آخر الأخبار

شبكة أمريكية: كيف تفوق الحوثيون عسكريًا باستخدام الطائرات المسيرة؟ (ترجمة خاصة)

السفينة الأمريكية جينكو بيكاردي في 18 يناير، بعد يوم من تعرضها لهجوم من طائرة بدون طيار تحمل قنابل أطلقها الحوثيون في خليج عدن. البحرية الهندية عبر وكالة أسوشييتد برس

السفينة الأمريكية جينكو بيكاردي في 18 يناير، بعد يوم من تعرضها لهجوم من طائرة بدون طيار تحمل قنابل أطلقها الحوثيون في خليج عدن. البحرية الهندية عبر وكالة أسوشييتد برس

المهرية نت - ترجمة خاصة
السبت, 03 فبراير, 2024 - 07:24 مساءً

نشرت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية، مقالاً للباحث ديفيد انجرام، المتخصص في الشأن الأمني، ترجمه "المهرية نت"، تساءلت فيه عن أسباب تفوّق الحوثيين عسكرياً باستخدام الطائرات المسيرة "زهيدة الثمن".

 

وقالت الشبكة المتخصصة في الشؤون السياسية، إن جماعة الحوثي أثارت حالة من الهلع في الأسابيع الأخيرة بسبب هجمات طيرانها المسير في البحر الأحمر، لكنّ استخدامهم لهذه الطائرات المسيرة، ليس سوى التحديث الاخير في سلسة استغلال تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ضد خصومهم.

 

وأضافت: "كان الحوثيون قد بدأوا بشن هجماتهم بالطائرات المسيرة العام المنصرم في سياق اعتراضهم على الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في غزة".

 

وتطرّقت المقال إلى إصابة الحوثين لحركة الشحن في البحر الأحمر بالشلل، وهو الأمر الذي قال الكاتب إنه "دفع بدوره الولايات المتحدة وبريطانيا إلى الرد بشن ضربات على أهداف للحوثيين"، ابتداء من يناير الماضي.

 

وتابعت إن بي سي نيوز: "أثارت هذه الهجمات قلقاً وتصعيداً من قبل الولايات المتحدة، وسلّطت الضوء حول إمكانية حدوث المزيد من هجمات الطائرات المسيرة في مناطق أخرى حول العالم".

 

ونقل المقال توقعاً لمحللين عسكريين أن تلعب الطائرات المسيرة دورًا حاسمًا في الحروب والعمليات الإرهابية مستقبلاً.

 

وقالت إن بي سي نيوز: "هذه التكتيكات ليست بجديدة على الحوثيين، فمنذ قرابة عقد من الزمن، كانوا في طليعة من استخدم الطائرات المسيرة غير المكلفة، بمساعدة كبيرة من إيران لشن حرب ضد خصوم مجهزين بشكل أفضل، وفقا لخبراء بشؤون المنطقة".

 

وينقل الصحفي عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، قوله: "كانت الجماعة متحمسة جدًا للطائرات بدون طيار لدرجة أن جيشها أعلن عام 2019 عام الطائرات المسيرة".

وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر، تضمّن أحد الحوارات في أحد الكتب الدراسية الحوثية المقررة لطلاب الصف السادس، شخصاً يشرح لأحد أفراد أسرته بعد الغداء أن الطائرات المسيرة قد وصلت إلى عمق "أراضي العدو" وأنها "طائرات محلية الصنع تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة " و "مزودة بأنظمة خرائط وكاميرات دقيقة"، تتحدث إن بي سي نيوز.

 

ويتابع الباحث ديفيد: "يستخدم الحوثيون الطائرات المسيرة كما لو كانت صواريخ، ويوجهونها لتصدم أهدافها مباشرة لتسبب انفجاراتٍ؛ وفقا لمحققي الأمم المتحدة وخبراء آخرين.

 

وقال: إضافة لاستخدامهم طائرات بدون طيار مجنحة يبلغ مداها مئات الأميال، غالباً ما يضيفون عليها حمولات متفجرة لإحداث تأثير مضاعف.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن فصيلاً آخر مدعوماً من إيران قاموا باستخدام تكتيك مماثل بهجوم يوم الأحد في الأردن.

 

وتابعت إن بي سي نيوز: "قام هذا الفصيل بتوجيه طائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات في قاعدة أمريكية في شمال شرق الأردن تعرف باسم برج 22، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 30 آخرين".

 

وأضاف: "قال بروس ريدل، المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي يعمل الآن كزميل غير مقيم في معهد بروكينجز إن خبرة الحوثيين في الطائرات الجوية بدون طيار في الحروب تعود إلى عام 2015 على الأقل، عندما بدأوا في استخدام الطائرات المسيرة لمهاجمة القوات السعودية التي تدخلت في حرب اليمن".

 

وأضاف ريدل: "منذ أكثر من عقد حتى الآن ونحن نحاول منع نقل التكنولوجيا من إيران إلى الحوثيين، ولكن بدون جدوى".

 

وتابع: "بل إنهم طوروا برنامجاً للطائرات المسيرة، بالإضافة إلى برنامج للصواريخ والمقذوفات لقد حقًقوا نجاحاً باهراً".

 

ويقول الباحث: "يهيمن الحوثيون على أراضي رئيسية تطلّ على البحر الأحمر جنوب المملكة العربية السعودية، وقاتلوا الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في حرب أهلية تعود إلى عام 2014، عندما فرضوا سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء".

 

ويضيف: "ربما يكون الاستخدام الأكثر تدميراً للطائرات المسيرة من قبل الحوثيين قد حدث في سبتمبر 2019، عندما أعلنوا مسؤوليتهم عن هجمات استهدفت اثنتين من أكبر منشآت معالجة النفط في العالم، وهما مجمعا بقيق وخريص في السعودية".

 

وأوضح أن الجماعة استخدمت في هجماتها 25 طائرة مسيرة وصاروخًا لإشعال الحرائق وإذابة الأنابيب، ضاربةً 5٪ من إمدادات النفط العالمية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة 20٪.

 

وقال "تم التشكيك في مدى تورط الحوثيين في تلك الهجمات، وقال مسؤولون أمريكيون ومراقبو عقوبات الأمم المتحدة بعدها إن من المرجح أن يكون الإيرانيين وراء تلك الضربة، وأن إيران تستخدم الحوثيين كغطاء بموافقة الحوثيين".

 

واستدرك الباحث ديفيد انجرام قائلاً: لكن كانت هناك تقارير أخرى عن استخدام الحوثيين للطائرات المسيرة في حربهم في المنطقة. ففي عام 2020، قالوا إنهم ضربوا منشأة نفط سعودية في جيزان، بالقرب من الحدود اليمنية. وفي عام 2021، استهدفوا مطارًا في أبها جنوب السعودية، ما أدى إلى اتهامات بارتكابهم جرائم حرب.

 

وأعلنوا كذلك مسؤوليتهم في عام 2022 عن هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في منشأة نفطية في أبوظبي، على بعد حوالي 900 ميل من صنعاء.

 

وقال توم كاراكو، الباحث البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي مجموعة سياسية من كلا الحزبين "إن الحوثيين يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ بشكل تبادلي".

 

مضيفاً: "أي طائرة مسيرة ذات مدى كافٍ تعتبر صاروخ كروز بالأساس، وإن الفئة الأخيرة آخذة في التلاشي".

 

وحذّر كاراكو من إعطاء الحوثيين الكثير من الفضل لخبرتهم في مجال الطائرات المسيرة نظراً للشكوك التي تحوم حول وجود مساعدة كبيرة من إيران، لكنه قال إن تجربتهم واضحة؛ وفق الشبكة الأمريكية.

 

وقال: "ربما يكون من المبالغة قليلاً أن نصفهم روادًا في هذا المجال لكن من الواضح أنهم تقدّموا في السنوات الأخيرة. أنت ترى أن هذه التجربة والمعرفة تطبّق عملياً في البحر الأحمر".

 

وقال كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن السعودية والإمارات وأهداف الحوثيين الأخرى بحاجة إلى منظومة دفاع متعدد الجوانب.

 

ويوضح الباحث أن ذلك يشمل أجهزة استشعار أفضل لاكتشاف وتحديد وتصنيف الطائرات المسيرة المجهولة، وأسلحة أفضل لإبطال مفعولها أو إسقاطها. لكنه اضاف إنهم لن يتمكنوا من الدفاع عن كل شيء على حدّ قوله؛ مضيفاً: "التهديد منتشر في كل مكان".

 

ويضيف: "بما أن إسرائيل تتعامل مع الصواريخ على مرّ السنين، فلن تتخلص من هذا أبداّ. لن يكون لديك أبداّ منظور دفاعي كامل".

 

ويرى الباحث أن هجوم يوم الأحد في الأردن، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، أكّد على مدى هشاشة الوضع من طرف الولايات المتحدة، وقال مسؤولون أمريكيون إن قاعدة الأردن تمتلك دفاعات للطائرات المسيرة، لكن الطائرة المسيرة المعادية تجنبتها.

 

مع استمرار التحقيق، تدارس مسؤولون أمريكيون نظريتين حول كيفية فشل دفاعاتهم: إحداهما أن الطائرة المسيرة اقتربت من القاعدة في نفس الوقت الذي اقتربت فيه طائرة مسيرة أمريكية، والأخرى أنها حلقت على ارتفاع منخفض جدًا.

 

كما يراقب الخبراء بقلق صفقة أسلحة تتعلق بالطائرات المسيرة بين إيران وروسيا.

 

وقال معهد العلوم والأمن الدولي، وهي مجموعة بحثية مقرها واشنطن، في تقرير الشهر الماضي إن أعمال البناء تجري في مصنع تم اكتشافه سابقًا في روسيا لإنتاج طائرات مسيرة إيرانية بكميات كبيرة.

وقال ريدل، من معهد بروكينغز، إن دولًا مثل السعودية حاولت بناء دفاعات كاملة، حيث أنفقت مبالغ كبيرة من المال على مضادات الطائرات المسيرة.

 

لكن من المحتمل أن ينفقوا أكثر بكثير من الطرف الآخر، وهذا احتمال طويل الأجل ينذر بالسوء بالنسبة لهم وللولايات المتحدة؛ وفق ما نشرته الشبكة.

 

وقال ريدل: "يمكنهم الاستمرار في صناعة الطائرات المسيرة مقابل بضع مئات من الدولارات. بالمقابل تكون أنت قد أنفقت 10 ملايين دولار".

 

وأضاف ريدل: "اليمن تعد أفقر دولة في العالم العربي، وأما البنية التحتية التكنولوجية لليمن فتعود إلى القرن الثامن، وإنه عندما نتحدث عن مصانع صواريخ الحوثيين، عليك أن تتخيل ورشة إصلاح السيارات في مجمعك: من المحتمل إن هذا هو الواقع، نحن لا ننظر إلى مصانع رايثيون لبناء الطائرات".

 

وتابع ريدل: "قبل هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، تحرّك قادة الحوثيين نحو وقف دائم لإطلاق النار، وشاركوا في محادثات السلام بقيادة الصين والأمم المتحدة".

 

ويرى ريدل، في حديثه للشبكة الأمريكية أن السبيل الأرجح لتحقيق السلام في اليمن هو استئناف تلك المفاوضات، ربما في سياق اتفاق إقليمي أوسع يشمل إسرائيل والفلسطينيين، وإنهاء القيود التجارية المفروضة على اليمن.

 

وختم بقوله: "يقف الجميع على أطراف أصابعهم لمعرفة ما قد يحدث في المنطقة على نطاق أوسع".

 

للإطلاع على المادة الأصلية من هنا


تعليقات
square-white المزيد في ترجمات