آخر الأخبار
صناعة الفحم.. مصدر رزق يسد احتياجات الأسر في أبين (تقرير خاص)
صناعة الفحم في أبين
الاربعاء, 27 نوفمبر, 2024 - 01:46 مساءً
بين غابات أشجار أبين وأزقة قراها، تعود مهنة صناعة الفحم التقليدي إلى الواجهة كوسيلة أساسية لسد احتياجات الأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
هذه الحرفة التي ظن البعض أنها تلاشت مع مرور الزمن، أثبتت قدرتها على البقاء والتكيف مع متطلبات العصر، لتصبح مصدر رزق للكثير من العائلات.
*رحلة الفحم
تبدأ عملية صناعة الفحم باختيار الأشجار المناسبة، وهي عادة أشجار ذات خشب كثيف كأشجار السدر والسمر.. يتم قطع الأشجار بعناية وبكميات محددة لتجنب الإضرار بالبيئة واستدامة الموارد الطبيعية ، وبعد ذلك، تدفن الأخشاب في حفر كبيرة تعرف بـ"الكُور"، وتغطى بطبقة من التراب لضمان الاحتراق البطيء دون تماس مباشر مع الهواء.
وتستمر هذه العملية لعدة أيام، قد تصل إلى أسبوع، تحت مراقبة دقيقة لضمان تحول الخشب إلى فحم دون احتراق كامل.
وبمجرد اكتمال العملية، يستخرج الفحم، ويترك ليبرد، ثم يعبأ في أكياس ويُجهز للتصدير أو البيع في الأسواق المحلية.
*مصدر رزق
باتت صناعة الفحم التقليدي مصدر دخل مهمًا لكثير من العائلات في أبين، خاصة في القرى الريفية التي تعتمد على مواردها الطبيعية.
ويلجأ البعض إلى هذه المهنة لسد احتياجاتهم اليومية، سواء بتوفير الغذاء أو تعليم أبنائهم، ورغم الجهد الكبير الذي تتطلبه، إلا أن العائد المالي يعتبر مجزيًا مقارنة بالفرص المتاحة الأخرى.
*تحديات بيئية واقتصادية
ورغم أهميتها الاقتصادية، تواجه مهنة صناعة الفحم التقليدي تحديات بيئية، أبرزها خطر تدهور الغطاء النباتي بسبب قطع الأشجار بشكل غير منظم، وهو ما دفع بعض القرى إلى تنظيم عمليات القطع بفرض قيود على كمية الأشجار المسموح استخدامها، لضمان استمرار المورد الطبيعي للأجيال القادمة.
*أهمية دعم المهنة وتنظيمها
مع تزايد الطلب على الفحم التقليدي في الأسواق المحلية والخارجية، تبرز الحاجة إلى دعم هذه المهنة وتنظيمها، سواء بتقديم تدريب لأصحابها أو بتشجيع استخدام أساليب مستدامة للحفاظ على البيئة، كما أن توفير أدوات حديثة وتطوير تقنيات التصنيع قد يساهم في تحسين جودة الفحم وزيادة الإنتاجية.
وتعد صناعة الفحم التقليدي في أبين مثالًا حيًا على قدرة المجتمعات الريفية على التكيف مع الأزمات واستثمار مواردها الطبيعية بطرق إبداعية، رغم كل التحديات.