آخر الأخبار

هل يشهد اليمن تحركًا عسكريًا بريًا ضد الحوثيين؟ (تقرير خاص)

مسلحون حوثيون- ا ف ب

مسلحون حوثيون- ا ف ب

المهرية نت - إفتخار عبده
الثلاثاء, 15 أبريل, 2025 - 10:01 مساءً

تتوالى الأنباء عن استعدادات جارية لعملية عسكرية برية وبحرية، بغطاءٍ جوي، ستُشَن على طول امتداد الساحل الغربي لليمن، المطل على البحر الأحمر، بعد موقف الحوثيين بمهاجمة السفن في البحر الأحمر ضمن موقفهم المساند لقطاع غزة والمطالب بوقف العدوان الإسرائيلي.

 

وفي مساء السابع من الشهر الجاري وعبر خطابه بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على تشكيله، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، إن" معركة الخلاص" من جماعة الحوثي تتعزز ساعتها الحاسمة"، داعيًا إلى توحيد الصفوف، والإسناد الفاعل لهذه المعركة.

 

بينما أكدت جماعة الحوثي، مساء السبت، الثاني عشر من الشهر الجاري، أن أي تحرك عسكري بري ضدها لن يحقق النجاح. 

 

 جاء ذلك في منشور عبر منصة إكس لعضو المجلس السياسي الأعلى في الجماعة، محمد علي الحوثي والذي أوضح فيه أن "‏خيارات العدو في اليمن فاشلة، فلا القصف والعدوان الأمريكي سيحقق إيقاف الإسناد لغزة، ولا أي تحرك عسكري بري يحقق النجاح، بل سيقابل بجحيم وبأس الصادقين"، معتبرًا أن "تجريب المجرب فشل، والنتيجة الحتمية هي النصر".

 

 وكشفت قناة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية نقلًا عن مصادر دبلوماسية إقليمية، عن "استعدادات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لشن هجوم بري واسع النطاق ضد جماعة الحوثي، يشمل تقدمًا من عدة محاور (الجنوب والشرق والساحل الغربي) لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي".

 

كل هذه المعطيات تطرح تساؤلاتٍ مثيرةً حول مدى مغامرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن، وهل ستنتهي كما بدأت، أم أنها ستحمل نتائجَ إنهاء سلطة الحوثيين عبر معركة عسكرية برية.

 

 ترقبٌ لتحركات عسكرية برية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي

بهذا الشأن يقول أحمد المسيبلي، مستشار وزير الإعلام" نعم سيشهد اليمن تحركًا عسكريًا بريًا ضد الحوثيين، فليس من المعقول أن هذا الجيش الوطني الذي تشكل وتم بناؤه، الموجود يمنة ويسرة وفي شمال اليمن وجنوبه، ليس من المعقول أن يظل هذا الجيش في مواقعه مدافعًا فقط".

 

وأضاف المسيلبي لـ" المهرية نت" لا بد وأن الجيش الوطني سيعمل على تحرير اليمن، ولا يمكن أن يكون الطيران الجوي أو التدخل الخارجي وحده حاسمًا للمعركة، هناك قضية رئيسية للعالم مع الحوثيين وهي كما يرددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهم سيوجهون ضربات على الحوثيين، ولكن هذه الضربات لن تحسم المعركة وحدها؛ ولهذا لا بد من حراك عسكري".

 

وأردف" هناك ترتيبات لهذا التحرك العسكري البري، والذي سيكون قريبا- بإذن الله تعالى-، فلا يمكن للمعركة أن تظل هكذا، ولا يمكن للناس أن يظلوا منتظرين الشرعية والجيش الوطني متى سيتدخل، فلا بد من الجيش الوطني أن يتخذ قراره في وقت ما، وفي ظروف ما، أنه سيتدخل لحسم المعركة وتحرير البلاد من الحوثيين، ومن الهيمنة الإيرانية".

 

وتابع" المعركة في اليمن إذا لم تشهد حراكا عسكريا بريا داخل الجبهات بالذهاب إلى العاصمة صنعاء، لا يمكن أن نسمي أي شيء غير ذلك سيحدث انتصارًا جماعة الحوثي ستظل جاثمة على صدور اليمنيين، وستظل إيران مهيمنة على اليمن".

 

 ودعا المسيبلي الحكومة الشرعية أن" تُسرّع من عملية الحسم العسكري التي ينتظرها الشعب بفارغ الصبر، فالشعب اليوم قد أصبح يريد ذلك بشده، سواء في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية أو في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".

 

وأكد" الحوثيون أوصلوا الشعب اليمني إلى مرحلة سيئة للغاية، الشعب اليمني اليوم لا يقتل فقط بالرصاص والصواريخ، بل أصبح يقتل بالجوع، بالمرض، بالفقر، اليوم الناس أصبحوا يموتون على أرصفة الشوارع، أصبح اليوم وضع اليمنيين مأساويًا للغاية؛ ولهذا لا بد من تدخل عسكري بري، ولا بد من حسم عسكري".

 

وشدد" على الشرعية أن تتحرك سريعًا وأنا على ثقة أن الشرعية لها أجنداتها ولها طريقتها، ولها أسلوبها وأنها في ساعة معينة سوف تنطلق، لكن نحن صوتنا مع صوت الشعب، والشعب يريد الحسم، ويريد التحرير، ويريد من الجيش الوطني أن يتحرك سريعًا لإنقاذ اليمن واليمنيين من مخططات إيران التي حولت اليمن إلى ميدان للصراع من أجل تنفيذ أجنداتها ومن أجل أن تحافظ على أقوى ورقة إرهابية لها وهي ورقة الحوثيين، حتى لا تسقط كما سقطت أوراقها الأخرى في سوريا ولبنان".

 

 بين الحسم العسكري والكارثة الإنسانية

ويرى الصحفي والناشط السياسي، وليد الجبزي أنه" من خلال التجربة السابقة، فإننا نرى أن أي تحرك عسكري بري ضد الحوثيين من قبل التحالف أو من أي جهة أخرى لن يحقق النتيجة المرجوة؛ فالتجربة السابقة مع التحالف السعودي الإماراتي قد زادت من معاناتنا بشكل كبير للغاية".

 

وأضاف الجبزي لـ" المهرية نت" زادت المعارك الداخلية، وتدهور الوضع الأمني والاقتصادي بشكل أكثر تعقيدًا، إضافة إلى استمرار القصف الجوي والتوترات العسكرية في العديد من المناطق وهذا يؤكد أن أمر التحرير لن يكون سهلا على الاطلاق؛ خاصة بعد توغل جماعة الحوثي بالشكل الذي هي عليه اليوم".

 

وتابع" إن أي تدخل عسكري في اليمن يجب أن يراعي الواقع المعقد والأزمة الإنسانية التي نعيشها اليوم؛ فما يعانيه الشعب اليمني اليوم لا يكمن حله فقط في القوة العسكرية أو الهجمات على الحوثيين؛ بل بتقديم حلول شاملة تعالج الأبعاد الإنسانية والسياسية، وتحقق استقرارًا مستدامًا في البلاد".

 

وواصل" نحن كشعب يمني عاش الحرب لأكثر من عقد من الزمن، نؤمن بأن الحل الجذري يكمن في استعادة الدولة والعمل على وحدة الصف اليمني، وتفعيل الدور الفاعل للمقاومة الشعبية، بالإضافة إلى الدفع نحو تسوية سياسية حقيقية تأخذ في الاعتبار معاناة الشعب وتضمن له مستقبلاً أفضل".

 

سينجح حتمًا

بدوره يقول الناشط السياسي، عبد الغني المخلافي " إذا حدث بالفعل تحرك عسكري بري ضد الحوثيين فإنه سينجح لا محالة؛ حتى مع عدم وجود الضربات الجوية وهذا يعود لأسباب عديدة منها: ضعف الحاضنة الشعبية للجماعة من قبل اليمنيين، الذين قد ذاقوا من هذه الجماعة الكثير من الويلات".

 

وأضاف المخلافي لـ" المهرية نت" ما حدث في سوريا ولبنان من قصقصة لأجنحة إيران في المنطقة العربية يمثل مصدر خوف كبير لجماعة الحوثي من أنه إذا ما حدث تحرك بري فقد يصيبهم بالفشل الذريع ويسوقهم نحو الجحيم؛ خاصة وأن معركة السوريين ضد نظام الأسد المدعوم إيرانيًا لم تستمر طويلا وتكللت بالنجاح".

 

وتابع" نأمل حقا أن يحدث هذا التحرك العسكري البري وهو أمل الشعب اليمني كله في الداخل والخارج؛ فقد ذاق الشعب ويلات الحرب ومآلات الانقلاب بشكل لا يمكن وصفه".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية