يشهد القطاع الصحي بالعاصمة عدن هذه الأيام، تدخلات دولية ومحلية طارئه لانتشاله، بعدما تحولت المدينة الى بورة لتفشي الامراض والاوبئة، تزامنا مع تقارير غير رسمية تحدثت عن وفاة أكثر من ألف شخص متأثرين بإصابتهم بالأمرض.

ووصل صباح أمس الخميس، إلى مركز المدينة وفد شركة (اسبن ميديكال) والمكون من الدكتور نيكولاس ماكوه بريطاني الجنسية، والدكتور ماركوس هوتل الماني الجنسية، للبدء في التخطيط لإنشاء وحدة طبية متكاملة لمجابهة وباء كورونا بسعة 100 سرير".

فيما اقدمت طائرة شحن أممية تحمل على متنها 16 طن من الأدوية الضرورية ومحاليل طبية ومستلزمات الحماية والسلامة لمواجهة فيروس كورونا مقدمة من منظمة الصحة العالمية دعما للقطاع الصحي لمواجهة فيروس كورونا.

وتدير منظّمة أطباء بلا حدود في عدن مركزين وحيدين متخصصين لعلاج مرضى كوفيد-19 في عدن. من 30 أبريل/نيسان إلى 17 مايو/ أيّار، أحدهما "محجر الأمل" في البريقة (غربي المدينة) بسعة سبعين سريرا وسبعة أجهزة للتنفس الصناعي، بالإضافة إلى محجر مستشفى الجمهورية (شرقي المدينة) بسعة خمسين سريرا وخمسة أجهزة للتنفس للصناعي.

واستقبل "محجر الأمل" في البريقة منذ أيام، 173 مريضًا، لقي على الأقل 68  منهم حتفهم. ويصل العديد من المرضى إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يجعل إنقاذ حياتهم مهمةً صعبةً.

هذا وتُظهر إحصائيات الدفن الحكومية أن الكثير من الناس يموتون في منازلهم، وتكشف أيضًا أن 80 ـ 90 شخص يتوفوا كل يوم في المدينة ، بعدما كان المعدل المعتاد في فترة ما قبل انتشار المرض 10 حالات وفاة يوميًا.

ويعمل فريق من الموظفين اليمنيين والدوليين على مدار الساعة لتقديم أفضل علاج ممكن في "مركز الأمل"  الذي تُديره أطباء بلا حدود بشكل كامل في عدن منذ 7 مايو/أيّار.

شراكة مجتمعية

وعلى الصعيد المحلي، أطلقت جمعيات خيرية، ومنظمات مجتمع مدني، وتجار، ومبادرات شبابية تطوعية، جهود للمساهمة في الحد من انتشار الامراض والاوبئة ومنها فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، بحسب معايير وزارة الصحة العامة.

والأربعاء قدمت مجموعة "هايل سعيد أنعم" التجارية تبرعات بقيمة مائتي ألف دولار، دعماً للخطوط الأمامية في مستشفيات اليمن كمبادرة مجتمعية لمواجهة فيروس كورونا كوفيد 19 .

وقالت منظمة الصحة العالمية فرع اليمن في تغريدة لها على حسابها على "تويتر" رصدها محرر "المهرية نت"، إن مؤسسة هايل سعيد أنعم قدمت تبرعًا بمبلغ مائتي ألف دولار لدعم موظفي الخطوط الأمامية في مستشفيات اليمن، وجاء التبرع بحسب المنظمة للمساعدة في تغطية رواتب العاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفيين في صنعاء ومستشفيين في عدن.

والخميس، قدمت مبادرة لأجل عدن أعلنت عن بوصول 370 اسطوانة أُكسجين، وقال مسئولوا المبادرة إن اسطوانات الأٌكسجين سيتم توزيعها مجاناً على المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية الحكومية التي تشرف عليها المبادرة، والتي يُعتقد أنها ستغطي النقص الحاصل في عدن الذي طالما عانى منه مواطني عدن معاناة شديدة بسبب النقص الكبير في أسطوانات الأكسيجين، وتسبب نقصها في وفاة الكثير .

وفي خضم ذلك، افتتح مستشفى الكوبي الحديث، طوارئ خيري منفصل لمعالجة حالات الحميات المنتشرة بعدن لمساعدة سكان أبناء عدن في تخطي محنة الاوبئة المنتشرة.

كما شغلت أفران عدن الخيرية، قسم الطوارئ في مستشفى الجمهورية وإدارته والإشراف عليه وتجهيزه بسيارات اسعاف وأجهزة طبية ( كمركز للحمّيات ) لتقديم الخدمات الطبية لمرضى الحمّيات بكافة أشكالها.

الى ذلك قدم البرنامج الوطني للإمداد الدوائي مستلزمات السلامة المهنية والملابس الوقائية لجميع المستشفيات والمراكز والمجمعات الصحية بالعاصمة المؤقتة عدن. بالإضافة الى توزيع خيام طبية للمستشفيات العامة والخاصة.

وقال مدير صحة البريقة، الدكتور، فهد عبالقوي، في تصريح خاص لـ "لمهرية نت" أن المدينة تشهد استقراراً نسبياً في المستشقيات الحكومية والخاصة، في استقبال حالات الحميّات المنتشرة بالمدينة، فصارت هناك اقسام وطوارئ في مستشفيات حكومية، وأخرى خاصة لاستقبال الحمياّت بالمدينة الذي جاء بفضل الجهود المحلية.

وفي آخر إحصائية لمركز الطوارئ الخيري لعلاج الحميات بمستشفى الكوبي، في مدينة عدن، خلال اليومين الماضيين، استقبل لـ (655) حالة مصابة بالحميات وأمراض أخرى منها 187 حالة مصابة بأعراض فيروس كورونا.

وأفاد البلاغ، أن المركز سجَّل ست حالات وفاة من ضمن الحالات التي استقبلها، خلال يومي الـ 26 و 27 من مايو الجاري. غير أنه لم يحدد سبباً للوفاة.

وأوضح المركز أنه استقبل 42 حالة مصابة بأعراض فيروس كورونا، إضافة إلى 145 حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ( أحد أبرز أعراض الإصابة بفيروس كورونا).

وتوزعت الحالات على النحو التالي حسب حالة الإصابة:

عدد حالات الملاريا (43) ذكور و( 31) اناث

عدد حالات حمى الضنك (60) حاله ذكور و (48) إناث

عدد حالات اشتباه بفيروس كورونا (24) ذكور و(18) اناث

عدد حالات الشيكونجونيا (المكرفس) (67) ذكور و (52) إناث

عدد حالات الإسهالات (21) ذكور و (21) اناث

عدد حالات التهابات الجهاز التنفسي (83) ذكور و (62) اناث 145

عدد حالات التهاب الجهاز البولي (10) ذكور و (20) إناث

عدد حالات السكر (11) ذكور و (7) إناث

عدد الحالات ارتفاع ضغط الدم (30) ذكور و(12) إناث

عدد حالات امراض القلب (23) ذكور و(17) اناث

عدد الوفيات (6).

ووفقا للبلاغ، فإن المركز “استقبل (5640) حالة مرضية منذ افتتاحه في 12 مايو، وحتى الساعة الحادية عشرة والنص من مساء يوم الـ 27 من مايو”.

وناشد مختصون، عبر "المهرية نت"، المنظمات الإنسانية وشركات الأدوية، بدعم مراكز "الحميات" بالمدينة باالعلاجات كمساهمة إنسانية، لإنقاذ أرواح المواطنين، من تغول الأوبئة والحميات.

وقال هادي باجبير، لـ "المهرية نت"، لو اجتمع ثلاثة تجار حضارم فقط من أصحاب الشركات والمؤسسات سيستطيعون بناء أو تجهيز مركز ومستشفى متخصص في علاج الحميات بعدن خلال فترة قصيرة جدا.

واردف قائلاً، لن يموت أحد من الجوع في عدن ، يجب عليهم إيقاف السلل الغذائية و يتجهوا الى علاج الناس.

تعيش العاصمة عدن منذ خمسة أعوام حربا دمرت المنظومة الصحية وتركت الملايين عرضة للإصابة بالأمراض.