آخر الأخبار

كيف تحول موسم الأمطار الغزيرة إلى خطر يهدد حياة اليمنيين؟ ( تقرير خاص)

السيول في اليمن

السيول في اليمن

المهرية نت - رهيب هائل
الخميس, 02 مايو, 2024 - 10:10 صباحاً

في كل عام يحل به موسم الأمطار، تشهد العديد من المحافظات اليمنية ارتفاعًا في عدد ضحايا الغرق وجرف السيول، خاصة مع  افتقار الكثير منها إلى أجهزة إنذار مبكر، وبنية تحتية، ودفاع مدني يحذر المواطنين من الابتعاد عن مجاري السيول، تفاديًا لوقوع حوادث مستقبلية.

 

ومنذ بداية موسم الأمطار مطلع الشهر الماضي ارتفع عدد ضحايا السيول المدنيين إلى 12شخصا، خمسة منهم لقوا حتفهم في محافظتي حضرموت والمهرة إثر المنخفض الجوي، والآخرون  في محافظة حجة و صعدة وتعز بسبب الأمطار والصواعق الرعدية.
 

 

بينما كانت آخر حادثة وقعت مساء الأحد الماضي  في ريف محافظة إب بقرية" الشرمة"، إذ تسببت السيول بجرف امرأتين، وتمكن الأهالي من إنقاذ الأولى، فيما جرفت الأخرى إلى  منطقة" منزل جوزة" ليعثروا عليها وقد فارقت الحياة.
 

 

وأمس الأربعاء، أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، تضرر نحو 5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي الذي ضرب 8 محافظات خلال الفترة من 16 حتى 24 أبريل 2024. 

وأوضحت في تقرير أن هذه المحافظات هي " حضرموت والمهرة وشبوة والضالع وأبين والجوف وتعز ومأرب" . 

 

ودعت "المنظمات الدولية والمحلية إلى التدخل العاجل لتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة، ووضع خطط مستقبلية بالتعاون مع السلطات لإيجاد مواقع آمنة لمخيمات النازحين بعيداً عن مصبات السيول". 

 

تأتي الكوارث الطبيعية مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وما ألحقته من أضرار جسيمة في كافة القطاعات  والخدمات، والبنى التحتية، وتدني الإمكانيات لدى مكاتب الأشغال والدفاع المدني، وغيابه عن العديد من المناطق في المدن والأرياف.


*خلل التخطيط المسبق

صحفيون ومهندسون يصفون أسباب  حوادث الغرق وجرف السيول خاصة مع غزارة الأمطار المستمرة وحدوث المنخفضات الجوية في المحافظات الشرقية، ويرجحون السبب في ذلك، إلى غياب التخطيط المسبق، ونقص الإمكانيات، وغياب التوعية، وتهور بعض المواطنين.
 

في هذا السياق، يقول الصحفي " أسامة كربوش" إن:" هناك  أسباب عديدة  لارتفاع حالات الغرق وجرف السيول في موسم الأمطار في اليمن، أبرزها نقص التحضير وعدم التخطيط والاستعداد الأمثل للأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة من قبل جهات الاختصاص وضعف البنية التحتية".
 

وأضاف لـ"المهرية نت" أن قلة نسبة  الوعي  لدى المواطنين حول خطورة الأمطار الغزيرة وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من حوادث الغرق، ونحن نلاحظ ذلك من خلال تهور بعض السائقين للعبور بمركباتهم أثناء السيول".
 

وتابع " التغيرات والظروف المناخية من خلال زيادة تكرار الأمطار الغزيرة والمفاجئة، وتضاريس البلاد المتسمة بالجبال والوديان العميقة، جعلها أكثر عرضة لحدوث جرف سريع وعنيف وزيادة فرص حدوث ضحايا  من المواطنين والمدنيين".

 

وللتصدي لارتفاع حالات الغرق وجرف السيول، يشدد كربوش على ضرورة تحسين البنية التحتية في المناطق المعرضة لخطر السيول، من خلال توسيع شبكات الصرف الصحي، وتوعية المواطنين على أخذ الحذر،  وتطوير نظام الإنذار المبكر، وتعزيز التخطيط  الطارئ،  والتعاون بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق استجابة فعالة ومتكاملة لحوادث السيول.

*غياب التوعية بمخاطر الأمطار

من جهته، يرى المهندس الجيولوجي" عزان الجمالي" أن :" التغيرات المناخية، والانخفاض الجوي، وغياب التوعية بالمخاطر  قد تحدث  العديد من  الضحايا  من المواطنين، وخسائر فادحة في الممتلكات".


وأضاف لـ" المهرية نت"  أن السيول الأمطار الغزيرة التي تهطل في العديد من المناطق اليمنية، تلحق أضرارًا  وخسائر، ويتوجب على المواطنين، الابتعاد عن منحدرات وسوائل المياه، تجنبا لوقوع حوادث جسيمة".
 

ونبه الجمالي السكان في المناطق الجبلية  بأن يأخذوا الحيطة والحذر من الانهيارات الصخرية، والابتعاد عن  المدرجات الزراعية، وصناعة مصارف ذات سعة كبيرة، تجنبا لارتفاع نسبة المياه جراء غزارة الأمطار.
 

وتابع" على المواطنين الإلتزام في متابعة أخبار الطقس،  وتجنب المرور في الوديان بالسيارات أو المشي على الأقدام، فقد تجرفهم السيول النازلة من قمم الجبال والتي تتجمع في الأودية".
 

ومضى قائلا:" نتمنى السلامة للجميع، والالتزام بكافة النصائح والإرشادات، وعلى مكاتب الأشغال والدفاع المدني تحذير المواطنين باستمرار، وممارسة حملات توعوية مستمرة، وتفقد مجاري السيول وتصفيتها من المخلفات التي تجرفها السيول".

*عدم بناء مدرجات زراعية


يشكو الكثير من السكان في المناطق الجبيلة، من غزارة الأمطار  المسببة لحدوث  انهيارات صخرية كبيرة تلحق أضرارًا  جسيمة في ممتلكاتهم  الخاصة، من مدرجات ومنازل، ويطالبون السلطة المحلية بصناعة مدرجات زراعية تقيهم، حدوث الانهيارات الصخرية.
 


في السياق ، يقول المواطن "عبد العالم الإرياني " -45 عاما- في تصريح لـ" المهرية نت"إن"  السيول والأمطار خلفت العديد من الانهيارات الصخرية، في عزلته بمنطقة بكيان التابعة لمديرية سامع، وتسببت  بالعديد من الخسائر في الممتلكات الخاصة لدى المواطنين".
 

 

وأضاف" سقطت إحدى الصخور، ودمرت العديد من المدرجات  الزراعية، وشقت سائلة كبيرة، حتى استقرت في أسفل الوادي الذي تتجمع فيه السيول، وبوقت سابق دمرت إحدى الصخور غرفة بالكامل لأحد المواطنين ولم يحدث أضرار بشرية".
 

وتابع" الكثير من الانهيارات تحدث سنويا، ونطالب السلطة المحلية، بوضع حلول لهذه الانهيارات التي أرقت حياة العديد من المواطنين، وخلقت في قلوبهم الخوف، خاصة  إذا استمرت الأمطار الغزيرة  بالهطول، ما يضطر الكثير من الأهالي إلى الخروج والابتعاد عن منازلهم والذهاب إلى القرى الأخرى والمكوث عند أقاربهم حتى تنتهي الأمطار، خوفا من سقوط صخور قد  تدمر منازلهم".

 

وأشار إلى أن" العديد من المواطنين بنوا منازلهم تحت الصخور المتواجدة في قمم الجبل، بسبب عدم توفر أراضي غيرها في مناطق أخرى".

 

وطالب السلطة المحلية ومكتب الأشغال في المحافظة، أن يهتموا بالسكان القاطنين في الأرياف، ويبنوا مدرجات زراعية على سفوح الجبال لمنع تساقط الصخور. 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية