آخر الأخبار

الضالع.. قصة كفاح مسنّة دون معيل في مواجهة مصاعب الحياة (تقرير خاص)

المسنة حليمة في مزرعتها المتواضعة - المهرية نت

المسنة حليمة في مزرعتها المتواضعة - المهرية نت

المهرية نت - الضالع/ وحدة التقارير/ خاص
السبت, 04 يوليو, 2020 - 12:02 صباحاً

في قرية نائية تسمى "الغربابه" بجبل الحشا التابع لمحافظة الضالع، وسط اليمن، تعيش المسنة حليمة أحمد محسن القرشي، في بيت متواضع للغاية، تزوجت إليه قبل قرابة 50 عاما أو أكثر، وتحت سقوفه خلفت بنتان وولد، توفي الولد والزوج وبقي لها بنتان، تزوجتا وطُلِقت إحداهن ثم عادت إليها بطفلين؛ ليصبح مجموع أسرتها أربع حالات بلا معيل.

 

 حليمة.. قصة كفاح 

على الرغم من تجاعيد السنين على وجهها، لكنها لا تزال تبتسم رغم ظروف الحياة القاسية والمصاعب التي تواجها، تهتم بمزرعتها الصغيرة، تجز حشاش الأرض من بين الزرع؛ كي لا يبتز محصول زرعها.

 

تقول المسنة حليمة لـ"المهرية نت"، بعد إلحاح شديد من مراسلنا لشرح قصتها، إنها تعالجت مؤخراً بعد أن اقترضت مبلغاً من المال يقدر بنحو 200000 ألف ريال يمني (الدولار = 700 ريال يمني)، لتظهر نتائج الفحوصات الطبية عددا من الأمراض التي تعاني منها كـ"ضغط في القلب وأمراض أخرى في الكلى والرئة والمعدة".

 

وعندما سألناها كيف تقضي حياتها اليومية في ظل هذه الظروف؟ تجيب حليمة أن ما يمكن أن يصلها، هو ما يمكن أن تقضي به ديونها ولمن يمدها بالمال إن هي احتاجت لبعض المساعدات التي تساعدها على البقاء.

 

 حتى التحالف قصف ما تبقى!

 

وبالرغم، من شيخوختها الكبيرة، إلا أن السياسة، ويوميات الحرب، كانت حاضرة على لسانها، وهي تتحدث إلينا عن أوجاع الحياة وقسوتها، وما سببته الحرب من تفاقم لمعاناة الناس الذين يواجهون أصلاً ظروف إنسانية صعبة قبل بدء الحرب.

 

تقول حليمة، إنها تواجهه صعوبات وتحديات في يوميات حياتها، بدءاً من مرضها، مروراً بالديون التي أثقلت كاهلها، ولا تجد أي مصدر لسدادها، وانتهاءً بعدم وجود شخص له القدرة على مساعدها بعد كل هذا العمر متسائلة بلهجة عامية: "الإنسان يمسي مريض.. ويبكر يتابع هموم نفسه.. من شخدمك ومن يقدم لك شيء غير نفسك.. الحرب دمرت البلاد، حتى التحالف قصف مابقى "

 

 هل يمكن الوصول لها؟

 

خلف جبال الأزارق وفي غيابة جبال الحشاء السامقة، أمام المنظمات الدولية، التي تلتهم أموال العالم والدول المانحة، فرصة إنسانية للوصول إلى "حليمة" وأمثالها في الكثير من مناطق الأرياف باليمن، وتقديم المساعدة في ظل استمرار الحرب التي تسببت في تفاقم معاناة الكثير من المواطنين.

 

لا تملك "حلمية" سوى قطعة صغيرة من الأرض؛ كما تظهر الصورة حولها، استأجرتها من أحد المواطنين في القرية لإطعام بقرتها التي تغذيها باللبن والحليب للاستمرار في الحياة.

 

قصة المسنة "حليمة"، ليست الأولى وهناك الكثير من القصص المماثلة في كثير من مناطق اليمن، غير أن ما يجعل قصتها استثنائية هي كدّها وراء العمل بشموخ وصبر أولا، وأخيرا عزتها التي يراها الآخرون تعيش باستقرار؛ بينما لا يقرأ خبايا آلامها غير من يتفحص تفاصيل تجاعيدها.

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية