آخر الأخبار
الأسواق السوداء للمشتقات النفطية بصنعاء..كالمستجير من الرمضاء بالنار
دخلت أزمة المشتقات شهرها الثاني ولابوادر انفراج
السبت, 11 يوليو, 2020 - 06:48 مساءً
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، انتشاراً واسعاً للسوق السوداء التي تنشط في بيع الوقود بسبب أزمة المشتقات النفطية، منذ إعلان شركة النفط اليمنية بصنعاء عن نفاد مخزون الوقود بسبب استمرار التحالف "السعودي الإماراتي" باحتجاز سفن المشتقات النفطية، ومنعها من الدخول لميناء الحديدة.
وأدّت الأزمة التي تدخل شهرها الثاني لانتعاش السوق السوداء الخاصة ببيع البترول، في عدد من شوارع صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة، وتسبب الوقود غير المطابق للمواصفات بأضرار في سيارات المواطنين وكبّدهم خسائر إضافية.
وأكّد مواطنون لـ"المهرية نت" أن سيارات النقل الداخلي باتت تتعطل عشرات المرات وبصورة مقلقة بسبب استخدام بنزين ملوث، رغم أنه يباع بأسعار مضاعفة، بينما ينعدم في محطات التعبئة.
وقود مغشوش
يقول المواطن عبدالواحد البحري، اضطررت لشراء الوقود من السوق السوداء للذهاب للمشفى، بسبب الإغلاق الكامل لمحطات بيع الوقود، وفقدان الأمل بعودتها للبيع.
شعر "البحري" بمرارة الندم بعد تعطل سيارته بسبب الوقود المغشوش، الذي اشتراه من السوق السوداء، وقال: "الوقود المغشوش في السوق السوداء تسبب بتعطيل سيارتي، وتوقفت وسط الطريق، بعد تقطع وتوقف متكرر أيقنت أنها تعطلت بسبب تزويدها بوقود مغشوش من السوق السوداء وبسعر 20 ألف للجالون الواحد سعة عشرين لتر (الدولار يعادل أكثر من 600 ريال بمناطق الحوثيين).
وتابع البحري حديثه: تم سحب السيارة إلى ورشة الصيانة، وإخراج البنزين من داخل خزّان الوقود لنكتشف أن البنزين مخلوط بماء، وتسبب بتلف (بمب البنزين) في السيارة، بعد مقاطعته لمحطات البترول والسوق السوداء منذ بداية الأزمة، لكن – يقول البحري- إن الظروف المرضية كانت خارج إرادته ما اضطره لدفع مبلغ (25 ألف ريال)، كلفة إصلاح السيارة التي تعرضت للعطل نتيجة الوقود المغشوش.
دعوة للمقاطعة
فاطمة الحدّاد، موظفة، توافق البحري حول انتشار الغش في بيع الوقود بالسوق السوداء، قائله: عاد زوجي من البيت سعيداً بعد أن حصل على 5 لتر بمبلغ 4 ألف ريال، حيث حصل على تخفيض ألف ريال من البائع، وعند تعبئته للسيارة وإخراجها اكتشفنا أن السيارة تتوقف بسبب الوقود المغشوش ما اضطرنا لتوقيف السيارة واستدعاء مهندس لإخراج الوقود المغشوش منها.
ودعت الحدّاد إلى مقاطعة نقاط البيع للوقود مهما كانت الظروف، وأبدت غضبها في حديثها لـ"المهرية نت" حيث قالت: "اللعنة على تجار السوق السوداء ومن يدعمهم..مغلقين المحطات والناس طوابير وفي محطات بصنعاء وأطراف العاصمة تبيع الدبة بسعر عشرين ألف ريال".
محطات رسمية
أحمد الضبيبي، يبدي استغرابه من اللجوء إلى الباعة المتجولون في الشوارع، ويقول لـ"المهرية نت" على المواطنين عدم اللجوء إلى الأشخاص الذين يبيعون الوقود في الشوارع، ودعاهم للذهاب إلى المحطات وإن كانت تبيعه بأسعار السوق السوداء، لكنه وقود مضمون، والمجازفة بالسيارة يعد أمراً مكلفاً للغاية.
وقال الضبيبي: انا الجأ إلى إحدى المحطات التي بجوارنا قرب منطقة الجراف بصنعاء، واشتري منها كلما احتجتها في أمر طارئ لكن بطريقة غير مباشرة، حيث يمنع ذلك خوفاً من الإجراءات المتخذة من قبل شركة النفط، ويتابع: لا أحب أن أدعم تجار السوق السوداء اللصوص لكن للضرورة أحكام.