آخر الأخبار

بين التصعيد والدعم السياسي.. ما مستقبل الدور الأمريكي في اليمن؟ (تقرير خاص)

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 16 أبريل, 2025 - 10:28 صباحاً

تشهد الساحة اليمنية تطورات متسارعة في ظل تصاعد الدور الأمريكي، سواء عبر عمليات عسكرية محدودة تجاه جماعة الحوثيين أو من خلال التصريحات الدبلوماسية التي تؤكد دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

 

ومنذ بدء الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، صعّدت الولايات المتحدة من عملياتها العسكرية في اليمن، بهدف حماية حرية الملاحة - حد وصفها - وفي إطار تحالف دولي تقوده في المنطقة.

 

ومع تولي دونالد ترامب الرئاسة، وتصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية، أصدر أوامره لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد الجماعة، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماماً".

 

غير أن الجماعة أكدت أن تلك التهديدات لن تثنيها، واستأنفت قصف مواقع إسرائيلية وسفن في البحر الأحمر، رداً على استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

 

في المقابل، واصلت واشنطن دعمها السياسي للحكومة اليمنية، وشاركت بفعالية في جهود المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي إلى اليمن، داعية إلى الالتزام بخارطة الطريق المعلنة أواخر 2023.

 

وتزامن هذا الدعم مع لقاءات دبلوماسية مكثفة جمعت مسؤولين أمريكيين مع قيادات في مجلس القيادة الرئاسي اليمني مؤخراً، ما أعطى انطباعاً بأن واشنطن قد تتحرك لتعزيز موقف الحكومة في مواجهة الحوثيين، خاصة مع تعثّر المفاوضات.

 

 

ومع تعقّد المشهد الإقليمي، وارتباط الملف اليمني بصراعات أوسع في البحر الأحمر، يبرز التساؤل: هل يقتصر الدور الأمريكي على الضغط العسكري والسياسي، أم أن واشنطن تتهيأ للعب دور مباشر أكبر، قد يصل إلى تدخل بري أو دعم ميداني أوسع باسم "الشرعية"؟

 

*إضعاف الحوثيين تدريجيا

 

بهذا الشأن، يقول أنيس منصور - مستشار إعلامي ورئيس مركز هنا عدن للدراسات الاستراتيجية - إن "العمليات العسكرية الأمريكية الجارية حالياً تبدو عمليات نوعية تهدف إلى إضعاف الحوثيين بشكل تدريجي، لإجبارهم على وقف استهداف السفن، خصوصاً تلك المرتبطة بإسرائيل، أو التي تسهم بشكل غير مباشر في دعمها".

 

وأضاف لـ" المهرية نت": "لكنها لن تقدم على تدخل بري في اليمن، بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة، التي لا تتيح أي فرصة حقيقية لتنفيذ عمليات عسكرية برية، حتى وإن كانت محدودة، فمثل هذا التدخل سيكون صعباً للغاية".

 

وتابع "من خلال هذه الضربات تحاول الولايات المتحدة تهيئة قوات يمنية محلية لاستكمال عملية التحرير، بحيث يتم استنساخ تجربة مشابهة لحزب الله في لبنان، لإجبار الحوثيين على القبول بتسوية سياسية وفق شروط أمريكية، بعد أن يكونوا قد تعرضوا لحالة إنهاك وضعف كبير".

 

*تعثر مسار السلام

 

وأشار منصور إلى أن التحركات الحاصلة حالياً، سواء بتخطيط أمريكي مباشر أو من خلال اتفاق خفي مع دول التحالف، قد تعرقل فرص السلام وتغلق الباب أمام أي مبادرات جديدة للحل السلمي.

 

وواصل" في حال تم التوصل إلى تفاهمات أمريكية روسية، فإن قدرة الحوثيين على استهداف السفن ستتقلص، كما قد يخضعون لمعادلات المصالح الدولية، خصوصاً بين إيران وأمريكا، أو روسيا وأمريكا، مما سينعكس على الوضع في اليمن بشكل مباشر".

 

*تحالفات غير معلنة

 

وأفاد منصور بوجود تقارب غير معلن بين الرؤى الأمريكية والسعودية والإماراتية، إلا أن هذا التحالف لا يُكشف عنه علناً خشية ردود فعل الحوثيين، الذين قد يشنّون هجمات انتقامية ضد هذه الدول.

 

وتابع "السعودية والإمارات تمضيان في مسار تفاوضي وتسعيان لتثبيت الهدنة، لكنهما في الوقت ذاته تدعمان الضربات الأمريكية ضد الحوثيين من خلف الكواليس".

 

وأردف "إذا قررت الولايات المتحدة حسم المعركة عبر الضربات الجوية فقط، فإنها قد تتورط أكثر مما تحقق نتائج، لا سيما في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين، ما قد يُضعف موقفها دولياً".

 

*غياب الأهداف الواضحة

 

 

وأشار إلى أن الدور الأمريكي مرشح للفشل، لأنه يفتقر إلى أهداف استراتيجية واضحة، والطيران وحده لا يمكنه حسم الحروب، كما أثبتت تجربة التحالف السعودي الإماراتي الذي استمر في توجيه الضربات لأكثر من خمس سنوات دون نتائج حاسمة.

 

ومضى قائلا:" الولايات المتحدة حالياً تستنزف ميزانية ضخمة في هذه العمليات، وهو ما سيؤثر عليها اقتصادياً، إضافة إلى أنها ستواجه انتقادات مستمرة بسبب سقوط ضحايا مدنيين، الأمر الذي سيلحق ضرراً بسمعتها على مستوى حقوق الإنسان".

 

*أهداف خفية وراء الضربات

 

 

في السياق ذاته، يقول الناشط السياسي والإعلامي عبد الحميد المجيدي إن:" الحرب الأمريكية اليوم ضد جماعة الحوثي مجرد حرب لأهداف خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الغرب ودولة الكيان الغاصب، وليست حرباً بالنيابة عن اليمنيين".

 

وأضاف للمهرية نت: "لو كانت أمريكا تريد حرباً لتحرير اليمن من جماعة الحوثي، لوجدنا دعماً عسكرياً ولوجستياً حقيقياً للجيش الوطني التابع للشرعية بأقل التكاليف، وتحريكه برياً بما يعزز تلك الضربات الجوية".

 

وتابع: "كما يظهر مؤخراً، فإن بعض المصادر بدأت توحي بأن الضربات الأمريكية وحدها ليست مجدية، بل بحاجة إلى تحرك بري يعزز دورها، ويبدو أنها استشعرت أن ضرباتها الجوية لن تجدي دون تحرك سياسي وعسكري على الأرض".

 

*أبعاد إقليمية لتصعيد واشنطن

 

 

وحول دوافع استمرار التصعيد الأمريكي، يرى المجيدي أنها تشمل جانبين: "الأول يتمثل في قصقصة أذرع إيران في المنطقة كما حدث مع حزب الله ومليشيات بشار الأسد، والجانب الثاني يرتبط بملف البحر الأحمر ووقف الهجمات الحوثية على السفن".

 

وتابع "قبل 7 أكتوبر 2024، كانت هناك خارطة طريق تُعد في أروقة الأمم المتحدة والتحالف العربي لتطبيقها في اليمن كمسار سياسي بديل عن الحرب المستمرة منذ 2015، لكن بعد الاعتداء على غزة تغيّر المشهد، وباتت الحرب مصيرية".

 

وحول التوافق الأمريكي مع الرؤية السعودية الإماراتية، يؤكد المجيدي:" بوجود توافق على الخطوط العريضة، مع بعض الخلافات في التفاصيل".

 

وأردف: "بات واضحاً أن هناك نقاشاً سعودياً أمريكياً لترتيب وضع الشرعية في مواجهة الحوثيين، وتشير بعض المصادر إلى أن أمريكا تدرس خيار دعم عمليات برية محدودة، خاصة في الساحل الغربي، مستفيدة من الضربات الموجعة التي يتعرض لها الحوثيون منذ أسابيع".

 

وأفاد المجيدي أن "الإدارة الأمريكية ترى الحكومة الشرعية ضعيفة ومفككة وتحتاج إلى ترتيب وتصحيح مسار أفضل، مما هو عليها الآن". 

 

 

*نوايا أمريكية لإبقاء الحوثيين

 

 

 

 

وأوضح المجيدي أن الويات المتحدة الأمريكية لا تريد القضاء على الحوثي كاملا بقدر ما تريد إضعافه، وقد صرحت سابقا أنها لا تسعى للقضاء على الحوثي كاملاً بل لإضعافه فقط".

 

واختتم حديثه قائلا: "حرب الحوثيين مرتبطة بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن البرنامج النووي، فلو حدث اتفاق بين الطرفين قد تغض أمريكا الطرف عن الحوثيين، وقد تتوقف إيران عن توجيههم لمهاجمة السفن، ويظل الهدف هو إضعافهم وليس القضاء عليهم".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية