آخر الأخبار

ما وراء التصعيد العسكري الأخير للحوثيين في عدد من جبهات القتال؟ (تقرير خاص)

المهرية نت - رهيب هائل
الخميس, 06 أبريل, 2023 - 11:40 مساءً

على الرغم من التهدئة والتقارب بين السعودية وإيران إلا أن "جماعة الحوثي" لا تزال تمارس تصعيدها العسكري بشكل مستمر  في مختلف جبهات القتال  بالعديد من المحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.

 

ففي محافظة مأرب مارست الجماعة المسلحة هجمات متكررة خلال الشهر الماضي بمختلف الأسلحة الثقيلة تسببت بنزوح آلاف  السكان من مديرية حريب واستحوذت على أجزاء مهمة غرب المديرية.

 

كما أقدمت على شن هجمات ضد قوات العمالقة ودفاع شبوة استمرت لأسابيع، وتمكنت من السطو على مواقع استراتيجية مهمة في مديرية مرخة العليا غرب محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز.

 

وفي تعز عملت  على استهداف موكب وزير الدفاع، الفريق محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان، الفريق صغير بن عزيز، ومحافظ تعز، نبيل شمسان، بطيران مسير وعدد من القذائف في خط الكدحة وهم في طريقهم إلى مدينة تعز.

 

وبعدها بثلاثة أيام تحديدًا في(28مارس) أعلن محور تعز العسكري تصديه لطائرات مسيرة تابعة للحوثيين تحاول قصف الأحياء السكنية في زيد الموشكي، والوكيل، ومحيط جبل جره في المحافظة نفسها.

 

ويوم الأربعاء -29مارس- أطلقت جماعة الحوثي طائرة مسيرة تحمل قذيفة  استهدفت من خلالها منزلًا في قرية عتمة مديرية حرض محافظة حجة  أدت إلى وفاة امرأة وابنتها.

 

وبين  فترة وأخرى، يسقط ضحايا مدنيين بينهم أطفال ونساء، نتيجة التصعيد العسكري للحوثيين في عدد من جبهات القتال  بمختلف المحافظات.

 

وفي وقت سابق كان اليمنيون يعولون عن آمالهم بالاتفاقية التي انعقدت بين السعودية وإيران، على أنها ستسهم في حل الملف اليمني وتهدئة الحرب ووضع تسوية سياسية وخاصة مع تأكيد المتحدث باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أن اليمن سيستفيد من هذه الاتفاقية.

 

* دعم إيراني وأمريكي

 

صحفيون وناشطون، أكدوا جماعة الحوثي لن تقبل بالسلام وتتعمد على التصعيد العسكري المصحوب بدعم إيراني وإمريكي متخفي،  يضغط على  الحكومة الشرعية بهدف  الحصول  على تنازلات جديدة.

 

في هذا الشأن، يقول الصحفي، مختار شداد إن:" جماعة الحوثي ستستمر بالتصعيد العسكري من أجل الضغط على المجلس الرئاسي والتحالف العربي للخضوع لما تطرحه من مقترحات لحل الأزمة والحرب، وخاصة في ظل التحركات التي تبدو بأنها جادة من أجل إنهاء الحرب في اليمن".

 

وأضاف لـ"المهرية نت " الولايات المتحدة هي من أوعزت للحوثيين بالتصعيد العسكري وخصوصًا بعد تدخل الصين التي تعتبر العدو الأول لأمريكا في المنطقة العربية ونجاحها في إعادة العلاقات السعودية الإيرانية، الأمر يحتمل أكثر من تأويل لأن المعطيات على الساحة كثيرة ومتسارعة".

 

وأكد بأن" عودة العلاقات بين إيران والسعودية لن يكون لها تأثير على المشكلة اليمنية فالحرب في اليمن كانت من قبل أن تتوقف العلاقات بين طهران والرياض عام 2016م".

 

وتابع "إيران تدعم الحوثيين من أجل تنفيذ مشروعها في اليمن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا باستمرار الحرب، وليس من مصلحة إيران  أن تتوقف الحرب في الوقت الراهن".

 

ومضى قائلًا: "رسالتي للمجلس الرئاسي  والتحالف العربي، هي رسالة كل مواطن يمني، نريد سلامًا فهذه الحرب قد أرهقتنا وكبدتنا الكثير من الخسائر، حرب مدمرة...نريد سلاما حقيقيا يقتلع الجذور والأسباب الرئيسية للحرب، من أجل ضمان عدم قيام حرب جديدة في المستقبل".

 

من جهته، يقول الصحفي، عبدالكافي عبيد إن "جماعة الحوثي الإرهابية لا تؤمن بالسلام  ولن ترضى به وتصعيدها سيستمر، مالم يواجه بكل قوة حتى تنتهي".

 

وأضاف لـ"المهرية نت": الإتفاق بين السعودية وإيران لن يمنع إيران من دعم الحوثيين لأنهم يشكلون لها  القوة التي ستظل  تهدد من خلالها أمن المنطقة العربية وستستمر بدعمهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ".

 

*انتهازية لفرص السلام

 

ويرى ناشطون أن جماعة الحوثي، جماعة لا تؤمن بالمهادنة وكل مرة تسارع  في انتهازها  بهدف الحصول على مكاسب ميدانية، وتعزيز دور إيران في اليمن والضغط على إقليم شبه الجزيرة العربية.

 

يقول الناشط" عز الصوفي" لـ"المهرية نت" إن : "الجائحة الحوثية لن تؤمن بالسلام؛ لأن وضعها وبقائها مرهون ببقاء الحرب واستمرارها ولذلك لن تترك فرصة إلا وستنتهزها لإحداث تقدمات ومكاسب ميدانية على الأرض وتعزيز وجودها".

 

وأضاف "إيران لن تتخلى عن أهدافها التوسعية  ببساطة أو بمجرد هذه الاتفاقية المبرمة بينها وبين السعودية  وستواصل من خلال الحوثيين الحصول على مآربها في اليمن".

 

وتابع: "الحوثيون يستمرون بضربهم وقصفهم لمواقع الجيش في العديد من المحافظات -تعز ومأرب وشبوة وحجة- خلال شهر رمضان إما بشكل متقطع أو مستمر كما حدث في مأرب وشبوة".

 

واستطرد بأن" تقديم مزيد من التنازلات في ظل مفاوضات مع مليشيات لا تؤمن بغير لغة الحرب والقتل والدمار لن يصب في مصلحة الحكومة الشرعية وسيؤدي إلى تطويل أمد الحرب".

 

وشدد على ضرورة السرعة في توحيد الصف الوطني ودمج كل الفصائل المسلحة وتسليح الجيش الوطني بالسلاح الخفيف والثقيل والنوعي وخوض معركة حاسمة لتحرير ما تبقى من الجمهورية اليمنية

 

ومضى قائلًا" نتمنى من التحالف  العربي بقيادة المملكة العربية السعودية  مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للحكومة اليمنية  فمصير المنطقة والإقليم واحد، وتطويل الصراع في المنطقة يهدد العالم العربي".

 

من جهته، يقول الناشط الإعلامي "شعيب الأحمدي" إن:" مليشيا الحوثي ما زالت  تمارس  التصعيد العسكري، منذ أكثر من خمسة عشر يومًا، وترتكب أبشع الجرائم  بحق المدنيين والنازحين في مأرب وشبوة وتعز".

 

وأضاف" تنتهج انتهاكات تعسفية مستمرّة على الممتلكات العامة والخاصة، شمل أكثر من ثلاث محافظات تحت سيطرة الشرعية المعترف بها دوليًا، ويعد هذا خرقًا لقوانين واتفاقيات السلام التي كانت ترعاهم الولايات المتحدة ومجلس الأمن، بين المتفاوضين، منذ أن بدأت الحرب وحتى العام الماضي الذي كان فيه بشارات خير متقاربة للسلام".

 

وتابع: "منذ عام كامل يتحدث الجميع عن سلام مجهول يسعى لأجله الجميع، لكن لم يرَ منه الشعب غير تصعيد عسكري حوثي مستمرّ يرعب السكينة ويمدد عُمر الحرب والمأساة إلى زمن أكبر، هدنة مخفية منذ ستة أشهر، خلف توقف طرف واحد وضغوطات أممية لا بأس بها إن كانت ستصل إلى مرحلة تفريج المعاناة عن اليمنيين".

 

 وأردف" لقد بلغ الوضوح محله من خرق الهدنة التي سعت لها الأمم المتحدة مع الشركاء الإقليميين -السعودية وعمان- منذ نصف عام، لكن هل ستعي الأمم المتحدة ذلك؟ وأن المليشيات ليست أهل للسلام والمساواة!".

 

وأكد بأن" الحوثيين معروفون عداءتهم  العقيدية، ومقدار عدائهم الاستعلائي على اليمنيين ، من كل الاتجاهات -دينية، طائفية، مذهبية- وهذا لن يجلب السلام لليمن في ظل استمرار هذا الاستعلاء الممنهج".

 

واختتم قائلًا:" ما يبينه التصعيد العسكري الأخير في محافظة مأرب وشبوة وتعز، عدم قبول المليشيات على التسوية السياسيّة، والسلام المقبول من أطراف الشرعية، وإنما عملها وهدفها واحد بأنها لن تقبل التسوية، ولن ترفع القمع التعسفي على اليمنيين، وستسعى بكل جهد كي تواصل القمع حتى تحقق غايتها وغاية إيران في المنطقة".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية