آخر الأخبار

في يومها العالمي.. بيئة سقطرى في مرمى الأطماع الإقليمية وتغيرات المناخ (تقرير خاص)

تواجه البيئة الطبيعية في سقطرى تحديات وتهديات متزايدة

تواجه البيئة الطبيعية في سقطرى تحديات وتهديات متزايدة

المهرية نت - خاص
الإثنين, 05 يونيو, 2023 - 06:20 مساءً

تتمتع محافظة أرخبيل سقطرى بأهمية عالمية لما تتميز به من مستوى استثنائي من التنوع البيولوجي، واحتوائها على مئات الأنواع من الكائنات البرية والبحرية، التي باتت تواجه تهديداً متزايداً.

 

يحتفل العالم في 5 يونيو من كل عام باليوم العالمي للبيئة، وخصصت الأمم المتحدة المناسبة هذا العام للعمل على وقف التلوث البلاستيكي، والتذكير بمخاطره على البيئة.

 

وتتأثر الحياة البيئية في أرخبيل سقطرى بشكل متزايد بتدهور الغطاء النباتي، والتغيرات المناخية، إلى جانب عمليات الاستحواذ على المناطق الساحلية بما في ذلك استخدام الموارد البحرية.

 

ويتعرض أرخبيل سقطرى للكثير من التهديدات للتنوع البيولوجي. فبالإضافة إلى تغير المناخ، يعتبر الرعي الجائر للإنسان سببًا رئيسيًا لعدم قدرة العديد من الأنواع على التكاثر، مثل دم التنين المهددة بالانقراض وشجرة اللبان، بالإضافة إلى ما تقوم به الإمارات من تفخيخ للجزيرة بالميليشيات والمعدات العسكرية الثقيلة.

 

ويتضاعف احتمال تدمير النظم البيئية البحرية والساحلية بشكل دائم مع ارتفاع درجات الحرارة. على سبيل المثال، على مدار الخمسين عامًا الماضية، انخفضت الشعاب المرجانية الحية بنسبة 50 ٪ تقريبًا، ويهدد المزيد من الاحترار بالقضاء على جميع الشعاب المرجانية المتبقية تقريبًا.

 

ويرى خبراء البيئة أن موجات الجفاف والفيضانات الناجمة عن تغير المناخ غالباً ما تضر بالنظم الإيكولوجية البرية والبحرية، والتنوع البيولوجي في سقطرى.

 

كما تسببت الأعاصير التي ضربت الأرخبيل في السنوات الأخيرة في قتل الكثير من الأسماك والمستعمرات المرجانية، وتبييض الشعاب المرجانية على طول الساحل الشمالي، وألحقت أضرارًا بغابات المنغروف في منطقتي شواب ونييت، واقتلعت الكثير من الأشجار والشجيرات في السهل الساحلي و المرتفعات، وتسببت في انهيارات أرضية وتعرية التربة.

 

يقول صندوق الآثار العالمية (WMF) إن تغير المناخ يهدد التنوع البيولوجي لأرخبيل سقطرى، والتراث المعماري، والتقاليد الثقافية، وطرق المعيشة المحلية، كما أن الإفراط في حصاد الموارد البحرية الطبيعية له تأثير سلبي على التنوع البيولوجي في المحافظة بسبب الإدارة غير الملائمة ورصد وإنفاذ القانون.

 

كما أن تطوير الصيد الجائر التجاري على مصايد الأسماك التقليدية صغيرة النطاق للجزيرة يؤثر سلبًا على النظام البيئي البحري، ويشكل تهديداً إضافياً، إلى جانب الصيد غير القانوني للسلاحف البحرية وجمع خيار البحر والكركند وزعانف القرش.. وهناك أيضًا تقارير تتحدث عن تصدير غير قانوني لأحجار المرجان ما تسبب في مزيد من الضرر للقيمة البحرية للنظام البيئي.

 

ويضيف الصندوق أن التهديدات الرئيسية الأخرى للموائل الطبيعية المحفوظة حتى الآن في أرخبيل سقطرى هي الزيادة في السياحة التي تتسبب في تطوير الطرق والبنية التحتية، وزيادة الهجرة، واستيراد البضائع، والتلوث بالنفايات غير القابلة للاختزال حول المستوطنات.

 

ووفقا لتقرير مركز التراث العالمي والاتحاد الدولي لحفظ البيئة، فإن القيمة العالمية البارزة في سقطرى مهددة بشكل كبير من قبل التطورات غير الخاضعة للرقابة، والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية، والفقدان المستمر لأساس الغابات، وغياب تدابير انعدام الأمن الكافية لتجنب مخاطر إدخال الأنواع الغريبة الغازية.

 

وقد أفادوا بأن العديد من التطورات الساحلية والداخلية، بما في ذلك تشييد المباني الجديدة، تحدث جزئيًا انتهاكاً للمناطق المحمية الوطنية وخطة تقسيم المناطق المحمية لجزر سقطرى مما يعرض عمر الأرخبيل للخطر.

 

ويرى التقرير أن هناك نقص في مرافق الصرف الصحي وأنظمة إدارة النفايات الصلبة المحدودة في الجزيرة. كما يتزايد عدد السيارات في الجزيرة سنويًا، وعادة ما تكون السيارات مستعملة ولا يتم التحكم في مستويات انبعاثاتها، مما يعرض النظام البيئي للخطر.

 

لا توجد ضوابط فعالة مطبقة في المطارات أو الموانئ للتحكم في استيراد أنواع النباتات والحيوانات الأجنبية، كما تعاني هيئة حماية البيئة من محدودية القدرة على فرض مثل هذه الضوابط، ورغم وجود حظر على إزالة أو تصدير نباتات وحيوانات سقطرى، إلا أن هناك العديد من الحوادث المبلغ عنها لتهريب الأنواع النباتية النادرة بما في ذلك شجرة التنين المستوطنة، وشجرة الخيار.

 

 ويؤكد خبراء البيئة على أهمية وضع استراتيجيات وخطط للتكيف مع تغير المناخ والعمل على تقليل الآثار البشرية لأنشطة التنمية غير المخطط لها، مثل تغيير استخدام الأراضي، وملء المسطحات المائية بالنفايات الصلبة، والرعي الجائر، وصيد الأسماك... كل هذا يثير القضية الملحة المتمثلة في تعرض الجزيرة لآثار تغير المناخ.

 

ويشير التقرير إلى الحاجة لإنشاء نظام إنذار مبكر من الأعاصير مرتبط بمراكز الإنذار في سلطنة عمان والهند.

 

ويضيف الدكتور الخراز: "لكي تحافظ سقطرى على تنوعها من الضروري التوقف عن البناء على طول الساحل، ووقف تدمير الشعاب المرجانية، مما يساعد على تقليل أضرار الأعاصير، وإعادة زراعة النباتات المحلية خاصة التي تواجه خطر الانقراض.

 

سقطرى "آخر جزيرة"

يقول الخبير البيئي فابيو بالوكو، إن جزيرة سقطرى تعاني من عواقب الحرب الدائرة في اليمن، فضلاً عن زيادة الوزن البشري وتربية الأغنام. 

 

وأفاد في مقال له نشره موقع volerelaluna تحت عنوان "سقطرى، آخر جزيرة"، أن الانقراض الجماعي السادس والأنثروبوسين مفهومان يسيران معاً بشكل جيد.

 

وتابع: نحن داخل الأنثروبوسين، وهذا هو العصر الجيولوجي المشروط بشدة بفعل الإنسان في كل مجال، وفي الوقت نفسه، يتسبب الوجود الإنسان، من بين أمور أخرى، في انقراض الأنواع، وهكذا. – يسمى” الانقراض الجماعي السادس “الذي يصيب كلا من الأنواع الحيوانية والنباتية. 

 

ويرى أن التآزر بين الأنثروبوسين والانقراض أكثر جدوى فيما يتعلق بالجزر والأراضي المغلقة المحاطة بالبحر، حيث يكون للفعل البشري تأثير أكبر ويكون الانقراض أكثر احتمالا. 

 

وأضاف: كذلك من الأنواع المتوطنة، أي الأصناف الموجودة فقط في تلك الأماكن.  

 

وتابع”: فقط دعونا نفكر في التحولات التي حدثت في جزر المالديف، في سيشيل، في موريشيوس، خاصة بسبب صناعة السياحة، لأنه- حتى لو بدا الأمر غريباً- السياحة هي صناعة، مسؤولة وحدها عن حوالي عشر الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنبعثة على الكوكب، الأرض، وكذلك المنازل الثانية، والمنتجعات، والنزل، والمنتجعات الصحية، وملاعب الجولف، والمراسي، وما إلى ذلك. إلخ.

 

وبيّن أنه تم إنقاذ عدد قليل من الجزر من غزو أو اقتحام السياحة، وينبغي التأكيد على أنه يتم تسهيل ذلك، وعلى وجه التحديد في المناطق الأكثر حساسية، من خلال اعتراف اليونسكو، لأن الاعتراف ليس له أي تأثير عملي للحماية. 

 

وقال: كنت أتحدث عن عدد قليل من الجزر التي تم إنقاذها بفضل تدابير الحماية الصارمة، وأفكر في جزر غالاباغوس. لكن البعض الآخر، بنفس الحساسية والغنية بالتنوع البيولوجي، معرضة للخطر، لعوامل مختلفة، وليس السياحة فقط. 

 

ويرى أن من بين هؤلاء بالتأكيد سقطرى، الجزيرة اليمنية في المحيط الهندي، التي تأثرت أيضاً بشكل هامشي بالحرب “المنخفضة الحدة” ولكن مع عدد كبير من القتلى التي تدور رحاها بين الفصائل اليمنية المتناحرة ولكنها تشمل أيضا المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. 

 

وقال إن سقطرى تعاني من عواقب الحرب، فضلا عن زيادة الوزن البشري، وتربية الأغنام، ولكن أيضا، مع إعادة فتح السماء بالكامل، لنفترض تدفقا سياحيا معينا، نظرا لجمالها وارتفاعها الشديد التنوع البيولوجي، الذي أتيحت لي الفرصة بالفعل للحديث عنه.

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية