آخر الأخبار
ما تأثيرات عودة العلاقات السعودية الإيرانية على الملف اليمني؟(تقرير خاص)
عودة علاقات السعودية وإيران برعاية الصين
الأحد, 12 مارس, 2023 - 10:59 صباحاً
أعلنت السعودية وإيران مساء الجمعة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارتين في غضون شهرين، بعد قطيعة استمرت لنحو سبع سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن:" الرياض وطهران تؤكدان احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مضيفة أن البلدين اتفقا على تفعيل اتفاقية للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار موقعة في 1998، وتفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة بينهما عام 2001.
وتأتي تطورات عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بوقت غير متوقع، جراء انقطاعها منذ مطلع يناير/ 2016م عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجلًا دينًا شيعيًّا معارضًا يُدعى نمر النمر.
فيما لعبت كلٌ من إيران والسعودية دورًا بارزًا بالشأن اليمني منذ بدء الحرب، إذ عملت إيران على دعم مليشيا الحوثي وتزويدها بخبراء عسكريين وأسلحة مختلفة بغرض السيطرة على اليمن، وتهديد الملاحة الدولية وإقليم شبه الجزيرة العربية.
والسعودية دعمت الحكومة الشرعية وساندتها برفقة تحالف عربي من دول الجوار، بهدف السيطرة على الموانىء وحماية حدودها ومؤسساتها النفطية، تحت مظلة تحرير اليمن من مليشيا الحوثي، حسب تصريحات الرياض.
وأثارت المشاورات التي انعقدت في بكين مساء الجمعة الجدل بالعديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول إعادة العلاقات بين البلدين وتأثيراتها على الملف اليمني.
وأكدت ممثلة إيران في الأمم المتحدة اليوم الأحد، أنّ "استئناف علاقات إيران والسعودية، يمكن أن يسرع التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن ويعجل بإطلاق حوار يمني، وتشكيل حكومة وطنية شاملة".
*سلوك منحنى
ويرى محللون سياسيون أن إعادة العلاقات بين السعودية وإيران لن تدوم طويلًا، وبأنها مرهونة بالملف اليمني، وأي تحرك بين الطرفين سيسبب تأثيرات سلبية أو إيجابية على القضايا العالقة بينهما.
يقول المحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي لـ" المهرية نت" إن:" عودة العلاقات السعودية الإيرانية تعني سلوك منحى جديد في حل الملفات العالقة في المنطقة ومنها ملف اليمن وبدء مرحلة التقاسم في النفوذ وترتيب أوضاع الأطراف الضالعة في الصراع".
وأضاف الفاتكي أن" الملف اليمني رهين الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران وهذا يجعله ورقة من أوراق النزاع بين الرياض وطهران وأي تقارب أو توتر بين الدولتين ينعكس سلبا أو إيجابا على الملف اليمني".
وأكد أن" المنطقة مقبلة على تثبيت الوضع الراهن بأطرافه، وإعادة تموضعه برعاية سعودية إيرانية والحفاظ على حلفاء كل منهما وفق تفاوض وحوار بين الدولتين قد يخمد الحرب أو الصراع لفترة ثم يعود فيما لو عاد التوتر والخلاف بين الدولتين".
في السياق ذاته يقول الباحث السياسي اليمني" عبدالحميد المجيدي" إن:" عودة العلاقات بين السعودية وإيران سيكون لها تأثيرات سلبية أو إيجابية على الملف اليمني، فالسعودية تدعم وتساند الشرعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة كما هو الحال نفسه مع إيران فإنها تدعم وتساند مليشيات الحوثي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو الحال منذ بداية الحرب في اليمن".
وأضاف المجيدي لـ"المهرية نت" في اعتقادي أن السعودية وإيران أدركتا بأن الغرب يمارس عليهما الإبتزاز بشكل جدي ويؤجج الصراع القائم بينهما لتحقيق مصالحه".
وأشار المجيدي إلى أن" المنطقة اشتعلت بصراعات وحروب كبيرة منذ أكثر من أربعين عامًا وتلك الحروب والصراعات تزداد وتيرتها بين الحين والآخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فأحيانا تكون عن طريق الحلفاء لإيران أوللسعودية وأحيانا يكون الصراع بينهما بصورة مباشرة ويتأثر الحلفاء لهما بذلك الصراع".
ومضى قائلًا " ليعلم كل اليمنيين أننا بحاجة إلى أن نؤمن إيمانا جازما بقضيتنا الوطنية وعدالتها حتى نكافح ونقاوم من أجلها وسننتصر اليوم أو غدا بعيدا عن تأثير تلك الدول التي تسعى لتحقيق مصالحها ومكتسباتها على حساب قضيتنا وشعبنا الوطني دون أدنى شك".
وأردف" يجب علينا جميعًا أن تكون القضية اليمنية هي هدفنا دون غيرها أما علاقة الطرفين فهي تخصهم وإن كان تأثيرها علينا يبقى قائمًا".
واستطرد المجيدي بأن" استمرار الحرب في اليمن ولمدة ثمان سنوات كافية لكشف الأقنعة المصطنعة مع اليمن واليمنيين مع أن تلك الدول تدعي أنها تدعم حلفاءها بعيدا عن مصالحها ونفوذها وهذا يجانب الصواب ويجافي الحقيقة التي يمارسونها من أجل النفوذ والتحكم بالسيادة والقرار اليمني المرتهن للطرفين".
وبين أن" الجميع يريدون أن يكون لهم نفوذٌ وحلفاء في اليمن على حساب المعاناة التي يعيشها شعبنا في أرجاء الوطن".
ومضى قائلًا:" نتمنى أن يكون الطرفان قد وصلا إلى قناعة تامة فيما بينهما بعودة العلاقة الدبلوماسية وحسن الجوار حتى تهدأ المنطقة والإقليم حقيقة من الصراع القائم بينهما منذ فترة".
*انعكاسات سلبية
يرى صحفيون أن عودة العلاقة بين إيران والسعودية ستشكل انعكاسات سلبية على أوضاع المواطنين في اليمن، والمستفيد الوحيد من هذه الاتفاقية مليشيات الحوثي إذ ستزاول إيران على دعمهم لنيل مرادها التوسعي في اليمن.
من جهته يقول عامر دعكم (صحفي) إن:"مشاهدة طبيعة علاقة إيران بمخلبها الحوثي، وعلاقة السعودية بقيادة الشرعية اليمنية ومكوناتها، يتأكد لنا أنه لا بد من تداعيات وانعكاسات سلبية لعودة العلاقات السعودية الإيرانية على الأوضاع في اليمن".
وأضاف دعكم لـ"المهرية نت" أذرع إيران في صنعاء هم الأكثر تفاعلًا وفرحًا بالاتفاق السعودي الإيراني، كونهم مطمئنين بأن طهران لن تتوقف عن دعمهم، وستبذل المزيد من الجهود لأجل مشروعها التوسعي الذي هم إحدى أدواته".
وتابع " الحرب في اليمن قد تتوقف لفترة وجيزة، لكنها لن تنتهي، بل ستعود، وربما أقوى مما مضى، نظرًا للتركيبة الحوثية المعادية للمواطن اليمني".
وبين دعكم بأن" الاتفاق السعودي الإيراني يأتي في ظل تصاعد الجهود الأممية والدولية الرامية لوقف الحرب في اليمن، وهو ما يعني أن هذا الاتفاق سيعزز من فرص نجاح "مؤقت" -وليس مستدامًا- لهذه الجهود".
واختتم قائلًا:" مع أنني أرحب بعودة هكذا علاقات، لكن المؤسف في هذه الاتفاقية، أنها جاءت في ظل ضعف الشرعية وهشاشة صفها وشحة إمكانياتها وتدهور الاقتصاد في مناطق سيطرتها، وهو ما يجعلنا ننظر لهذه الاتفاقية نظرة سلبية، أو أنها خالية من الآثار الإيجابية".