آخر الأخبار

أزمة المشتقات النفطية تفسد فرحة اليمنيين بالعيد وأسواق السوق السوداء تزدهر

المهرية نت - صنعاء - خاص
السبت, 01 أغسطس, 2020 - 05:49 مساءً

لأكثر من 24 ساعة، بعد تحويل سيارته لمسكن له ظل المواطن عبدالسلام القادري بسيارته نائماً ضمن طابور طويل بإحدى محطات الوقود وسط العاصمة صنعاء التي تتفاقم فيها أزمة المشتقات النفطية - ومعها عدد من المحافظات اليمنية الأخرى - على نحو متصاعد منذ أكثر من شهرين.

 

لم يكن عبدالسلام مالك أحد الباصات (وسيلة نقل) وحده من ينتظر وصول ناقلة نفط إلى المحطة فقد كان بسيارته، يقف في طابور طويل، برقم (194) هو مكانه في سرب طويل من السيارات الممتد من المحطة الخاصة بالتعبئة، كما تقف خلفه أكثر من 300 سيارة.

 

عبدالسلام يرى أنه محظوظ لكونه يقف على مسافة تبعد عن المحطة بمقدار 250 متر، وان احتمالية تعبئة سيارته بـ30 لتر من البنزين كبيرة ويشعر أنه في منطقة الأمان، مقارنة بغيره الذي يبعد عن المحطة 1000 متر واحتمال وصوله لمحطة الوقود ضعيف جداً.

 

يؤكد عبدالسلام وهو أحد سكان العاصمة اليمنية صنعاء ان هذا الانتظار لليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك واضطر للنوم داخل سيارته في سبيل الحصول على ثلاثين لتر فقط من البنزين، (المسموح بها) كي لا يلجأ لشراء وقود مغشوش من السوق السوداء الذي يسبب تلفاً بالسيارة، كما يقول لـ"المهرية نت": لا أستطيع التوقف عن العمل في الباص (وسيلة نقل بنظام الأجرة) لأنه مصدر دخلي الوحيد فبإنعدام الوقود أصُبح عاطلا عن العمل ولا أستطيع اعالة اطفالي وتوفير متطلبات العيش.

 

لم يتضرر عبدالسلام فقط من أزمة البترول فقد شهدت وسائل النقل تناقصاً كبيراً في الطرقات، ما تسبب بارتفاع أجور النقل في قطاع النقل وأصبح يهدد جميع القطاعات بشلل كامل لا سيما القطاع الصناعي والزراعي وكذلك مخازن الأدوية والمستشفيات والمحلات التجارية والمعامل والمخابز التي توقفت أغلبها وأصبح الكثير من العاملين فيها عاطلين عن العمل.

 

إفساد الفرحة

أما عبده علي المحسني، (40 عاماً)، فرفض ركن سيارته في ليلة ثاني أيام عيد الأضحى أمام احدى المحطات بعد نفاد الوقود منها، كي لا يفسد عليه أجواء العيد، قائلاً: اضطررت لشراء الوقود من السوق السوداء بثلاثة أضعاف سعره المعلن، كي لا أنغص علي وعلى اسرتي فرحة العيد.

 

وقال: لا أود ان يضيع العيد أمام المحطات لأن ليّ محاولة سابقة ولم أفلح في تعبئة سيارتي وضاع وقتي سداى، ولا أنصح الناس بالوقوف امام المحطات لأن المندوبين يقبلون الرشاوي ويدخلون من يشاؤون وليس جميعهم.

 

ويحمل المحسني يحمّل التحالف بقيادة السعودية مسؤولية منع وصول الواردات إلى العاصمة صنعاء.

 

الراتب والأزمة

ولا حلول تلوح في الأفق عن انفراجة قريبة لأزمة انعدام مادتي البنزين والسولار بشكل كامل، فبحسب آخر تصريح رسمي من شركة النفط امس الجمعة قال المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية المهندس عمار الأضرعي ان احتجاز سفن المشتقات النفطية متواصلاً من قبل تحالف العدوان (التحالف السعودي الاماراتي) على اليمن).

 

وربط الأضرعي انقطاع ازمة البترول بصرف المرتبات، قائلاً ان عائدات النفط الخام يمكنها تغطية رواتب موظفي الدولة شهرياً مائة بالمائة للقطاع العام في أنحاء الجمهورية التي يسطر عليها التحالف والحكومة الشرعية تغطي أكثر ما نسبته 85 % من الموازنة العامة للدولة مختتماً حديثه "لا ندري اين تذهب عائدات النفط الخام؟

 

هيمنة السوق السوداء

وعلى مدى شهرين تقوم شركة النفط اليمنية بصنعاء بإنزال كشوف توزيع المواد البترولية لعدد محدود جداً من المحطات لا تغطي  السوق المحلية، بينما تسيطر السوق السوداء على عملية بيع المشتقات النفطية في كل شارع بمديريات امانة العاصمة والتي تفتقر لأي إجراءات السلامة المتبعة حيث تحترق بين الحين والآخر نقاط لبيع الوقود في السوق السوداء كما، حدث في جولة سبأ ومنطقة السنينة وغيرها من المناطق.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية