آخر الأخبار

جهود سلطنة عمان الدبلوماسية في اليمن..أمل الداخل وإعجاب الخارج (تقرير خاص)

لطالما لعبت سلطنة عمان دوراً مهماً لتحقيق السلام في اليمن

لطالما لعبت سلطنة عمان دوراً مهماً لتحقيق السلام في اليمن

المهرية نت - خاص
الأحد, 12 مارس, 2023 - 08:10 مساءً

ضمن مساعيها الرامية لتفكيك عقدة الأزمة اليمنية، تتضافر جهود الوساطة العمانية في سبيل تقريب وجهات النظر بين الأطراف المحلية والإقليمية حول الحرب المستمرة منذ ثمان سنوات، على أمل إنهاء الصراع الذي كلف البلد الفقير غالياً.

 

وخلال الأشهر الماضية، تمكنت سلطنة عمان، عبر إرسالها وفوداً الى العاصمة صنعاء، وعقد لقاءات في مسقط بين فرقاء الأزمة، من تحقيق تقدم كبير بين الانقلابيين الحوثيين وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

 

المفاوضات التي تجريها الرياض مع مليشيا الحوثي عبر وساطة عُمانية يرعاها المبعوث الأممي لدى اليمن، تهدف لتمديد الهدنة الإنسانية وتوسيع بنودها  لتشمل فتح الطرقات والموانئ والمطارات إضافة لدفع رواتب الموظفين واطلاق الأسرى لدى الجانبين.

 

الجدير بالذكر، أن مساعي مسقط وتحركاتها في اليمن، بدت أكثر فاعلية وتأثيرًا من الوساطات الأممية والأمريكية التي ظلت تدور في دائرة مغلقة منذ بداية الحرب عام 2014م، ولجأت مؤخرًا للبناء على نتائج ومخرجات الوساطة العمانية بحسب مراقبين.

 

إشادة أمريكية

خلال الفترة الماضية، ارتبط الدور العماني بمساعي السلام وإنهاء الحرب في اليمن، إذ عملت السلطنة بشكل مباشر على دعم الهدنة الأممية خلال العام الماضي، إضافة لرعايتها المفاوضات الجارية بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية.

 

هذه الجهود اجتذبت إشادات محلية ودولية طوال السنوات والأشهر الماضية، آخرها شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، السلطان العُماني هيثم بن طارق، على دعمه لجهود تمديد الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.

 

وقال بيان للبيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الشكر للسلطان العماني على "جهوده لدعم الهدنة في اليمن برعاية الأمم المتحدة خلال العام الماضي.

 

فيما قالت وكالة الأنباء العُمانية إن "السلطان هيثم بن طارق تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتم خلاله استعراض العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات‏".

 

وأضافت أنهما "تبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، دون مزيد من التفاصيل

 

وتبذل الأمم المتحدة وجهات دولية وإقليمية جهودا لاستئناف الهدنة التي انتهت في 2 أكتوبر 2022، بعد أن كانت قد استمرت لستة أشهر، في حين تتبادل الحكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.

 

التحركات العمانية شملت إرسال وفود الى العاصمة صنعاء لإجراء مباحثات مع قادة الحوثيين بشأن الأزمة في اليمن، سبقت وأعقبات اجتماعات ولقاءات مغلقة في العاصمة العمانية مسقط، وأسفرت مؤخرًا عن فتح غير مشروط لميناء الحديدة المسيطر عليه من قبل الحوثيين و المغلق منذ بداية الحرب.

 

بادرة أمل

مثل التوجه العماني الأخير بادرة أمل وتحول مهم في ملف الأزمة اليمنية، إذ اعتبره البعض محطة جادة لإنقاذ اليمن من حرب استمرت ثمانية أعوام، فيما يرى آخرون أن الدور العماني نجح بإقناع إحدى أكثر الجماعات تطرفًا بالشرق الأوسط بخطاب السلام واستقطابها الى طاولة المفاوضات.

 

وفي هذا السياق، يقول الصحفي صلاح الجندي: "جاءت وساطة سلطنة عمان بعد أعوام من الحرب الدامية، لتنقذ اليمنيين من مأساة ابتلعت مدة طويلة من أعمارهم خسروا فيها أولادهم وأعمالهم ووصلوا ليشهدوا على أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

 

وأضاف الجندي في اطار حديثه لـ"المهرية نت": "التحركات العمانية أتت في لحظة يجد فيها اليمنيون أنفسهم بأمس الحاجة لأي جلباب يمنحهم السلام، وذلك بالضبط ما قدمته لهم عمان عبر جهودها المبذولة لبناء مرحلة انتقالية تنهي الحرب التي تسببت بثمانية أعوام من المعانة الدامية للمواطن اليمني".

 

وتابع: "اليوم باتت مراكز القوى المحلية والإقليمية تتحدث بخطاب أكثر ميلا للسلام، أصبحت جماعة الحوثي التي عرفت بطيشها وتمردها ضد كل محاولة لإنهاء الحرب، أصبحت هي الأخرى جزءًا من مشروع السلطنة لبناء أرضية توافق تنهي الحرب في اليمن".

 

واشار الى أن: "سلطنة عمان لطالما لعبت دورًا هامًا في السلام اليمني، وكثيرًا ما سعت للبحث عن حلول تنهي الحرب وتعمل على حلحلة الأزمة وجمع الاطراف المتصارعة تحت مظلة الحوار الذي يمكن من خلاله الخروج الى حلول مرضية للجميع".

 

وأوضح أنه: "على الرغم من التأخر الكبير للدور العماني، الا أنها ما تزال عبر مساعيها الكبيرة، تترجم نواياها الصادقة في بناء أرضية سلام مشتركة في اليمن داخليًا وخارجيًا، لا سيما وقد نجحت في تأمين الحدود السعودية من اعتداءات الحوثيين وإنشاء خط تواصل بين الجانبين بما يعزز من إمكانية تحقيق تفاهمات نهائيا للأزمة".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية