قبل ثلاث سنوات انطلقت إشارة بث قناة المهرية، وخلال ما يزيد عن ألف يوم حققت حضوراً وتأثيراً كبيراً، وباتت رقماً صعباً في الإعلام اليمني.

مثّل يوم العشرين منْ مارس، ألفيْن وعشرين، ميلاد قناة المهرية الفضائية، التي اتخذت منْ شرق اليمن منطلقا لها إلى عموم الفضاء اليمني الواسع، لتشكل إضافة نوعية جديدة للإعلام اليمني، مستخدمة أحدث تقْنيات البث، والإنتاج الإعلامي.

استطاعت القناة خلال فترة وجيزة أنْ تكون رقْما صعْبا في الإعلام اليمني، وحلتْ بالمرتبة الأولى في العديد من الترندات المحلية والعربية، بعد نجاحها في إنتاج عدة مسلسلات وأعمال درامية وباقة متنوعة من البرامج ونشرات الأخبار اليومية، وباتت القناة الأسرع انتشارا لتتجاوز قنوات يمنية منافسة تسبق المهرية بأعوام، ووصلتْ إلى كل بيت، وأصبحت المهرية على ألسنة كل اليمنيين.

كل ذلك جاء ثمرة جهود كبيرة بذلتْها إدارة القناة وطاقمها الوظيفي الذي جرى اختياره منذ اليوم الأول وفْق أعلى الكفاءات الإدارية والصحفية والفنية، وبفريق منْ أصحاب الخبْرات الطويلة في العمل التلفزيوني، سواء بشبكة المراسلين أو المذيعين أو الطاقم التحريري والفني.

وفّرت المهرية بيئة آمنة لعملها داخل تركيا، وكانت القناة الوحيدة التي تعمل بشكل قانوني، وفْقاً للأنظمة التركية، بما في ذلك نجاحها في توفير تصاريح العمل لجميع موظفيها، لكي يعملوا بكل أمان.

وحرصت على انتهاج خط تحريري واضح، ينطلق من الثوابت الرئيسية للدولة اليمنية، ومبدأ الحفاظ على المقدرات الوطنية، ونبذ كل الدعوات الهادفة لهدم الدولة اليمنية والمجتمع اليمني.

ولذلك كانت المهرية منذ يومها الأول، هدفاً لعمليات القمع والملاحقة، فتعرض مراسلوها للمضايقة، ومنعتْ من العمل في معظم المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات شمالاً وجنوباً، وجرى التحريض عليها وعلى إدارتها وموظفيها في وسائل إعلام ممتعضة منْ أدائها، وطالها الكثير منْ حملات التشويه والاستهداف والإساءات.

ومثّلت القناة نافذة حصرية ومفضلة حيث أطلتْ العديد من الشخصيات المؤثرة على المستوى الدوْلي والإقليمي والمحلي منها لتتحدث عنْ مجمل القضايا والمستجدات، عبر العديد من المناسبات والمواقف، مخاطبة الشعْب اليمني في الداخل والخارج.

وانطلاقا منْ أهدافها ومسارها ورؤيتها السياسية كانت المهرية القناة الأولى المتبنية لقضايا وأحداث محافظتي المهرة وسقطرى واللسان المعبر عنْ هموم وتطلعات السكان، والنافذة الأولى لعرض قضايا المحافظتيْن للجمهور اليمني والرأي العام الدوْلي.

ثلاثة أعوام تبدو بلغة الزمن قليلة، لكنها بلغة الأرقام والإنتاج والتأثير كبيرة.. في مسيرة انطلقت فيها المهرية وستتواصل، حاملة معها رسالتها الإعلامية، وعهدها بتقديم محتوى ينحاز أولاً وأخيراً للإنسان والأرض والوطن.