آخر الأخبار

غيابُ الكهرباء الحكومية.. حصار آخر يخنق مدينة تعز !

الخميس, 25 أبريل, 2024

قرابة عقد من الزمن ومدينة تعز تعاني من انقطاع دائم للكهرباء الحكومية الأمر  الذي أصبح حصارًا آخرًا مفروضًا  على هذه المدينة المظلوم أهلها.

لم يجد من سبيل أبناء المدينة إلا أن يلجأ الكثير منهم لشراء الكهرباء التجارية والتي يتكبدون  منها خسائر كبيرة؛  في ظل استغلال أصحابها لحاجة المواطنين ومسكهم لهم من اليد التي تؤلمهم؛  فسعر الكيلو الواحد من الكهرباء التجارية تجاوز الألف ريال ناهيك عن تكاليف أخرى يدفعها المواطن كتكاليف الاشتراك والإصلاح وغيرها من الأمور التي تظهر فجأة،  أو يتم اختلاقها من العدم.

قرابة عقد من الزمن والمدينة تعاني من انطفاء كلي، يزيد من نكد العيش للمواطن خصوصًا في هذا الموسم الذي ترتفع فيه درجة الحرارة ويكون فيه  الطلب على التبريد و التكييف بشكل أكبر؛  فكم من المبالغ التي تدفع اليوم للتجار في الكهرباء مقابل شعور المواطن بقليل من الارتياح والبرود؟!.

الذي لا يدركه الآخرون هو أن غياب الكهرباء الحكومية لا يضر شخص المواطن وحده؛ بل ينشر الضرر في أرجاء المدينة كلها من خلال إقلاق الأمن والسكينة العامة؛  في ظل انطفاء إنارات الكثير من الشوارع؛ الأمر الذي يترك مجالًا واسعًا للمخربين والمتربصين بالمدينة وأهلها شرًا، وما أكثرهم هذه الأيام.

لقد نادى أبناء مدينة تعز كثيرًا وخرجوا للشوارع في مسيرات منددة كعادتهم أولها تندد بالحصار المفروض على المدينة منذ بداية الحرب، فطالبوا بفتح الطرقات وتسهيل أمور السير للداخلين للمدينة والخارجين منها ونادوا كثيرًا  وصرخوا حتى بحت أصواتهم، وكل هذا لم يلق أي تجاوب حقيقي؛ بل عومل ملف الحصار على أنه نقطة رابحة تستغلها الأمم المتحدة بكثرة، وليس وجعًا يعاني منه شعب ينبغي تخليصه منه.

وإلى اليوم كم قد طالب أبناء تعز بعودة الكهرباء الحكومية؟، كم نادوا وضجوا  في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع،  لكنه وكما هو مألوف يتم تجاهلهم بكل حين وكأن الوجع الذي يصيب أهل  هذه المدينة ليس إلا طعنة في الجدار، لا تؤلم أحدًا ولا يتضرر منها بشر.

نأسف كثيرًا أن نقول إن مدينة تعز يتآمر عليها وعلى أبنائها من هم في الداخل والخارج، ومن قبل الصاحب والعدو، ولكن هذه هي الحقيقة التي يعيشها المواطنون هنا، في ظل الحصار الخانق من النواحي العديدة، حصارٌ  في الطرقات وحصار آخر في انعدام  الكهرباء وثالث في الغلاء الفاحش الذي أوصل الشعب إلى حافة المجاعة، أو إلى المجاعة نفسها.

كم سنكون سعداء لو أن مجموعة من مسؤولي الدولة والحكومة الشرعية تفضلوا وتحدثوا عما تعانيه هذه المدينة وأهلها،  ولو كلامًا باللسان، كما تعلمون أن أبناء تعز يتصفون بالطيبة والرضا،  سيسعدون بذلك كثيرًا،  عندما يجدون من يتحدث ولو باللسان عن معاناتهم، لكن الواقع لا يوجد فيه شيء من هذا؛  بل توجد آذان صماء وأفواه بكماء تقابل  أصوات أبناء هذه المدينة التي تطالب بحقوق مشروعة لهم تلبيتها لا تكلف الكثير من الجهد والمال.


*المقال خاص بالمهرية نت*

المزيد من إفتخار عبده