آخر الأخبار
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
آلاف القصص وآلاف المظالم فاضت في العالم الأزرق ليومين كاملين ، محمولة على هاشتاق "الإرهاب الحوثي في اليمن " . كثير من هذه القصص ظهرت على هيئة كلمات لأول مرة ، وأن تحكي قصة يعني أن تعيشها مجددا . " المأساة الأولى في الحياة هي في الفعل، والمأساة الثانية هي في الكلمات ، ولعل الكلمات هي الأسوأ . إنها بلا رحمة " يقول أوسكار وايلد .
لا بأس . هذه أولى خطوات الاقتصاص العادل من هذه الجماعة : أن تتحول المظالم إلى مظلمة واحدة ، أي أن تصبح قضية وطنية ، فبين أن يكون هناك ظلم وبين أن يتحول إلى قضية جسر مهم اسمه جرأة الضحايا على التعبير ورواية معاناتهم .
ليس سهلا على الإطلاق أن يعيد الناس فرز مآسيهم بهذا الشكل ، ذلك أن الذاكرة البشرية تعمل بشكل غريزي على إسقاط أو تشويش الحوادث الأليمة والمروعة التي تهدد نفسية صاحبها وسلامه الداخلي . قد يكون النسيان نعمة ، ولكن إذا كانت كلفته هي أن تنجو جماعة دموية كجماعة الحوثي بجرائمها وأن تراهن على هذا النسيان من أجل مواصلة الفضاعات المروعة ، فإن النسيان يصبح خطيرا جدا ، وبمثابة ضوء أخضر في طريق القتل والاعتقال والابتزاز وتفجير البيوت وزراعة الألغام . التذكر هنا من أهم أفعال المقاومة
حصاد 7 سنوات من الحرب الحوثية على اليمن واليمنيين ، منذ حصار دماج وتهجير أهاليها في 2013 وحتى بتر قدم المواطنة نعمة علي أحمد عبده قبل يومين بانفجار لغم في جبل حبشي ... كل ذلك في لوح محفوظ ، كما أثبت الهاشتاق . على الحوثيين أن يعلموا أن الحرائق التي خلفوها وراءهم - أو ظنوا أنهم قد خلفوها وراءهم - هي أمامهم دائما وفي انتظارهم عند نقطة ما ، وسوف تبتلعهم عاجلا أم آجلا . شرارة إلى شرارة ، وجمرة إلى جوار أختها ، وسيصنع اليمنيون جحيم الحوثيين بأنفسهم ، دون حاجة إلى استجداء ضمير العالم .
هذا الإرشيف ، إرشيف الجرائم الحوثية ، الذي تكشف في العالم الافتراضي في الأيام الماضية ، هو استدعاء لليمنيين إلى مطالعة قضيتهم قبل أن يكون دعوة للخارج للتدقيق في طبيعة ما يحدث في اليمن . هو إحياء لآلام لم تمت أصلا ، ولا ينبغي أن تموت قبل أن تعرف العدالة . هو إشعار للحوثيين بأن النسيان مستحيل ، وأن تطبيع وجودهم كسلطة على الناس لن يتحقق .
المقال خاص بموقع"المهرية نت"