آخر الأخبار

السيول والأمطار.. مأساة أخرى يتجرعها النازحون في اليمن (تقرير خاص)

تتسبب الأمطار والسيول بأضرار بالغة في المخيمات التي لا تتحمل تقلبات الطقس

تتسبب الأمطار والسيول بأضرار بالغة في المخيمات التي لا تتحمل تقلبات الطقس

المهرية نت - رهيب هائل
الثلاثاء, 04 أبريل, 2023 - 04:53 مساءً

"مياه الأمطار بللت مخيمنا، وأتلفت موادنا الغذائية وأصبحنا بدون طعام" بهذه الكلمات بدأ النازح صدام محمد زعبل- 33 عامًا- شرح معاناته جراء الأمطار المستمرة، والمتسببة في تدهور المخيم الذي يسكن فيه.

 

نزح صدام مع أسرته المكونة من ستة أفراد من محافظة حجة مديرية كحلان عفار، شمال غربي اليمن عام 2015م إلى محافظة مارب شمال اليمن، ومنذ ذلك الوقت يسكن في المخيم، ويتجرع فيه أوضاعًا صعبة للغاية كلما أقبل موسم الأمطار.

 

وخلفت الأمطار الكثير من الأضرار في مختلف المحافظات اليمنية التي لجأ إليها النازحون، وتعرضت مخيماتهم للتمزق والجرف، وبات الكثير منهم لا يمتلكون مساكن أو غذاء، خاصةً مع غياب الدعم من قبل المنظمات والجهات الحكومية.

 

ووفقًا لمدير عام الوحدة التنفيذية للنازحين بمارب سيف مثنى فإن " المحافظة -منذ 13مارس الماضي- تشهد أمطارًا غزيرة مصحوبةً برياح شديدة؛ تسببت بتلف "197"مخيم وموقع، ومازالت آلاف الأسر تسكن في مآوي لا تتحمل الظروف المناخية القاسية، ويتضررون بشكل مستمر إثر تقلبات الطقس".

 

فيما لا تحظى الكثير من المحافظات اليمنية بإحصائيات ترصد الأضرار التي تنجم كل عام يحل به موسم المطر، وبحسب أقوال المواطنين فإن مئات الآلاف من الأسر النازحة القاطنة في المخيمات أو المنازل تتعرض مساكنهم بشكل مستمر للضرر أو الدمار الكلي؛ إثر مياه الأمطار والسيول.

 

ومع استمرار الحرب في اليمن يرتفع عدد النازحين كل بضعة أشهر بشكل مهول، وبحسب المنظمة الدولية للهجرة إن" من 1 يناير/ كانون الثاني إلى 18 مارس/ آذار 2023 تعقبت المنظمة الدولية للهجرة في اليمن 1743 أسرة(10,458 فردًا) تعرضت النزوح مرة واحدة على الأقل".

 

الافتراش على الأثاث المبلل

ويواصل زعبل حديثه لـ"المهرية نت": نعيش فوق قطعة أرض مستوية، وكلما هطلت الأمطار تدخل المياه إلى المخيم ويبلل الأثاث( فُرُش وبطانيات) ونضطر إلى أن نفترشها بالرغم من أنها مبللة؛ لأنه لا خيار لنا إلا ذلك".

 

وأضاف" يتضرر الكبار في السن والأطفال بسبب الثياب المبللة والبرد ويصابون بأمراض مختلفة ك"نزلة برد- أو الصداع " ويتأثر كذلك أصحاب المرض المزمن منه بشكل بليغ ".

 

وطالب "زعبل" السلطات المحلية أن تعمل على بناء مآوي للنازحين تقيهم سيول الأمطار والرياح وكافة تقلبات الطقس، وأن تضغط على المنظمات الإغاثية بتوفير المساعدات للنازحين بشكل فوري".

 

ومضى قائلًا " أتمنى أن يتوفر لنا سكن يقينا من ظروف الطقس، وأن يعود اليمن كما كان في السابق، وتنتهي الحرب التي سببتها مليشيات الحوثي على اليمنيين".

 

مشكلات تقلب الطقس

تقلبات الطقس تنعكس سلبًا على حياة النازحين، وقد تسببت في حدوث فيضانات تجرف مخيمات وبيوت النازحين القريبة من مجاري السيول وتلف ممتلكاتهم وتفشي الأمراض.

 

وأوضحت منظمة الزراعة والأغذية "الفاو" أمس الاثنين بأن:" أكثر من 900 أسرة في عدة محافظات تضررت منذ النصف الأخير من شهر مارس الماضي، ومتوقعة أن تتضرر عدة مدن بالفيضانات، وداعية إلى ضرورة الاستعداد للمرحلة المقبلة.

 

وحذّرت المنظمة الأممية من أن تؤدي الأمطار والسيول إلى انتشار الأمراض البكتيرية مثل تفشي الكوليرا، خاصة في مخيمات النازحين التي تفتقر لمرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.

 

ويواصل سيف مثنى، المدير التنفيذي للنازحين بمحافظة مارب، حديثه لـ"المهرية نت قائلاً: إن النازحين يعانون بشكل كبير خلال مواسم الأمطار، إذْ يتعرضون للعديد من المشكلات والأضرار الناجمة عن هذه الظروف الجوية".

 

 ويبين "مثنى" هناك الكثير من الأضرار والمشكلات التي يتلقاها النازحون ومن بينها تسرب المياه إلى داخل المخيمات، والذي يؤدي إلى تلف الممتلكات وتفشي الأمراض".

 

ويتابع "مثنى" زيادة مستوى المياه في الأودية، يؤدي إلى فيضانات قد تجرف الخيام الواقعة بالقرب من مجاري السيول، مفيدًا بأن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، يزيد من احتمالات انتشار الأمراض المعدية".

 

وأشار إلى أن " النازحين في المناطق التي تشهد أمطارًا غزيرة، خاصة في الصحراء، يتعرضون لخطر الفيضانات، وتزداد هذه المشاكل في حالة عدم توفير الإمدادات اللازمة لهم، مثل المأكولات والمشروبات والأغطية والأدوية".

 

وأكد- مثنى- بأن " أوضاع النازحين تحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود الإنسانية والتنسيق المستمر ويتطلب ذلك تدخلًا عاجلًا من المنظمات الإنسانية والهيئات الإغاثية لتخفيف معاناة الأسر المتضررة، وتفاديًا لحدوث مخاطر وأضرار قادمة".

 

شبح الجوع وسيول الأمطار

بينما النازحون في محافظة تعز يذوقون الأمرين؛ فشبح الجوع يلتهم حياتهم، والأمطار تهدد مساكنهم وسط غياب مستمر للجهات الحكومية والمنظمات الإغاثية.

 

عوض الطويري "43عامًا" نازح من مديرية مقبنة عزلة" الطويرة"  إلى منطقة بني بكاري في جبل حبشي في محافظة تعز، ويقيم مع أسرته المكونة من ستة أفراد في مخيم مهترىءٍ جدًا .

 

ويقول الطويري لـ"المهرية نت": إن النازحين في المخيمات يعانون كثيرًا في كل يوم تسقط فيه الأمطار وخاصةً تلك المصحوبة بالرياح،إذْ تتضرر مخيماتهم كثيرًا وتنكسر بعض الألواح الداعمة للخيام، وتتبلل كافة أدواتهم المنزلية  ".

 

وأضاف " نشعر بخوف شديد كلما سمعنا صوت الرعد وهطول الأمطار أو عاصفة قادمة، كون مخيمنا أصبح مهترئًا وممزقًا ولا نمتلك النقود الكافية لترميمه".

 

وتابع" الأوضاع باتت صعبة فلا تتوفر أعمال نعيل من خلالها أسرنا، ولا يأتينا الدعم الكافي من قبل المنظمات فقد أصبح شحيحا جدا والمواد الغذائية تصرف على الثلاثة الأشهر وباتت مقلصة لا تكفي لمدة ثلاثة أسابيع".

 

ولفت الطويري قائلًا:" كنت في السابق أعيش في منزلي معززًا مكرمًا مع أسرتي في قرية الطويرة، لكن نشوب الحرب في مقبنة جعلني أترك منزلي وألجأ إلى منطقة بكاري لوجود الكثير من النازحين في تلك المنطقة في مخيم " مناقل".

 

ووجّه رسالة إلى الهيئات الإغاثية والسلطة المحلية والمجلس الرئاسي أن ينظروا لحال النازحين ويعملوا على توفير مآوي آمنة لهم من مياه الأمطار، وتوفير سلل غذائية عاجلة لهم".

 

واختتم قائلًا:" نتمنى أن نحصل على دعم وسلل غذائية من المنظمات الخيرية وأن يبنى منازل للنازحين بعيدة عن سيول الأمطار فالحرب لن تنتهي، ولقد وصلنا العام التاسع ولا يوجد أية إشارات ملموسة على أرض الواقع".


كلمات مفتاحية: سيول مخيمات مارب نازحين تعز
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية