المساهمات السياسية السعودية في اليمن ، لا يعكس إرادة موحدة مدروسة وثابتة للمملكة ، بل يمثل ردة فعل آنية غير مضبوطة لمزاج طارئ . 

لعل هذا هو حظ اليمنيين من سياسة السعودية : تدخلات واعتراضات يمليها الهاجس الملكي ، تضيف مزيدا من التعقيد لحياتهم كما هو الحال مع التحالف العربي في الوقت الراهن،  وتهدر بسببها فرصهم التاريخية كما حدث في ستينات القرن المنصرم ثم عقب 2011 ؛  وفي النهاية لا تسفر هذه التدخلات عن مكسب سعودي حقيقي يبرر الخسارة التي لحقت باليمنيين .

المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021