آخر الأخبار

لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!

الاربعاء, 27 يناير, 2021


آلاف القصص وآلاف المظالم فاضت في العالم الأزرق ليومين كاملين ، محمولة على هاشتاق "الإرهاب الحوثي في اليمن " . كثير من هذه القصص ظهرت على هيئة كلمات لأول مرة ، وأن تحكي قصة يعني أن تعيشها مجددا . " المأساة الأولى في الحياة هي في الفعل، والمأساة الثانية هي في الكلمات  ، ولعل الكلمات هي الأسوأ . إنها بلا رحمة " يقول أوسكار وايلد .

لا بأس . هذه أولى خطوات الاقتصاص العادل من هذه الجماعة : أن تتحول المظالم إلى مظلمة واحدة ، أي أن تصبح قضية وطنية ، فبين أن يكون هناك ظلم وبين أن يتحول إلى قضية جسر مهم اسمه جرأة الضحايا على التعبير ورواية معاناتهم . 

ليس سهلا على الإطلاق أن يعيد الناس فرز مآسيهم بهذا الشكل ، ذلك أن الذاكرة البشرية تعمل بشكل غريزي على إسقاط أو تشويش الحوادث الأليمة والمروعة التي تهدد نفسية صاحبها وسلامه الداخلي . قد يكون النسيان نعمة ، ولكن إذا كانت كلفته هي أن تنجو جماعة دموية كجماعة الحوثي بجرائمها وأن تراهن على هذا النسيان من أجل مواصلة الفضاعات المروعة ، فإن النسيان يصبح خطيرا جدا ، وبمثابة ضوء أخضر في طريق القتل والاعتقال والابتزاز وتفجير البيوت وزراعة الألغام . التذكر هنا من أهم أفعال المقاومة 

حصاد 7 سنوات من الحرب  الحوثية على اليمن واليمنيين ، منذ حصار دماج وتهجير أهاليها في 2013 وحتى بتر قدم المواطنة نعمة علي أحمد عبده قبل يومين بانفجار لغم في جبل حبشي ... كل ذلك في لوح محفوظ ، كما أثبت الهاشتاق .  على الحوثيين أن  يعلموا أن الحرائق التي خلفوها وراءهم - أو ظنوا أنهم قد خلفوها وراءهم -  هي أمامهم دائما وفي انتظارهم عند نقطة ما ، وسوف تبتلعهم عاجلا أم آجلا . شرارة إلى شرارة ، وجمرة إلى جوار أختها ، وسيصنع اليمنيون جحيم الحوثيين بأنفسهم ، دون حاجة إلى استجداء ضمير العالم . 

هذا الإرشيف ، إرشيف الجرائم الحوثية ، الذي تكشف في العالم الافتراضي في الأيام الماضية ، هو استدعاء لليمنيين إلى مطالعة قضيتهم قبل أن يكون دعوة للخارج للتدقيق في طبيعة ما يحدث في اليمن . هو إحياء لآلام لم تمت أصلا ، ولا ينبغي أن تموت قبل أن تعرف العدالة . هو إشعار للحوثيين بأن النسيان مستحيل ، وأن تطبيع وجودهم كسلطة على الناس لن يتحقق .

المقال خاص بموقع"المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني