آخر الأخبار
هل تضرر الحوثيون من ضربات واشنطن على اليمن؟ (تقرير خاص)

العدوان الأمريكي على اليمن
الثلاثاء, 08 أبريل, 2025 - 07:23 مساءً
منذ 15 مارس/آذار الماضي، صعّدت الولايات المتحدة الأمريكية ضرباتها العسكرية على اليمن في إطار ما تسميه جهود ردع الحوثيين عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتنوعت الأهداف التي استهدفتها الضربات الأمريكية مؤخرا في سياق تصاعد التوتر في المنطقة؛ إذ يشن الحوثيون هجماتٍ متكررة على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، وهو ما تعتبره واشنطن يعطل حركة الملاحة الدولية ويهدد الأمن الإقليمي.
كما تَعتَبرُ الولايات المتحدة هذه الهجمات تهديدًا لمصالحها ومصالح حلفائها، ومع استمرار الضربات الأمريكية على اليمن، يبرز تساؤل مهم حول نتائج هذه العمليات العسكرية، وما إذا كانت قد حققت أهدافها في إضعاف قدرات الحوثيين وردعهم عن مواصلة هجماتهم، أم أنها فقط استهدفت اهدافًا مدنية وزادت من نكد العيش لدى المواطن اليمني؟.
تأثيرها على المستوى العسكري
بهذا الشأن يقول الصحفي والمحلل السياسي، عبد الواسع الفاتكي" لا يمكن تجاهل أن هذه الضربات أثرت على المستوى العسكري لجماعة الحوثي، سواء بالنسبة للموارد البشرية، أو في خسارة الحوثيين للمعدات العسكرية من الأسلحة الثقيلة أو المتوسطة، طالما وأن هذه الضربات استهدفت مخازن أسلحة أو أماكن تخزين الطيران المسير".
وأضاف الفاتكي لـ" المهرية نت" ستكون لهذه الضربات آثار ملحقة للجماعة على مستوى خسرانها لعدد من الأسلحة التي تمتلكها بالإضافة إلى أنه- لا شك- بأن هذه الضربات قد عملت على إرباك جماعة الحوثيين بالنسبة لجانب القيادة والسيطرة؛ إذْ إن هذه الضربات استهدفت مراكز القيادة والسيطرة وأفقدت الحوثيين عددًا من قياداتها في الصف الأول والصف الثاني والثالث؛ ولهذا فقد أربكت الجماعة وشلت بعض قدراتها في جوانب التحكم والسيطرة".
وأردف" ورغم ذلك فهذه الضربات لم تنهِ خطر الحوثيين على حرية الملاحة الدولية التي بموجبها شنت الولايات المتحدة الأمريكية هذه الضربات، فالحوثيون مستمرون بضرباتهم.. مضيفاً: حتى الآن لا يوجد تقييم دقيق وتفصيلي بالنسبة لنتائج وأضرار هذه الضربات، كما أن جماعة الحوثيين تمارس التعتيم الكبير حول نتائج هذه الضربات؛ فهي تفرض عزلةً معلوماتية، ومنعت اقتراب المواطنين من أماكن الضربات، وتعمل على منع تداول أي معلومات عن نتائج هذه الضربات".
وأكد أن" الأضرار بالفعل ستكون واضحةً وجلية، ولكن من المبكر أن نقدم تقيمًا تفصيليًا ودقيقًا لنتائج هذه الضربات... حتى الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع حتى اللحظة أن تعطي بيانات أو معلومات دقيقة بخصوص الأضرار التي لحقت بجماعة الحوثيين".
وتابع" هذه الضربات لم تذهب هباء فبالفعل سيكون لها نتائج وأضرار، ولكن سيتم الإفصاح عن هذه الأضرار على المستوى البشرى والمستوى العسكري بما في ذلك المعدات العسكرية، وهذا الإفصاح سيكون في في الفترة القريبة القادمة، كما أعتقد أن استمرار الضربات سيكشف النتائج تباعًا".
وواصل" قد نشهد في المرحلة المقبلة مزيدا من الضربات ومزيدا من الخسائر التي ستلحق بالجماعة، لكن هذه الخسائر لا يمكن أن تنهي هجمات الجماعة؛ بل ستستمر وستحتفظ ببعض قدراتها العسكرية".
استراتيجية الحوثيين في التعامل مع الضربات الأمريكية
ولفت الفاتكي إلى أن" الجماعة استخدمت عددا من الأساليب والإجراءات التي تمكنها من امتصاص هذه الضربات، تمثلت تلك الإجراءات بتوزيع الأسلحة على مساحات جغرافية واسعة، ونقلت الأسلحة من أماكن سابقة إلى أماكن جديدة كما أن مخازن أسلحة الجماعة بعيدة عن أعين الناس، في كهوف وجبال بعيدة عن الأحياء السكنية".
وزاد"0 جماعة الحوثيين قامت باتخاذ خطوات احترازية، ووجهت قياداتها بعدم استخدام الهواتف الخلوية، واختفاء بعض قياداتها عن أعين الناس، وإجراء التواصل عبر الأشخاص، وعدم استخدام الهواتف، وهذه الإجراءات التي تقوم بها جماعة الحوثي ستخفف من الأضرار التي يمكن أن تلحق بها نتيجة ضربات واشنطن المكثفة والمستمرة والتي استخدمت فيها أسلحة تستخدم لأول مرة".
واختتم": واشنطن استخدامت صواريخ كروز وصواريخ ذات تفجير عالٍ، وطائرات (بي 2 ) التي تقذف قنابل من الحجم الكبير ذات سعة تدميرية كبيرة، ليست الرأسية فقط بل الأفقية التي تستهدف الولايات المتحدة بها مخازن الأسلحة بشكل أفقي؛ لتضمن وصول هذه القنابل لتلك المخازن وتدمير الأسلحة الموجودة فيها".
التعتيم الإعلامي الحوثي على نتائج الضربات
في السياق ذاته يقول المحلل السياسي أحمد هزاع" لا نستطيع أن نقيم تقيما حقيقيا حول تضرر الحوثيون من الضربات الأمريكية، وذلك بسبب التكتم والتعتيم الإعلامي من قبل الحوثيين حول الأضرار التي أحدثتها هذه الضربات، فالحوثيون يشيرون أن كل المستهدفين مدنيون، وهذا ما يظهره الإعلام من أول ما بدأت هذه الضربات".
وأضاف هزاع لـ" المهرية نت" لا نقول إن الحوثيين لم يتضرروا من هذه الضربات ولكن تضررهم ليس بذلك القدر الذي يظهر هجوم أقوى دولة في العالم، استخدمت فيه أسلحة لأول مرة".
وأشار إلى أن الحوثييناليوم ما يزالون يضربون الاحتلال الإسرائيلي، ويضربون البارجات الأمريكية ما يوضح ويؤكد أن الحوثيين لم يتضرروا من الضربات الأمريكية، لأنهم ما يزالون يحافظون على قدراتهم العسكرية بالشكل الذي كانوا عليه قبل حدوث هذه الضربات".
وتابع" عدم تضرر الحوثيين من هذه الضربات بشكل كبير له تفسيران، الأول: قد يكون هناك ضعف في بنك الأهداف لدى أمريكا، والثاني هو: تحصن الحوثيين في أماكن لم تستطع أمريكا ولا جواسيسها الوصول إليهم، وقد يكونوا مستعدين لحرب كهذه من ذي قبل؛ وهذا ما أعطاهم نفسًا طويلا في التعامل مع ضربات القوات الأمريكية".
وواصل" لو كانت القوات الأمريكية تتعامل مع جيش منظم فباعتقادي كانت ستؤثر كثيرا، لكنها تتعامل مع جماعة مسلحة مترامية الأطراف، لديها تحصينات جيدة بالإضافة إلى أنه هناك تسويق في إعلام الحوثيين، بأن الضربات لا تستهدف إلا المدنيين".
ولفت إلى أن" الضربة الأمريكية التي نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضحت أن هناك استهدافات دقيقة، لكن الحوثي قام بإخفاء أضرار تلك الضربات، ما فتح الشهية للأمريكيين بأنهم في الطريق الصحيح".
وتساءل هزاع" هل ستكون هذه الحرب منسيةً مثل حرب التحالف أو عاصفة الحزم؛ بسبب قلة الأهداف؟ أو أنها مجرد قياس للنبض، أو محاولة لترضيخ إيران عن طريق الحوثيين، وكل هذا ستكشفه الأيام المقبلة، التي قد يحدث فيها تواصل بين الرئيس الإيراني وولي العهد السعودي، أو تواصل بين الإيرانيين والحوثيين من أجل تخفيف الضربات".
