آخر الأخبار

احتفوا بالقرار الأمريكي كما شئتم ولكن على شرط

الاربعاء, 13 يناير, 2021

 من المتوقع لقرار الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية ، إذا لم يعترضه الكونجرس ، أن يضفي بعض الجدية على تعاطي العالم مع هذه الجماعة .

هناك اختزال كبير ظل ماثلا طوال السنوات الست من عمر الحرب في نظرة العالم إلى الوضع اليمني ، حيث غلب عليها اختزال القضية اليمنية في الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران ، ويمكن لهذا القرار، بشكل عام ، أن يساهم في إدخال الكثير من العناصر الواقعية إلى مجال هذه الرؤية ، وأن يوسعها بما يكفي لإدراك أن جوهر المسألة هو انقلاب أقلية عرقية طائفية على إرادة اليمنيين وتجريدهم من حقوقهم المدنية والطبيعية بشكل شبه كامل . نتمنى أن نكون قادرين على توقع المثل من سلطتنا الشرعية ، وأن تظهر الحكومة الجديدة ورعاتها السعوديون في قادم الزمن المسؤولية الكافية إزاء التهديد الذي تمثله هذه الجماعة . في النهاية نحن الذين نعايش الإرهاب الحوثي ، والجدية في مواجهته كان يفترض أن تتحقق في السياسة اليمنية والسعودية منذ اللحظات الأولى لظهور قرون الوحش في صعدة وعمران قبل سنوات .

رحبت الحكومة اليمنية بالقرار الأمريكي ، واحتفلت به ، وهذا القرار إلى حد بعيد هو أيضا آخر  رجاء سعودي من إدارة ترامب التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض بعد أيام . ليس المهم أن يصدر هذا القرار ، بل أن يكون لدى السلطة الشرعية وراعيها السعودي استعداد لتوظيفه في إطار رؤية حقيقية لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن . 

لم يكن الرئيس هادي يشكو طوال فترة رئاسته في الحكم من غياب الدعم الرسمي الدولي ، فقد توفر له شكل من الإجماع العالمي منذ تسلمه المنصب في 2012 يحسده عليه أي رئيس قدم على أعقاب ثورة كبيرة وصراع عنيف ، ولكن هادي مع ذلك ظل دائما في موضع المفتقر إلى مزيد من الدعم الخارجي، وبقي ذلك الجدار الهش الذي يوشك أن ينقض مع أوهى دفعة تمردية من الداخل ، كما حدث مع مليشيا إيران أولا ثم مليشيا الإمارات لاحقا ؛ والقرار الأمريكي الأخير إذا تحقق هو ضرب من الدعم للشرعية ، إذا  قررت الشرعية أن تتعامل معه وتستفيد منه على هذا الأساس.  

نوبة الاحتفال التي هيمنت على ردة الفعل الرسمية على تصريحات بومبيو غير مبررة على الإطلاق ، إذا كنا لن نشهد تغييرا حقيقيا في أداء السلطة الشرعية ، وستصبح مع الزمن مجرد ذكرى محرجة كما كان الحال مع ردة الفعل  ، مثلا ، على تدخل التحالف العربي أول الأمر ، وبعده القرار الأممي 2216 ، وهي المكاسب التي أصبحت مع الوقت تبدو وكأنها بلا معنى ، في أحسن الأحوال .

التحذيرات التي رافقت التبشير بهذا القرار منذ اللحظة الأولى ،  والتي أغرقت منذ أيام وسائل الإعلام الغربية خصوصا ، من التبعات الإنسانية المكلفة على غالبية اليمنيين المنكوبين بالسيطرة الحوثية ليست تحذيرات واهية وبلا أساس ، بل إنها شديدة الأهمية ولا يجب أن تغيب عن الخاطر ، وهي تستحق أن تتطور إلى اعتراض أخلاقي وجيه على القرار إذا لم يكن القرار سيشكل تمهيدا لتحرك حقيقي وجاد للخلاص من الحوثيين على المدى البعيد ، وإذا لم تكن السلطة الشرعية وحلفاءها قادرين على تخفيف وطأة القرار بالنسبة لملايين المواطنين على المدى القريب . 

المبرر الأخلاقي الوحيد لاحتفال السلطة الشرعية بالقرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية ، على ما لهذا القرار من تبعات ،  قائم على هذه المعادلة : 
خطر الجماعة الحوثية على اليمنيين أكبر بكثير من الأخطار المترتبة على القرار الذي سيساهم في تخليصهم منها . وإذا لم تضمن السلطة الشرعية تحقيق هذه المعادلة فمعنى ذلك أنها كانت تزايد على اليمنيين لا أكثر ، ولطالما فعلت ذلك .

المقال خاص بموقع "المهرية نت"

المزيد من يعقوب العتواني
في سنوات الثورة كان هنالك أمل 
الاربعاء, 03 فبراير, 2021
لا نسيان ولا تطبيع أيها الحوثيون!
الاربعاء, 27 يناير, 2021