حذّرت منظمات إغاثية فلسطينية اليوم الاثنين، من التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي، واستمرار منع الاحتلال وصول المساعدات إلى المدنيين.

وأكّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، بأن طواقمها تواجه صعوبات غير مسبوقة أثناء تنفيذ مهامها في المناطق المتضررة، مشيرة إلى أن العديد من العاملين في المجال الطبي فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني.

وذكرت الجمعية بأن ما لا يقل عن ثمانية من مسعفي الجمعية قد استشهدوا منذ مطلع العام الجاري في مدينة رفح وحدها، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا من طواقمها إلى 48 شخصًا منذ اندلاع التصعيد الأخير، على الرغم من الضمانات المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الطواقم الطبية خلال النزاعات المسلحة.

وطالبت الجمعية، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، ووجوب اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة العاملين في القطاع الصحي وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات إلى المناطق المتضررة، محذرة من أن هذه الهجمات تعد جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض النظام الصحي في غزة.

من جهة أخرى، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ أصبحت تعمل بأدوات طبية مستهلكة في ظل غياب أصناف حيوية، محذرة من أن هذا النقص الحاد في التجهيزات يعمّق الأزمة التي تعانيها المستشفيات ويعيق عمل الطواقم الطبية.

وأكدت المصادر الطبية بأن جميع مستشفيات القطاع تفتقر إلى وجود أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير، كما لا تتوفر فيها أي مستلزمات جراحية لإجراء عمليات تخصصية مثل: العظام، والأوعية الدموية، والعيون، بالإضافة إلى نفاد غازات طبية أساسية مثل ثاني أكسيد الكربون، والأقمشة الطبية، والأسرّة، ومستلزمات مكافحة العدوى، في ظل انعدام الإمدادات الغذائية للطواقم العاملة على مدار الساعة، نتيجة الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.

وأوضحت المصادر أن النقص الحاد في الأجهزة الطبية واللوازم العامة يزيد من مضاعفة الأزمة التي تعانيها المستشفيات وتعيق عمل الفرق الطبية.