آخر الأخبار
هل اليمن مقبل على سلام شامل أم مجرد تهدئة مؤقتة؟ (تقرير خاص)
من لقاء الوفد السعودي مع الحوثيين بصنعاء
الإثنين, 10 أبريل, 2023 - 08:32 مساءً
بعد أن وصل أعضاء المجلس الرئاسي إلى العاصمة السعودية الرياض، في يومي الاثنين والثلاثاء الموافق"3، 4 أبريل الجاري" جرت العديد من المفاوضات بغية التوصل إلى حل للحرب الدائرة في البلاد.
ويوم الخميس نقلت صحيفة العربي، عن مصادر وصفتها بالرسمية قولها" إنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن حتى نهاية العام الحالي وتوسيعها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية".
وفي السابق أجريت العديد من المفاوضات والمباحثات في مسقط ومن ثم الرياض برعاية أممية وسعودية وعمانية بهدف التوصل إلى هدنة وسلام شامل سيتم الإعلان عنها لاحقًا.
وأكدت يوم أمس وسائل إعلامية تابعة لـ"جماعة الحوثي" أن الوفدين العماني والسعودي، وصلا، مساء السبت، إلى العاصمة صنعاء في إطار جهود مسقط لإحلال السلام في اليمن.
واليوم الاثنين قامت الإمارات بتخفيض عدد قواتها المتواجدة في منشأة بلحاف بمحافظة شبوة، وشوهدت عدد من المدرعات العسكرية تغادر المنشأة صباح اليوم باتجاه المكلا".
وأثارت هذه التحركات الأخيرة العديد من التساؤلات، وهل حقيقة سيصل اليمن إلى سلام شامل أم مجردة تهدئة مؤقتة وسيعود الصراع من جديد؟ خاصة مع استمرار "جماعة الحوثي" باختراق الهدن الأممية السابقة وتعنتها لمطالب الحكومة الشرعية.
تخادم بين الحوثيين والتحالف
بهذا الشأن، يقول المحلل السياسي عبد الحميد المجيدي لـ"المهرية نت" إن :"الصراع في اليمن والحرب التي اندلعت أكثر من ثمان سنوات ودمرت البنية التحتية في تخادم واضح بين مليشيات الحوثي والتحالف لا يخفى على أصحاب العقول مطلقًا".
وتابع" وبعد حرب مدمرة للأسف الشديد ضحاياها يمنيون مع الطرفين اليوم وبدون مقدمات صار الطرفان يلهثون بعد سراب للسلام لن يتحقق لأن كل طرف منهما يعتبر نفسه أذكى من الطرف الثاني، ويسعى لتحقيق مصالحه وترويض الآخر ليس إلا".
وأردف "التحركات الأخيرة من قبل التحالف عامة والسعودية على وجه الخصوص لفرض السلام بطريقتها ظنًا منها أنها تستطيع ترويض مليشيات الحوثي (الأفعى) وهي لاتدرك أن الأفعى تنتظر الفرصة المناسبة لقتلها؛ فالسعودية تريد فرض تلك الهدنة والسلام على الجميع خاصة الشرعية وأطيافها السياسية، وتقدم اليمن واليمنيين قربانًا للحوثي كي يقبل بالسلام من أجل خروجها من اليمن من جهة، ومن جهة أخرى من أجل وقف الهجمات عليها من قبل مليشيات الحوثي".
وبين بأن "التهدئة التي ستفرض عند الإتفاق عليها، أعتقد أن الحوثي سيلتزم بها شكليًا إلى حد كبير؛ لأن ما يعقب الهدنة فيها كثير من الأهداف والمصالح التي يريد تحقيقها ويسعى إليها، غير أنه سيلتزم إلى حدما بها لفترة معينة وبسيطة من أجل تحقيق مغانم أكبر له من التحالف والشرعية بشكل عام".
وأكد بأنه" لايوجد هناك خطة سلام مستدامة لليمن واليمنيين ستوقف الحرب تمامًا وتحصر السلاح ويسلم لوزارة الدفاع اليمنية وعلى الجميع أن ينخرطوا بتلك الاتفاقيات التي ستبعد اليمن عن الحرب وتوقفها".
وتابع "أن يستمر سلاح الحوثي تحت يده ونطالبه بتهدئة وسلام فهذا لا يعد سلامًا حقيقيًا بل يؤسس لجولة صراع قادمة قريبًا أو بعيدا بحسب الظروف المناسبة لها".
ولفت إلى أن" التزام المليشيات الحوثية بالسلام والهدنة لن يدوم فقد جربت وهي لا تزال في صعدة سواء باتفاقات الهدنة أو السلام ولم تلتزم بكل الإتفاقيات التي وقعت عليها محليًا في صعدة أو صنعاء أو إقليميا في سلطنة عمان أو دوليا تحت رعاية مندوب الأمم المتحدة في أكثر من محطة وقعت عليها ثم نقضتها بسرعة".
المفاوضات تصب في مصلحة الحوثيين
وأكد المجيدي بأن "مليشيات الحوثي تبحث عن سلام وهدنة مفصلة على مقاسها ومناسبة لها فقط وتحقق لها أهدافها ورغباتها في السيطرة على اليمن أرضا وإنسانا، ومن غير المعقول أن الحوثي سيقبل بهدنة لا تحقق له ما يريد".
وواصل المجيدي "الحوثي يريد اليوم صرف مرتبات المدنيين والعسكريين بشكل عام بما فيهم مليشياته التي تقاتل معه من مبيعات النفط والغاز فقط أما الإيرادات التي تحت يديه فتلك صارت ملكا له ولا ينبغي الحديث عنها أو توريدها للبنك المركزي".
ومضى قائلًا:" الهدنة والسلام ستحقق للحوثي إن لم يكن كل رغباته فعلى الأقل سيحقق أغلب ما يريد والأهم من هذا كله أنه يصير شرعيا بدلا من أن يبقى مليشيات إنقلابية وهو اليوم يريد المنفذ البحري ميناء الحديدة تكون له دون رقابة وتحت تصرفه في تهريب ما يريد من الأسلحة وغيرها".
بدوره، يقول المواطن "أحمد سفيان" إن: "المباحثات الأخيرة لن تجدي نفعًا مع مليشيات الحوثي إلا إذا كانت تصب في مصلحتها فقط لاغير".
وأضاف لـ"المهرية نت": "الحوثيون لن يقبلوا بالسلام والمهادنة فهم ينتهزونها ويتقدمون ميدانيًا في جبهات القتال، ويعملون على تكثيف التصعيد العسكري والتجييش المستمر من المواطنين".
وتابع "شاهدنا سابقا ما جرى في المهادنة التي رعتها الأمم المتحدة كلها كانت تصب في مصلحة الحوثي فتح له مطار صنعاء وميناء الحديدة وكانت أيضا تحاول أخذ مرتبات الموظفين من الحكومة الشرعية ".
وأردف" مهما حدث من مفاوضات عن السلام مع الحوثيين لن تكون في مصلحة الحكومة الشرعية ولا المواطن اليمني، وإنما ستسهم في تأجيج الصراع وتمديده من خلال إعطاء الحوثيين نفسًا في ترتيب صفه العسكري ووضع خطط لنيل من الحكومة الشرعية والسيطرة على مواقع النفط والغاز".
واختتم قائلًا:" نتمنى أن يتحقق السلام كما يزعم الجميع وأن تنتهي الحرب في اليمن، فقد شبعنا حرب وحصار وأوجاع".