آخر الأخبار

بعد مرور عام.. كيف أثر العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن (تقرير خاص)

العدوان الأمريكي البريطاني

العدوان الأمريكي البريطاني

المهرية نت - إفتخار عبده
الخميس, 09 يناير, 2025 - 09:09 صباحاً

مع اقتراب الذكرى الأولى لانطلاق العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، الموافق 12 يناير/ 2024، يتساءل البعض حول مدى تأثير هذه الهجمات المستمرة حتى اليوم. 

 

 

ويبدو أن الغارات البريطانية والأمريكية، لم تحقق نجاحا في تقليل قدرات الحوثيين الذين يواصلون ضرباتهم بفعالية على مواقع عديدة في إسرائيل و في البحر الأحمر وخليج عدن .

 

وبشأن غارات واشنطن ولندن قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي "اكتمل عام على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا وبلغت عمليات القصف الجوي والبحري على اليمن 931 غارة وقصفا بحريا".

 

 

‏‎وأضاف في خطاب الخميس الماضي أن : "عدد شهداء اليمن خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني بلغ 106 فيما الجرحى وصل عددهم 314".

 

وتحدث بأن "العدوان الأمريكي على اليمن ساهم بالفعل في تطوير قدراتنا العسكرية لأننا في معركة بهذا المستوى مع التقنيات والإمكانات الأمريكية".

 

*تأثير محدود

 

وبهذا الشأن يقول الباحث في الشؤون العسكرية الدكتور علي الذهب" تضرر الحوثيون من الضربات الأمريكية والبريطانية ولكنهم تأثروا تأثيرًا محدودًا وليس تأثيرا كبيرًا، فهم لديهم القدرة على تعويض أدوات التهديد من صواريخ وطائرات غير مأهولة".

 

وأضاف الذهب للمهرية نت" قدرة الحوثيين على التعويض ازدادت أكثر من ذي قبل بل وتطورت نوعيتها فمثلًا في شهر يوليو من العام 2024، أعلن الحوثيون عن استخدام صواريخ فرط صوتية، وهي التي تزيد سرعتها عن سرعة الضوء من ستة إلى ثمانية أضعاف، وكذلك المركبات الغواصة ما تحت الماء كتطور جديد بعد استخدام المركبات الغواصة السطحية في بداية السنة، وزودوا بطائرات انقضاضية غير مأهولة مداها أوسع أو أبعد من الطائرات التي كانت بحوزتهم بداية الهجمات، لأنها كانت تتركز حول محيط إيلات".

 

وأشار إلى أنه" بعد منتصف العام، وبعد مقتل ابراهيم رئيسي وغيره من المسؤولين الإيرانيين، وبعد مقتل إسماعيل هنية ونصر الله في بيروت برزت أسلحة متطورة من نفس الأسلحة المستخدمة ولكن بشكل متطور سواءً على مستوى المدى أو قوة الانفجار وهذا يدل على أنه هناك داعم خارجي قوي حاول بقدر الإمكان التقليل من التأثير وليس التقليل من الضرر".

 

وتابع"حتميًا الحوثيون تضرروا من هذه الضربات، وقد ضربت عليهم طائرتين مروحيتين وبرج مراقبة في صنعاء، برج المطار وهو يستخدم لأغراض عسكرية غير المدنية وضربت أيضا مرافق في قاعدة الديلمي ومرافق عسكرية وأمنية في الحديدة وضربت منصات ومراكز لإطلاق الصواريخ في صعدة وفي البيضاء، يعني كانت هناك أضرار ولكن التأثير كان محدودًا".

 

وأردف " بطبيعة الحال الحوثيون لا يعبؤون بأي ضرر ولا أي تأثير يحصل لهم في قواهم فقد أعلن عبدالملك الحوثي مقتل أكثر من 100 وجرح أكثر من 200 شخص فضلاً عن الأضرار والتأثيرات غير المباشرة في البنى والهياكل التي تدعم خزينة الحرب كالموانئ والنفط ومراكز إنتاج الطاقة الكهربائية وكلها كانت تخدم العمليات العسكرية للحوثيين في البحر، أو أنها تعزز من جبهتهم الداخلية وتزيد من التماسك الشعبي".

 

ولفت إلى أن الحوثيين" حتى اللحظة الراهنة هم أكثر قوة من الوضع الذي كانوا عليه، وكان قد حدث تراجع في منتصف العام فكان هناك انخفاض في بعض الأشهر بالهجمات نتيجة الضربات، مثلاً في سبتمبر وفي أغسطس، وبعدها ازدادت هجماتهم في نوفمبر وديسمبر بشكل كبير خاصة باتجاه إسرائيل".

 

واعتبر الذهب أن " المتضرر الحقيقي من الضربات بشكل أكبر هي مقدرات الدولة؛ لأن ما استهدف بالضربات البريطانية والأمريكية هي محصلة تراكمية لعقود من الزمن ليس للحوثيين فيها دخل ولا سبب فالخاسر هو الشعب اليمني فضلاً عن رجال الأعمال الذين تأثرت مصالحهم وأصولهم المادية التي ضُربت بوصفهم مشاركين في هذه الموانئ أو في الإنشاءات الموجودة فيها بما يخص التصدير والاستيراد خاصة في الحديدة، وبالنسبة للحوثيين هم أيضًا متضرروين في الوقت نفسه". 

 

*ضربات هامشية

 

في السياق ذاته يرى المحلل السياسي، أحمد هزاع" أن الحوثي لم يتضرر تضررا حقيقًا نستطيع من خلاله أن تقول إنه تم استهدافه من قبل أمريكا وبريطانيا، لأسباب عديدة منها أن الحوثي لا يزال يمتلك قوة عسكرية لم تمسها الضربات بشكل يعجز الحوثي عن المواجهة".

 

 

وأضاف هزاع للمهرية نت" كانت الضربات التي قامت بها كل من بريطانيا وأمريكا على الحوثيين عشوائيةً وغير مركزة، ولم تستهدف أي من قيادات الحوثي على سبيل المثال مقارنة بما حدث لحزب الله في لبنان من قبل إسرائيل، وهذا يوضح أن بريطانيا وأمريكا تريديان أن تستمر جماعة الحوثي بهيمنتها على البحر الأحمر وأن تكون أداة بريطانية وأمريكا ضد السعودية".

 

وأشار هزاع إلى أن" عدم تضرر الحوثيين من ضربات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لا يدل على عدم مقدرة بريطانيا وأمريكا على شن ضربات موجعة ولكن هناك أسباب تمنعها من ذلك وهذه الأسباب من ورائها مصالح تخص الدولتين".

 

وأردف" لم يتم استهداف قيادات حوثية عسكرية ولم يتم استهداف مواقع عسكرية حوثية، وهذا ما يظهر أنه هناك حسابات لدول الإقليم مع الحوثي، هذه الحسابات حولت الضربات الأمريكية والبريطانية إلى ضربات هامشية، أو إلى ضربات غير موفقة من أمريكا وبريطانيا".

 

 وتابع" ما نجده اليوم وبعد قرابة عام من هذه الضربات أنه، لم تكن هناك ضربات مهمة أضرت بالحوثيين ككيان عسكري، بل إن الضربات أضرت ولكن في جانب البنية التحية، كتضرر الموانئ ومحطات الكهرباء، حتى مطار صنعاء عاد للعمل في اليوم التالي للاستهداف وكذلك محطات الكهرباء".

 

ومضى قائلا " لا نقول إن الحوثي لم يتضرر إطلاقا ولكن الضرر الذي ألحق به قليل مقارنة بالضرر الذي ألحق بالبنية التحتية والمنشآت الحيوية التي تخص الشعب اليمني، وعلى العكس من ذلك فالحوثيون ما يزالون يظهرون استخدامهم لأسلحة جديدة بين فترة وأخرى وهذا ما يوضح أنه هناك من يمول هذه الجماعة حتى تزداد قوتها بين فينة وأخرى".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية