آخر الأخبار

التحشيد في حضرموت.. إصرار إماراتي لشرعنه "التُمرد" بضوء أخضر سعودي

المهرية نت - وحدة التقارير/ خاص
الأحد, 19 يوليو, 2020 - 03:39 صباحاً

في غفلة من الحكومة اليمنية الشرعية، تنشط تحركات أبوظبي العسكرية في الدفع بأدواتها نحو إثارة الفوضى عبر تسليم محافظات البلاد المحررة إلى ميليشيات مسلحة تنفذ مخططاتها وتحفظ لها مصالحها، وهذه المرة من البوابة الشرقية والغربية لليمن.  

 

وعلى الرغم من المشاورات الجارية في العاصمة السعودية الرياض، حول تشكيل حكومة جديدة، تنفيذاً لاتفاق رعته الممكلة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، إلا إن الداعم الأخير يواصل التصعيد عبر التحشيد المناهض للحكومة الشرعية بضوء أخضر من السعودية.

 

وقالت مصادر محلية، إن أبوظبي دفعت خلال الأيام الماضية أموال ضخمة للمجلس الانتقالي، من أجل الدفع بالمواطنين إلى الشارع للتظاهر وتأييد ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية"، الأمر الذي يعده مراقبون وسيلة ضغط بموافقة سعودية لإجبار الحكومة اليمنية على القبول بحكومة تلبي تطلعات الإمارات وأدواتها.

 

ويسعى الانتقالي من خلال التحشيد، لإظهار محافظة حضرموت بموقف المؤيد والداعم في ظل إصرار مكونات رئيسية بالمحافظة على ضرورة حصولها على تمثيل وحضور لها في أي تسوية سياسية، وسط خاوف من انفراد "الانتقالي" المدعوم من الإمارات في الحصول على النصيب الأكبر من حصص ومناصب الحكومة الجديدة.

 

ودفعت التطورات الجديدة على الساحة اليمنية، الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى تفقد ثلاث محافظات تشهد توترات أمنية عقب التصعيد الذي تقوم به الميليشيات المدعومة من الإمارات بداخلها.

 

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، إن الرئيس “هادي” أجري اتصال هاتفي بمحافظي حضرموت، وتعز، ولحج، للاطلاع على مستجدات الأوضاع. وشدد خلال الاتصال على أهمية تثبيت الأمن والاستقرار ورفض الفوضى والانجرار للعنف بكل أشكاله.

 

تحشيد إمارتي لإسقاط حضرموت والساحل بيد المليشيا

 

اعتبر مستشار وزير الإعلام اليمني “مختار الرحبي”، أن التحشيد يهدف للسيطرة على محافظة حضرموت من قبل مليشيات الانتقالي وتسليم “الحجرية” لمليشيات طارق عفاش وفصل مديريات الساحل لهم.

 

وأشار الرحبي، في تغريدة على "تويتر": بعد ذلك ستتدخل السعودية لعقد اتفاقية جديدة تشرعن لهم هذه الأعمال كما حدث بعد انقلاب عدن.

 

تفكيك الدولة اليمنية

 

على الصعيد ذاته، سخر مسؤول في الحكومة اليمنية من محاولات الإمارات حشد مناصرين لها في بعض المحافظات اليمنية، معتبراً أن ذلك يهدف لتفكيك اليمن.

 

وقال السفير اليمني في الأردن، علي العمراني، في تغريدة على (تويتر): "أكثر ما تُشاهد الحشود الكبيرة الصاخبة في هذا الزمن، في كوريا الشمالية..النظام الأكثر بؤساً وقسوة.كان ستالين وهتلر يحشدون الملايين أيضاً.

 

وأضاف قائلاً: أما ما يجري الآن في اليمن فالهدف منه تفكيك البلاد،.. يا له من إنجاز تاريخي لمن يتبناه أو يقف خلفه، واستدرك: لكن أرادة اليمنيين ستفشل المخططات الشريرة في النهاية.

 

في السياق، قال الباحث والمحلل السياسي عادل دشيلة، إن ما قامت به "المليشيات الإماراتية" اليوم في حضرموت يندرج تحت السياسة التي ينتهجها التحالف العربي للضغط على الدولة اليمنية كي تقبل بتنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض لشرعنه التُمرد، ومن ثم استخدام مؤسسات الدولة لتمرير المشاريع الإقليمية! معتبراً سكوت الحكومة عن هذه الجرائم "غير مبر".

 

استراتيجية الحرب الدبلوماسية

 

بدوره، قال الباحث‏ والمحلل العسكري علي الذهب، إن مظاهرات الانتقالي في حضرموت، وإثارة التوترات في تعز، وهجمات الحوثيين الصاروخية، ومحاولاتهم اختراق مأرب، كلها صنيعة جهة واحدة؛ بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

 

وأضاف "هذه الاستراتيجية تسمى "فاوض وتقدم"، أو "استراتيجية الحرب الدبلوماسية" وتستهدف دفع الشرعية، باتجاه سلام الاستسلام".

 

وتابع في تغريدة على تويتر: " التحالفات التي ترعاها الإمارات في اليمن، وقود لدورات عنف جديدة، يجري في فلكها كل متخفف من يمنيته، ومبادئه، وإنسانيته".

 

وأردف قائلاً: " هؤلاء لم يكفهم ما قاساه اليمن طيلة عشر سنوات، من القتل والخراب، والتخلف؛ لأن ما يشغل فكرهم، الانتقام من خصومهم السياسيين، أما اليمن، فليذهب إلى الجحيم".

 

الكاتب السياسي، ياسين التميمي، قال إن تظاهرات حضرموت تهدف إلى تكريس سيطرة مثلث ما وصفه بـ"الدوم" (إشارة إلى مناطق التي ينحدر منها رئيس المجلس الانتقالي)".

 

وأضاف قائلاً: "عندما لا تبدو الامور منطقية فاعلم ان الارتهان والارتزاق والعمى الايديولوجي هي من تتحكم بإرادة هذه القطعان السياسية الغاشمة".

 

ضوء أخضر سعودي

وتقول المصادر، إن السعودية على اطلاع ومتابعة مستمرة للتحركات التي تقوم بها ميليشيات الإمارات، وتسعى من خلالها إلى تحقيق مصالحها خاصة في محافظة المهرة الرافضة لوجودها.

 

وتوعد القيادي في ميليشيات المجلس الانتقالي، والمحافظ السابق “أحمد بن بريك”، بنقل الفوضى والمظاهرات إلى محافظتي المهرة وشبوة المحافظات الرافضة لتواجدهما، ما يؤكد وجود رغبة سعودية في نقل الفوضى للمهرة. 


 

والإثنين، حذر وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب "بدر كلشات"، من خطورة التحركات التي تقوم بها ميليشيات المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً في محافظة المهرة (شرقي البلاد).

 

وقال "كلشات" في منشور له بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن الشعب اليمني وحكومة الشرعية أدركوا خطورة دولة الإمارات وأصبحت مشاريعها العدائية ظاهرة بشكل واضح.

 

وفي سياق متصل، كشفت اللجنة المنظمة لاعتصام أبناء محافظة المهرة عن تحركات للمجلس الانتقالي الجنوبي لافتعال الفوضى في المحافظة.

 

وقالت اللجنة في بيان لها نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك إن "المجلس المدعوم من الإمارات والسعودية يسعى إلى إسقاط مؤسسات الدولة وتمزيق النسيج الاجتماعي في محافظة المهرة".

 

واستغربت اللجنة من تزامن هذه التحركات مع جهود السلطة المحلية لتوقيع ميثاق يجمع أبناء المحافظة ويبعدها عن الصراعات.

 

وحذرت من أن أبناء المهرة لن يجعلوا محافظتهم ساحة لأدوات الاحتلال، مؤكدة على أن سيناريو سقطرى لن يتكرر، وفق ما ورد في البيان.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية