آخر الأخبار

مع اقتراب شهر رمضان.. مدينة تعز تواجه أزمة كبيرة في الغاز المنزلي(تقرير خاص)

أزمة الغاز المنزلي.. تصوير محمد التويجي

أزمة الغاز المنزلي.. تصوير محمد التويجي

المهرية نت - رهيب هائل
السبت, 25 فبراير, 2023 - 10:32 صباحاً

كلما اقترب شهر رمضان تشهد محافظة تعز أزمةً كبيرة في الغاز المنزلي المستخدم في طهي الطعام، وكأن هذا التوقيت موسم للأزمة في هذا الجانب.

 

ووفقا لبيان نقابة مالكي الغاز بتعز فإن المحافظة تعاني من عجز  بنسبة %50 منذ العام الماضي.

 

وأوضح البيان أنه في عام 2020 بلغ إجمالي المقطورات المخصصة لمديريات المدينة 856 مقطورة، وصلت منها فقط 536 مقطورة، بفارق عجز 320 مقطورة، معتبراً أن العجز، المستمر لهذا العام أيضاً، كفيل بإغراق المحافظة بأزمة خانقة، وحدوث فوضى عارمة إذا لم يتم تدارك الأمر.

 

ويشكل هذا العجز عبئا كبيرًا على كاهل المواطنين في محافظة تعز خصوصا مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث يعتمد السكان على الغاز بشكل كبير في طهي الطعام مع عدم توفر وسائل بديلة .

 

 

ويقول المواطن، أحمد سعيد:" نحن في مدينة تعز نعاني من أزمة الغاز بشكل مستمر، ولكن كلما اقترب شهر رمضان تزيد نسبة الإقبال على الغاز، وتزداد الأزمة أكثر من ذي قبل".

 

ويضيف سعيد لـ" المهرية نت" كنا نحصل في الشهر الواحد على اسطوانتي غاز، لكن في الفترة الأخيرة أنزل عقال الحارات قرارًا بأن كل مواطن سيحصل فقط على اسطوانة واحدة كل شهر".

 

وتابع" هذا الأمر بلا شك متعب لنا نحن أصحاب الأسر الكبيرة.. نحتاج على سبيل المثال في الشهر الواحد اسطوانتين ولكن غيرنا يحتاج أكثر، اليوم البيوت مليئة بالناس وهؤلاء بحاجة لأن يعيشوا كبقية الناس".

 

وواصل سعيد حديثه لـ" المهرية نت" كان يخيفنا غلاء اسطوانات الغاز واليوم أصبح الأمر أكثر حدة من السابق فلم يعد الغلاء هو العائق الوحيد أمامنا؛ بل أصبح الغاز غاليًا وشبه معدوم وهذا ما يثير فينا القلق والتوتر أكثر".

 

 

*اسطوانات محدودة

 

شركة الغاز توزع لكل حارة عددا مخصصا من الاسطوانات حسب كشف يوضع خارج المعرض بأسماء عدد المستفيدين، لكن النازحين الجدد إلى الحارات يلاقون صعوبات كبيرة في الحصول على اسطوانة غاز من قبل شركة الغاز، كون الاسطوانات محدودة.

 

 ويلجأ العديد من المواطنين إلى شراء الغاز بالكيلو من المحطات الرسمية أو الاعتماد على الفحم لكي تستمر حياتهم.

 

 

في السياق ذاته تقول تهاني أحمد( معلمة)" إن أزمة الغاز أثرت على الكثير من الأسر في مدينة تعز، وبات الحصول على اسطوانة غاز بمثابة الفوز بغنيمة كبيرة".

 

 

 

وأضافت أحمد لـ"المهرية نت" حتى في شركة الغاز -التي تقدم اسطوانة الغاز بسعر 8000ريال- أصبح الغاز لديها شبه منعدم خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب قلة الاسطوانات المخصصة لكل حارة".

 

 

وتابعت "تمكث الإسطوانة مايقارب شهرين إلى ثلاثة أشهر أو أكثر في المعرض في انتظار موعد تعبيتها، فتلجأ الكثير من الأسر خلال هذه الفترة إلى التعبئة من المحطات بسعر 17ألف ريال يمني للاسطوانة الواحدة، وأحيانا قد يتجاوز سعرها في المحطات الخمسة والعشرين الألف، والأسر التي لا تمتلك النقود قد تلجأ إلى الحطب أو الفحم".

 

 

وأشارت إلى أن "الكثير من السكان النازحين في تعز يجدون العديد من الصعوبات من قبل عقال الحارات والمسؤولين في شركة الغاز بسبب قلة اسطوانات الغاز المخصصة لكل حارة".

 

 

وأردفت " كنت أسكن في حي سكني رفض عاقل الحارة تسجيل اسمي وذلك بحجة أن التسجيل قد توقف والسكان الجدد في الحارة عليهم البحث عن أماكن أخرى لتسجيل أسمائهم؛ كون العدد قد استوفى في الحارة ".

 

وبينت بأن " أصحاب شركات الغاز يتعاملون مع نوع معين من أنابيب الغاز" التي عليها ختم المعرض ويرفضون استلام أي أنبوبة غاز أخرى".

 

وأكدت بأنها " تضطر إلى تعبئة اسطوانة غاز سعة " 20 كيلو" 17الف ريال يمني، وإذا لم أستطع توفير المبلغ كامل أضطر إلى أن أعبي على حسب قدرتي المادية وأحيانًا يكون المبلغ المالي أكثر من قيمة اسطوانة ممتلئه".

 

*غلاء الغاز 

 

يشكل غلاء الغاز في المحطات الرئيسية عبئا كبيرا على حياة العديد من سائقي الباصات، المعتمدين عليه في توفير مقومات الحياة المعيشية لأسرهم.

 

إذْ إن سعر الغاز أرخص من سعر البنزين لجأ الكثير من سائق الباصات سابقا إلى تحويل باصاتهم إلى الغاز، وفي الوقت الحالي ارتفع سعر الغاز وبات حلم صعب المنال لديهم.

 

 

بدوره يقول المواطن، سعيد علي (سائق باص) : " الغاز الطبيعي بات حلمًا صعب المنال لدى الكثير من الأسر في مدينة تعز نتيجة ارتفاع سعره وقلة وجوده في السوق".

 

 

وأضاف علي لـ"المهرية نت"اليوم سعر الكيلو الواحد من الغاز بـ" 900ريال" في المحطات الرسمية، فيما شركة الغاز توفر الغاز لكل أسرة اسطوانة واحدة فقط، كل شهر وأحيانا ينقطع لعدة أشهر".

 

 وتابع" يعتمد باصي على الغاز،كونه أرخص من سعر البنزين، لكن حاليًا مستوى دخلي في اليوم الواحد مايقارب ثمانية ألآف ريال، ومن هذا المبلغ أعبي الغاز للباص أحيانا بـ5000 إلى 6000 ريال أو أكثر من ذلك وفي أغلب الأوقات لا أحصل إلا على سعر الغاز فقط".

 

 

وتابع " أعمل في الباص من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة التاسعة مساء، ويعد المصدر الوحيد لأسرتي، المكونة من ثمانية أفراد ".

 

 

 

وأردف " حالتي حاليًا مستورة بسبب دعم بعض المنظمات في المواد الإغاثية، ومن دخل الباص أستطيع أن أوفر بعض الأشياء الأخرى لأسرتي". 

 

وتابع" الغاز أصبح عائقًا رئيسيًا للكثير من الأسر؛ إذْ تجد أغلب الأسر تشتريه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة خصوصا إذا انعدم توفره في المحطات ".

 

 

 

*احتكار الغاز

 

ويشكو أصحاب بوفيات الوجبات الصغيرة من معاناة جسيمة في الحصول على الغاز، لأنه بات محتكرا من قبل وكلاء الغاز؛ إذ يبيعونه لهم بعدد معين من الاسطوانات. 

 

 

من جهته يقول المواطن، محمد مارش( صاحب بوفية)" نعاني كثيرًا نحن أصحاب البوفيات في سبيل الحصول على الغاز، كونه بات محتكرا في السوق السوداء ويباع لأصحاب المطاعم الكبيرة".

 

 

وأضاف مارش لـ"المهرية نت" أعبي الغاز كل خمسة أيام من المحطة بسعر غال جدا، وهذا الأمر يجعلني أحصل على القليل من الدخل من البوفية مقابل مجهود كبير أبذله أنا والعاملين معي".

 

 

وأشار إلى أن " أبناء تعز يعانون باستمرار من أزمات متتالية تبدأ بالحصار مرورًا بغلاء الغاز وقلة وجوده في المدينة بالإضافة إلى أزمات أخرى لا حصر لها " .

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية