آخر الأخبار

عملة قديمة وجديدة.. مسلسل السخرية الكبرى في اليمن

الإثنين, 02 نوفمبر, 2020

يزداد مسلسل السخرية الكبرى في شعبنا اليمني الذي أصبح يعيش حالات من الدراما الحزينة المبكية، نكبات كثيرة مر بها وهو يتجلد في كل مرة ويزيد جلده قوة وصلابة، كلما تلقى صفعة  يستعد لأخرى متوقعًا أسوأ ما يمكن أن يحدث له فلا جديد يأتيه من الوجع إلا وقد ضرب له حسابًا وأعطاه نوعًا من الاستعداد وذلك بالقبول الحسن لكل مصيبة يقدم عليها ولكل  ألم يأتيه وإن الآلام  لتزداد اتساعًا بين لحظة وأخرى وإن  الحال لتزداد سوءًا وتعقيدًا.


من الأحداث المضحكة المبكية في الآن ذاته سعر العملة المحلية مقابل العملة الأجنبية، بل قل  سعر العملة المحلية المتفاوت بين عملة قديمة وجديدة، نحن اليوم نعيش فترة حربٍ لا نحسد عليها وجراء ذلك يمكن لنا أن نتوقع انهيار العملة المحلية؛ فهذا ليس بغريب على شعب يعيش الحرب والفاقة لسنوات عدة، لكن الغريب هو هذا الاضطراب الحاصل في العملة اليمنية نفسها  التي ينبغي أن تكون واحدة أو أن تكون على الأقل ذات قيمة واحدة.


تعيش العملة المحليةاليوم حالة اضطراب وتفاوت كبير يربك الشعب من أقصاه إلى أقصاه تجارًا ومستفدين، ارتفاع كبير في سعر العملة القديمة على سعر العملة الجديدة كاد أن يجعل من العملة القديمة منافسًا للعملة الأجنية، والضحية في هذا هو الشعب الفاقد القدرة على الاستمرار في ظل هذا الاضطراب الحاصل، وكالعادة يكون هو الضحية لا غيره، هاهو الشعب اليوم يعيش حالة من الاضطراب ناتجة عن اضطراب العملة، ما أدى إلى انهيار الاقتصاد بشكل غير مسبوق وارتفاع في الأسعار إلى حد لم يكن ليخطر على بال ولم يكن ليتوقع من قبل الجميع.


هناك أسواق تتعامل بالعملتين وعن هذا تحدث ولا حرج، أسعار مختلفة تقدم للمقبلين على البضاعة، فحين تسأل عن سعر هذه يقال لك هي سعرها كذا إذا كانت العملة القديمة وسعرها كذا إذا كانت بالعملة الجديدة،ثم ناهيك عن استغلال رجال المال لهذا الوضع الحرج، في بيع الأراضي والعقارات في المناطق  التي تتعامل بالعملة القديمة وذلك ببيع الأراضي بالعملة الأجنبية ثم الذهاب بتلك العملة لبيعها بالعملة الجديدة وعقد صفقات كبرى من وراء ذلك علما بأن العملة الأجنبية مقابل العملة المحلية القديمة ليست بذلك الارتفاع الكبير كما هو الحال مقابل العملة الجديدة.


 عندها تسأل ذاتك مالذي يجعل هذه تفوق على تلك؟!! ولمَ لم تتوحد العملة اليمنية وهل يعقل أن يستمر الوضع بهذا الاضطراب؟ ألا يمكن أن ينظر لهذا الشعب ولو مرة واحدة بعين الرحمة والاشفاق؟.


هل يمكن للعملة الجديدة أن تفرض ذاتها بين هذا الابتلاء الذي يكاد أن يقضي عليها تماما؟
وهل للدولة من خيار إزاء هذه السخرية التي عمت الواقع بأكمله؟ ثم ما الجديد الذي سيحدث بعد هذا كله؟ .
المقال خاص بموقع المهرية نت

المزيد من إفتخار عبده