آخر الأخبار
مأساة في اليمن.. قصة مهاجرين أفارقة انتهت بقصف دامٍ

آثار الدمار الذي خلفته الغارات الأمريكية
الإثنين, 28 أبريل, 2025 - 10:12 مساءً
في شمال اليمن، تحولت أحلام عشرات المهاجرين الأفارقة إلى رماد، بعد أن لقوا حتفهم في مركز احتجاز.
وبحسب "رويترز"، خلف القصف أنقاضًا ملطخة بالدماء، لتنهي بذلك رحلة محفوفة بالمخاطر بدأها هؤلاء المهاجرون، الباحثين عن فرصة عمل في السعودية.
سنويًا، يعبر مئات الآلاف من الأفارقة مضيق باب المندب، قاصدين السعودية عبر اليمن الذي مزقته الحرب.
ورغم أن مسارات الهجرة إلى السعودية تحظى باهتمام أقل مقارنة بتلك المؤدية إلى أوروبا أو أمريكا، إلا أن تقريرًا للأمم المتحدة وصفها بأنها من بين الأخطر في العالم.
وتشمل هذه الرحلة تحديات جمة، من عبور الصحاري سيرًا على الأقدام، إلى التعامل مع مهربين عديمي الضمير، والمخاطرة بالإساءة على أيدي الفصائل المسلحة.
وفي سياق متصل، اتهم تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش في عام 2023، حرس الحدود السعوديين باستهداف المهاجرين، وهو ما نفته الحكومة السعودية.
وتعد السعودية وجهة رئيسية للعمالة الأجنبية، حيث يعيش فيها ملايين العمال، بمن فيهم مهاجرون غير شرعيين يكافحون من أجل لقمة العيش.
وعلى الرغم من المخاطر، يواصل الكثيرون محاولة الوصول إلى المملكة، هربًا من الفقر أو الحرب في بلدانهم.
وتشير إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة إلى أن معظم المهاجرين إلى السعودية عبر اليمن هم من الإثيوبيين، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من السودانيين والصوماليين.
ويعبر المهاجرون الصحراء سيرًا على الأقدام من إثيوبيا إلى جيبوتي أو الصومال، ثم يدفعون للمهربين حوالي 300 دولار للوصول إلى اليمن بحرًا.
وتشير المنظمة الدولية للهجرة إلى غرق أكثر من 500 شخص العام الماضي، نتيجة انقلاب أو غرق القوارب.
وعند دخول اليمن، يتجه المهاجرون شمالًا نحو المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة منذ عام 2014.
وفي ظل الحرب الأهلية المستمرة في اليمن، يواجه المهاجرون مخاطر الاعتداء الجنسي والعمل القسري والابتزاز.
وتمثل الحدود السعودية خطرًا آخر، حيث شهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين الحوثيين والقوات السعودية منذ عام 2015.
ورغم الهدوء النسبي الذي أعقب محادثات وقف إطلاق النار في عام 2022، تظل المناطق الحدودية نقاط عبور رئيسية للمهاجرين.
وتتميز المنطقة الحدودية بتضاريسها الوعرة، حيث ترتفع بشكل حاد من سهل ساحل البحر الأحمر عبر الجبال والوديان.
وخلال زيارة لرويترز إلى الحدود قبل عقد من الزمان، شوهدت مجموعات من المهاجرين يختبئون في محاولة لعبور الحدود.
وحتى قبل سنوات الحرب، كانت الوفيات شائعة، لكن الوضع اليوم أشد خطورة بسبب انتشار الألغام وزيادة المخاوف الأمنية.
