آخر الأخبار

في يومه العالمي.. التعليم في اليمن ذهاب نحو الهاوية (تقرير خاص)

أطفال يدرسون تحت شجرة في ظل الحرب وتهدم المدارس

أطفال يدرسون تحت شجرة في ظل الحرب وتهدم المدارس

المهرية نت - رهيب هائل
الاربعاء, 25 يناير, 2023 - 12:18 صباحاً

يصادف يوم الثلاثاء الموافق 24 يناير اليوم الدولي للتعليم، ويحتفل العالم به في الوقت الذي ينهار فيه التعليم في اليمن نتيجة للأوضاع الصعبة التي يمرُّ بها قطاع التعليم بسبب الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات.

 

ووفقا لتصريح المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن 2,700 مدرسة تعرضت للدمار أو الضرر منذ بدء الحرب باليمن، ونظام  التعليم بات على حافة الانهيار.

 

ويروي معلمون وطلاب ما آل إليه التعليم في اليمن من تدهور ودمار، وتوقف للعملية التعليمية، ونقص في الكادر التعليمي وعدم توفر إصلاحات أو اهتمام من قبل وزارة التعليم.

 

 يقول  الناشط الاجتماعي، عبد الرحمن مكرد إن:" التعليم في اليمن أصبح في بؤرة واحدة من التدهور سواء في مناطق الحكومة الشرعية أو الحوثيين" .

 

وأضاف لـ"المهرية نت" الحرب المستمرة أوشكت أن تقتل الرغبة المتبقية لدى الأطفال بمواصلة التعليم جراء الدمار الحاصل في البنية التحتية و تفاوت البنية المجتمعية".

 

وتابع: "يوجد فساد في التعليم بمناطق الشرعية جراء عدم الخوف من الله وغياب الرقابة من الجهات المعنية وعدم الاهتمام بالمعلمين وتغيب الطلاب عن التعليم".

 

وأردف" الحوثي يستغل التعليم ويحرف المناهج بغية تحقيق أهدافه السلالية بالسعي إلى بناء جيل يكن له الولاء والطاعة".

 

في السياق ذاته تقول المعلمة، بسمة حمود إن:" قطاع التعليم في اليمن متضرر بشكل بليغ  إذْ أصبحت العديد من  المدارس مدمرة بسبب الحرب،  فيما السالمة منها مستخدمة كثكنات عسكرية أو ملاجئ للنازحين".

 

وأضافت حمود  لـ"المهرية نت" توقف الكثير من  المعلمين والأكاديميين عن مزاولة عملهم في مجال التعليم؛ بسبب انقطاع مرتباتهم، ونزوحهم من منطقة لأخرى".

 

وتابعت" لجأ بعض المعلمين الحكوميين إلى التعليم بالمدارس الخاصة بمرتبات زهيدة لا تتجاوز الثلاثين ألف ريال، أما الطلاب بأغلب المدارس لا يتجاوزون العشرة في الصف الواحد؛  فقد عزف الكثير منهم بسبب الوضع المعيشي".

 

وأردفت" التعليم في المدارس الحكومية يتراجع للوراء كثيرًا؛ جراء نقص الكادر التعليمي وعزوف الطلاب عن التعليم والانخراط في سوق العمل وتحملهم أعباء ثقيلة".

 

وأشارت إلى أن" الحوثيين يقومون  بتغيير المناهج الدراسية في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم؛ وهذا يهدد العملية التعليمية  والنسيج الاجتماعي ويمسخه عن هويته الوطنية والعربية".

 

وأردفت: "تسعى مليشيات الحوثي إلى تلويث عقول أبنائنا الطلاب بفيروسات طائفية حاملةً الكراهية والعنصرية التي تؤدي إلى خلق جيل عدائي".

 

ومضت قائلة: "نتمنى أن تتوفر بيئة ملائمة تحتضن المعلم والطالب، كما نتمنى أن تتحسن الأوضاع الدائرة في البلاد وستتحسن معها العملية التعليمية".

 

عدم توفر متطلبات التعليم

 

يرى معلمون أن التعليم على حافة الانهيار جراء عدم توفر متطلبات التعليم من بيئة عمل واهتمام بالمعلمين والمتعلمين والقيام بممارسة إصلاحات  للمدارس المدمرة.

 

 من جهته، يقول المعلم، أحمد عبده حسان" وضع التعليم في اليمن متدهور للغاية؛ بسبب عدم توفر أدنى متطلبات التعليم سواء للمتعلم أو المعلم".

 

وأضاف "معظم المدارس مدمرة غير مؤهلة للتعليم والبعض منها تحت الركام فالتعليم فيها متوقف لأسباب كثيرة إما وقعها في خط النار أو دمارها بالكامل".

 

وتابع: " أصبح أغلب الطلاب والمعلمين ماكثين في البيوت أو بالأسواق يمارسون أعمالا أخرى، نتيجة التدهور المعيشي".

 

 وواصل " المعلم الذي مازال يمارس عملية  التدريس  بات يعاني من أبسط مقومات الحياة، يذهب إلى المدرسة وهو مشغول الذهن يفكر من أين يأتي بلقمة عيش له ولأولاده والديون التي تتراكم عليه فيصاب بحالة نفسية ينعكس أثرها على الطلاب".

 

وبين"المعلم بدلًا ما كان عمله بالمدرسة  أصبح حاليا  يجوب الأسوق باحثًا عن عمل  لتأمين المستوى الأدنى من الاحتياجات الضرورية لأسرته".

 

ما يؤرق الطلاب!

 

يرى طلابٌ  أن التعليم بات متعبًا  جدا ولا جدوى منه بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وغلاء الرسوم الدراسية ونقص الكادر التعليمي وعدم وجود بيئة ملائمة له.

 

بدوره، يقول " بلال هاشم" طالب  في الصف التاسع أساسي :" لم تعد هناك رغبة في التعليم والذهاب إلى المدرسة؛ أصبح لدينا أمال أخرى وأهتمامات أخرى أكبر من التعليم، اليوم نحن نبحث عمَّ يبقينا على قيد الحياة".

 

وأضاف هاشم  لـ"لمهرية نت" اليوم أغلب المدارس الحكومية  مدمرة، لا يوجد  فيها  كادر تعليمي كافٍ ونحن لا نمتلك المال الذي يجعلنا ندرس في مدارس خاصة باهظة الثمن".

 

وتابع:"لست وحدي من يغادر المدرسة للعمل فقد عزف الكثير من الطلاب عن التعليم عزوفًا كليا بسبب الحرب والأوضاع المعيشية والاقتصادية وكذلك بسبب نزوحهم  المتكرر من مكان إلى آخر".

 

وواصل حديثه قائلا: "الكثير من أصدقائي  لم يستطيعوا الالتحاق بالتعليم فقد حرموا منه بسبب أوضاعهم المعيشية الصعبة وارتفاع الرسوم بالمدارس الخاصة  وغلاء المستلزمات الدراسية  بالمدارس الخاصة ".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية