آخر الأخبار

مفاوضات مسقط.. أعيدوا الفرحة للشعب ولا تخذلوه!

الثلاثاء, 02 يوليو, 2024

أيام وشهور وسنوات مريرة تعانيها أمهات المختطفين - في اليمن - في ظل غياب فلذات أكبادهن عنهن، فهناك من غاب عنها ابنها  منذ سنوات، وهناك من غاب عنها منذ بداية الحرب وهي لا تعلم عنه شيئا،  حتى صوته حرمت منه وباتت تتخبط من باب سجن لآخر، هنا تدفع مبلغًا من المال فيتم إخبارها أنه في السجن الآخر وتذهب لتدفع مبلغًا آخرا وتعود دون جدوى، تعود فقط  بمزيد من الخيبات والآلام، وكم من آباء  وأمهات ونساء المختطفين من أنهكتهم الأمراض المزمنة ومنهم من أصيبوا  بحالاتٍ نفسية سيئة جراء البحث غير المجدي والخسارات المالية الكبيرة،  وكم من الأطفال من اشتاق طويلًا لحضن والده..  قضى الطفولة بلا أبٍ  ووصل سن الشباب وهو ما يزال يبحث عنه.

جاءت هذه المفاوضات فبعثت  روح الأمل لدى أسر المختطفين  والأسرى فلا يوجد ما هو أجمل من خبرٍ  مفاده عودة الحبيب الغائب،  اليوم ترى فرحة مليئة بالخوف والترقب تعتري الأسر التي  تتابع  أخبار المفاوضات بقلق كبير، وتساؤل لا يعرف مرارته إلا من عاش  الوجع ذاته، هل فعلًا سيتم الإفراج عن الكل مقابل الكل؟، هكذا تتساءل أسر  المختطفين وهذا الذي يجب على المتفاوضين التوصل إليه، التوصل إلى الإفراج عن الكل مقابل الكل؛  لينزاح عن الشعب وجع ذاق مرارته سنوات طوال.

الجميع يعلم أن هذا الملف هو ملف إنساني من الدرجة الأولى ويعلمون أيضًا أنه ليس عدلًا أن يتم تغييب الآلاف من المدنيين العزل داخل السجون  وأن يتعرضوا لما يتعرضون له  من  تعذيب نفسي وجسدي،  وتعذيب أسرهم في الوقت ذاته بحرمانهم من زيارتهم أو حتى سماع أصواتهم ولو مرة واحدة ليطمئنوا هل هم على قيد الحياة أم لا، كما حدث مع القيادي محمد قحطان وأسرته، وليس هذا وحسب؛  بل  من المعيب أيضًا أن يتم التلاعب بمصير الأسرى وتحويل ملفهم الإنساني إلى ورقة سياسية للضغط الطرف الآخر  من أجل الحصول على مقاصد يرجوها الساسة أنفسهم.

الجدير بالذكر هنا هو أنه هناك الكثير من النساء والفتيات من تم اختطافهن سواء من داخل منازلهن أو من مكان علمهن أو عملهن والنساء والفتيات المخفيات قسرًا،  أو من توصل أهلهن إلى أصواتهن هن أولى بأن يتم الإفراج عنهن وإعادتهن إلى أسرهن.

اليوم فرحة كبيرة تعتري الشعب اليمني وهو يسمع خبر هذه المفاوضات، أمل كبير يتوسط قلوب الجميع موقنين في أنفسهم أنه سيتم تبييض السجون من المختطفين والمخفيين قسرًا؛  فقد بعث الأمل الحقيقي لهم فتح الطرقات،  هذا الشيء أعاد نوعًا من الثقة بين الشعب المغلوب على أمره والساسة؛ فلا تجعلوا البسمة التي زارت شفاه المغلوب تذهب ولا تجعلوا الفرحة التي ترفرف في القلوب الموجوعة تنقطع،  أعيدوا الحياة لمن فقدوا الحياة وهم ما زالوا يتنفسون، ليتم الإفراج عن الكل مقابل الكل ولينتهي وجع اسمه اختطاف أو سجن، ازرعوا الثقة بينكم وبين شعبكم فالشعب أولى بأن تحققوا له رغباته ورغباته ليست إلا حقوقه المشروعة لا أكثر،  كونوا سياسيين غير متلاعبين ولو مرة واحدة  وحققوا للشعب تطلعاته؛  ليثق بكم.

*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده
التجار الفقراء !
الثلاثاء, 25 يونيو, 2024
عيد تعز..  آمال وآلام!
الثلاثاء, 18 يونيو, 2024