في ساعات الفجر الأولى يخرج العشريني زكريا عجلان، من العاصمة صنعاء إلى مديرية أرحب- تبعد حوالي 20 كم إلى الشرق من صنعاء- من أجل شراء كمية كبيرة من البلس (التين الشوكي) من المزارعين والعودة بها إلى صنعاء لبيعها في موسمه السنوي الذي يشهد إقبالاً واسعاً.

يقول زكريا لـ"المهرية نت": أخرج مع أقراني الساعة الخامسة فجراً، كي أعود بالتين للسوق الساعة الثامنة صباحاً، لاستغلال هذا الموسم السنوي وأبيع كل الكمية التي اشتريها، وأنا على هذا الحال منذ أسبوع.

ويوصل عجلان (28 عاماً)، متحدثاً عن يومياته مع بيع هذه الثمرة المشهورة والمنتشرة في الصيف وتدر عليه دخلاً بعد أن كان عاطلاً عن العمل.

ووجد الشاب مع أقرانه فرصة عمل سريعة الربح، فيقول: "الثمرة حلوة المذاق ولا أخاف على كساد البضاعة لأنها تنفد سريعاً مني، أبيع الحبتين بـ(100) ريالاً، وهي محسوبة عليّ بعشرة ريالات، قيمة لا تذكر، فرغم انخفاض سعرها إلا أنها تعتبر تجارة رابحة بالنسبة لي عندما أبيع كمية كبيرة منها".

وأضاف: "كلما رششت الفاكهة بالماء ازدادت برودة وعند تقشيرها يصبح طعمها حلو المذاق وطرياً، وأكثر الناس يبدؤون بأكلها منذ الصباح ليقينهم بأنها مفيدة وصحية للجسم وتحميه من الأمراض والجميع بإمكانهم الحصول عليها لأن أسعارها تعد رمزية مقارنة بالفواكه الأخرى.

وحول العائد اليومي الذي يحصل عليه زكريا المعيل لأسرته من بيع ثمار البلس (التين الشوكي) يقول: أجني في اليوم الواحد ما يقارب 5000 ألف ريال (مايعادل8 دولار) ويتفاوت من يوم إلى آخر.

وينتشر كثير من الباعة بعربيات متنقلة ممتلئة بالتين الشوكي، حيث يجتمع حولهم الناس للشراء بالحبة، وفي الجانب الآخر من السوق تتواجد كميات أخرى كبيرة على متن سيارات يتم البيع بالجُملة إما للأشخاص أو للباعة.

وعن الموسم الذي يستمر أربعة أشهر في السنة يقول عبدالرحمن الضيفي: "تعد ثمرة التين الشوكي صحية، فشجرتها الوحيدة التي لا تتعرض لمبيدات ولا أسمدة كي، وهي سريعة النمو، ولا تأخذ من المزارعين جهداً.

وأضاف: أصبح كثير من العاطلين يعملون في بيع هذه الثمرة، وهي بذلك توفر فرصة عمل لمئات الشباب العاطلين في ظل الحرب الدائرة في البلاد، متوقعاً عدد العاملين في بيع ثمرة التين الشوكي في مديريات أمانة العاصمة بأكثر من 30 ألف في صيف هذا الموسم.