آخر الأخبار

القنص والألغام تلاحق أطفال الضالع..تعددت الأسباب والموت واحد (تقرير خاص)

تحصد مخلفات الحرب الأطفال في ظل غياب الإحصائيات

تحصد مخلفات الحرب الأطفال في ظل غياب الإحصائيات

المهرية نت - الضالع- هشام خالد
الاربعاء, 22 يوليو, 2020 - 06:07 مساءً

تعرضت الطفلة سبأ الليث (13 ربيعاً) أواخر يونيو/حزيران المنصرم للقنص المباشر في ذراعها وهي ترعى الأغنام في منطقة الخرّازة القريبة من مناطق حدود المواجهات العسكرية في مريس بمحافظة الضالع.

 

ومثل سبأ، ماتزال الحرب تغدر بالأطفال الأبرياء في منطقة مريس، فالحرب مفردة ما إن تدخل على بلد إلا وخلّفت وراءها آلاف القصص من الظلم والقهر والخذلان.

 

من كان يدري أن قرية "فرثان" بمنطقة مريس بمحافظة الضالع ستذرف دموع القهر، وستسفك الحرب دماء الطهر والبراءة؛ فقد أصبحت على بعد نحو كيلو متر من جبهة المواجهات العسكرية.

 

"فرثان" نموذج واحد من نماذج القرى الأخرى في عزلة عساف بمريس خصوصاً وجبهة الضالع عموماً، من لم يمت بالقنص المباشر، يلاقي الموت بانفجار لغم أو بقايا الحرب كالرصاص الذي لم ينفجر،..حرب تراوح مكانها لتسحق تحتها الطفولة والمدنيين.

 

رصد "المهرية نت" وفاة طفلين من مريس حيث تحولوا لأشلاء على أثر انفجار لغم، ولم يجد المواطنون سوى آثارهم.

 

مطلع هذا الأسبوع أُصيب مالك ماجد عبدالكريم (11 عاماً)، بشظايا تقاسمت أنحاء جسده إثر انفجار لمخلفات الحرب في قرية فرثان بعزلة عساف في مريس (شمال الضالع).

 

يشرح ماجد البرش والد الطفل القصة لـ«المهرية نت» فيقول: لم أكن أتوقع أن أجد طفلي حياً بعدما اتصل بي أحد الأقارب يخبرني أن عبوة انفجرت فيه..، هرع مسرعاً نحو مستشفى بمدينة الجبارة وهو لا يتمالك دموعه.

 

ذهب والد الطفل الضحية ليشاهد جثّة ولده، دونما جرمٍ ارتكبه، حيث ذهب لرعي الأغنام، ليواجه جريمة انفجار عبوة، وكل ما تفعله الحرب أن تأوي الجميع نحو مغارة الهلاك والموت.

 

يقول ماجد: "أخذت ولدي من مستشفى الجبارة وذهبت به إلى مستشفى النصر بالضالع، وطمأنني الأطباء باستقرار حالته..، وهناك ولد لي عمر جديد"، حيث توزعت الإصابة بين كسور في يده اليمنى، وشظايا في الرأس والأنف والقدمين، كما فقد أصبعين في الانفجار.

تمكّن الأطباء من طمأنة والده أن مالك لم يمت، لكن لماذا شوهت شظايا الموت جسد مالك وأفقدته أصبعيه؟، وكم سيظل هذا الشعب مخدراً بآمال الانتصارات الزائفة، ومعنوياته مرفوعة للقتل والبتر والجرح والإعاقة؟َ.

 

مئات القرى في محافظة الضالع على خطوط المواجهة المباشرة، خلت منذ سنوات، كل يوم تكتوي قلوبهم بمرارة الحرب، ويفقدون أبناءهم وذويهم ونساءهم وممتلكاتهم.

 

يقول الصحفي خالد الكويز لـ«المهرية نت»: "لاتوجد جهة تقوم بعمل إحصائيات، وتتابع واقع المتضررين خصوصاً في ظل وجود مئات القصص للمدنيين والأطفال الضحايا".

 

وتدور رحى الحرب فتهدم وتدمر في كل يوم ولا تأبه لما بعدها، وسط تقارير دولية تضج بالواقع المرير، لكن تلك النداءات والصيحات للبسطاء لاتصل آذان تحالف جاء ليشق طريق استراتيجياته الإقليمية بعيداً عن أنين الأطفال والمدنيين والجوعى والمتضررين.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية