آخر الأخبار
معسكر (كاف 3) مسرحًا للمؤامرات الإماراتية
قام الإماراتيون باختيار معسكر ك3 الكائن في منطقة موري المحاذية لقيادة اللواء مسرحًا لتنفيذ خططهم، ولا غرابة.. فمن تاريخ هذا المعسكر أنه كان موطنًا للمؤامرات والمظالم، ومربضًا للقيادات القاسية الظالمة منذ عهود سابقة حتى اليوم، ولذلك أطلقوا عليه منذ القدم (كافر ثلاثة) بدلًا من (كاف3) أو الكتيبة الثالثة.
تدور الأيام دورتها فتأتي الإمارات فتقع على ذلك المعسكر كما تقع الذباب على الجروح..
أي أرض تلك التي لا تأتي إلا بالسيئين؟ بل نقول أي دولة تلك التي لا تصنع سوى السوء؟ لأننا لم نر منها غير المؤامرات والسوء، هكذا عندما لم يجد البعض تحليلًا للمؤامرات التي تقع في ذلك المعسكر شك في طبيعة الأرض وسرد لنا تاريخًا طويلًا من المؤامرات التي تحاك في ذلك المعسكر.
في وقت سابق سرّحت الإمارات جميع العساكر من ذلك المعسكر، وأخلته من جميع أفراده وقياداته، وتكلّم كثير من الناس حينها أن الإمارات تقوم بتجهيز المعسكر لتسليمه إلى القوت الإسرائيلية والأمريكية التي ذكر أنها تحتل سقطرى، وربما هذه هي رغبتها السابقة، ولكن لم تطاوعها إسرائيل لذلك.
تم تجهيز معسكر كاف3 بمعدات حديثة، وبنيت فيه المكاتب والقاعات، وهيأت أماكن التدريب، واستمر ذلك مدة قاربت الشهرين أو الثلاثة.. بعدها تم اختيار مجموعة من الشباب العساكر ليتم تدريبهم على نظام قتالي خاص، ووقع الاختيار على ثلاثمائة شاب أغلبهم ممن دربتهم الإمارات في سقطرى في وقت سابق.
وحقيقة تخوفت جميع القيادات والمعسكرات من هؤلاء الشباب أن الإمارات تستطيع من خلالهم إدارة جميع المعسكرات والاستغناء عن جميع القيادات العتيقة.
وتلقى هؤلاء الشباب العساكر تدريبًا خاصًا بمعية مدربين أردنيين استقدموا لهذا الغرض، وبعد ثلاثة أشهر من التدريب أعلنوا عن انتهاء فترة التدريب المحددة، وجاهزية هؤلاء الشباب، وإتقانهم للتدريبات الخاصة التي تلقوها، ولم يتبقَ غير الوفاء بالوعود والالتزامات من الطرف الإماراتي.
لقد وعدت الإمارات هؤلاء الشباب قبل بدء التدريب أنهم سيمنحون مرتب 5500، خمسة آلاف وخمسمائة درهم شهريًا، ووعدتهم بامتيازات أخرى منها المساعدة على الزواج، وبناء منزل خاص بكل فرد، والحصول على سيارة، وبناء على هذه الامتيازات تفانى الشباب في الانضباط، وأتقنوا التدريبات بكل دقة فكانوا قمة في الأداء، وعنوانا في الطاعة.
وحين حان موعد الوفاء بتلك المطالب فاجأهم المندوب الإماراتي المدعو أبو خالد بصرف مرتب شهري قدره خمسمائة درهم.. فقط ذهبت الخمسة آلاف وبقيت الخمسمائة!، وليست بالمرة الأولى التي تذهب فيها جل العطاءات والوعود أو بالأصح تسرق ويبقى فتاتها أو ربع الربع منها.
احتجّ هؤلاء الشباب على ذلك المبلغ الزهيد، وتحاوروا مع المندوب الإماراتي للوفاء بوعده، ولكنه لم يستجب لهم بشيء بل قال لهم بلغة حادة: ليس عندنا لكم سوى خمسمائة درهم فمن أراد العمل فليتفضل، ومن لا يريد فليذهب إلى بيته كما صرح بفصل ثلاثة من الشباب انتخبوا للتحاور معهم حينها اتفق بقية الشباب الثلاثمائة وغادروا المعسكر جميعهم.
دارت رحى هذه القضية في الشارع السقطري، وكانت حديث كل لسان،وقضية كل إعلامي حر، وانتهى الحوار فيها بالشكوى إلى المحافظ الثقلي والذي حاول أولا التخلي عن القضية بحجة أنها من اختصاص قيادة اللواء، ولكنه أجبر على الفصل فيها لكون المندوبين الإماراتيين لا يخضعون إلا للمحافظ.
كما حاول المحافظ الثقلي المساومة مع الشباب لكي يقتنعوا برفع المبلغ إلى سبعمائة درهم ولكن الشباب رفضوا إلا الحصول على المبلغ كاملا أسوة بغيرهم من الشباب العاملين لدى الإمارات في سقطرى وخارجها، ومازال التفاوض والحوار قائمًا، وهناك وعود كثيرة بتسوية الخلاف.
وعلى ما يبدو فإنه من الصعب أن تفي الإمارات بالتزاماتها، وأن ترعى عهودها، وتصدق في مواعيدها فذلك لم يحصل من قبل وخاصة في سقطرى والأمثلة والشواهد على ذلك كثيرة جدًا.
لقد سال في الدم الإماراتي دم يهودي منذ لحظة التطبيع مع إسرائيل، ولذلك فالغدر رفيقهم، وعدم الالتزام بالوعد دينهم، وضياع العهود خلقهم، ولا غرابة فتلك لعنة من لعنات إسرائيل، وفيروس من فيروساتها التي تلقحت بها القيادة الإماراتية في التعامل مع اليمنيين عمومًا، ومع السقطريين خصوصًا.
* هذا المقال خاص بموقع المهرية نت