آخر الأخبار

منظمة: اليمن البؤرة الأكبر لجائحة كورونا

من عمليات الرش في صنعاء

من عمليات الرش في صنعاء

المهرية نت - خاص
السبت, 27 يونيو, 2020 - 08:51 مساءً

قالت المنظمة الإلكترونية للإعلام الإنساني، إن فيروس كورونا وجد أرضاً خصبة، ليمارس فيها جنونه في حصد أرواح البشر، ودخل إلى اليمن ليُنافس أطراف الصراع في تحويل حياة اليمنيين إلى صالة عزاء كبيرة في الوقت الذي ما زالت تلك الأطراف تتقاتل بلا أي هم أخلاقي أو ضمير إنساني أو شعور بمعاناة ملايين البشر.

 

وأكدت المنظمة أن فيروس كورونا جاء ليصارع الجميع بلا تمييز وبلا هوادة، فقد تخطى الحدود الجنوبية للبلاد دون أن يعترضه أحد في نقاط التفتيش كما هي العادة، مر بقوّات المقاومة دون اكتراث بأحد، وصل إلى العُمق اليمني، صنعاء.

 

وقالت الدكتورة، ذكرى النزيلي إن فيروس كورونا في اليمن يرافقه انهيار للبنية التحتية بما فيها الصحية والاقتصادية، إلى جانب غياب الأمن، وانتشار الفساد العام، وزيادة الكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض كالملاريا وحمى الضنك وأمراض وبائية قاتلة أخرى، وكذا ظهور الكوليرا والإسهالات المائية الحادة وسوء التغذية الحاد والقاتل بين الأطفال، إضافة إلى أن 3 مليون نازح ولاجئ يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، ولم تستطع المنظمات الحدّ من انتشار المرض بينهم وتغطيه احتياجاتهم.

 

وتُشير إلى أن نسبة الوفيات الحادّة ارتفعت في يومٍ ما إلى ما يقارب 40 % في مركز الأمل للعزل بعدن فقط، فيما بلغت في اليمن عامة أكثر من 24 % بحسب ما يعلن من إصابات فقط، أما الوفيات فهي متسارعة بين اليمنيين لاسيما في أوساط أعضاء الكادر الطبي والصحي الذي وصل عددهم حتى 27 يونيو ما يقارب 80 طبيباً.

 

وفيما تؤكد أن اليمن يعاني من تدهور للوضع الصحي بشكل عام، حيث تم إغلاق مستشفيات وعمد بعض الأطباء إلى الهرب من بعضها، وترفض مستشفيات استقبال أي مريض يشتبه بإصابته بأعراض تنفسية  بسبب عدم توفّر أدوات حماية شخصية للعاملين في المستشفى والكادر الطبي والصحي هناك.

 

وتضيف: "مستشفيات العزل في جنوب اليمن تعاني من اكتظاظ المرضى، وكذلك الحال في الشمال الذي عمد إلى التعتيم الواضح والتخويف المتعمد للإعلان عن أي حالة مصابة بفيروس كورونا.

 

وأُصيبت نجيبة النجار، بمرض الشيكونغونيا الذي انتشر بشكل كبير في عدن،..تقول إنها طرقت أبواب جميع المستشفيات للحصول على علاج ولكن جميعها كانت قد أغلقت بسبب خوف الأطباء والممرضين من انتشار فيروس كورونا، وعدم امتلاكهم للأدوات الحماية الشخصية.

 

وتساءلت، ماذا يمكن أن يفعل الناس البُسطاء في حال أُصيبوا بأي مرض!، من سوف يساعدهم حينها؟، وقالت: عشتُ أياماً صعبة وأنا أعاني من المرض وبدون توفر طبيب يرى حالتي، وبعد جهود الأصدقاء تواصلت مع طبيب عبر الإنترنت وكتب لي مجموعة من الأدوية.

 

كورونا والناس

ويقول وليد الحاج: «كنت أتحدث مع أحد جيراني في الحي حول أهمية التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل، والغسل المستمر لليدين والتعقيم لتجنب الإصابة بمرض كوفيد-19، لكن جاري قال بصوت هادئ: لن يشكل ذلك أي فرق يا صديقي، فإن لم أشاهد أولادي يموتون من المرض، سأشاهدهم وهم يموتون من الجوع إن بقيت في المنزل».

 

يُضيف وليد: جاري أضاف قائلا بلهجته البسيطة (طفلي يطوبر بالسبيل 3 ساعات عشان دبتين ماء نشربها ونستفيد منها أنا وكل أسرتي تقولي أغسل يداتي)، ما يعني أن ابنه الذي لا يتجاوز التاسعة يقف في طابور ليحصل على 40 لتر من الماء للشرب والاستخدام الشخصي، فكيف يمكن لمثل هؤلاء أن يعتنوا بغسل أياديهم؟!.

 

التعاطي مع كورونا باليمن

منذ منتصف مارس بدأت حالات اشتباه لحالات كورونا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وقد تم بالفعل عزل الحالات المخالطة لأفراد فقدوا حياتهم بعد موت مفاجئ، ما اضطر حكومة صنعاء لاتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة التفشي غير المعلن.

 

وتشير معلومات إلى أنه تم رصد حالات اشتباه بفيروس كورونا في كل من صنعاء وعمران وحجة، لكن لم يتم الإعلان الرسمي عنها، بل ما حدث هو اتهامات للسعودية بنشر كورونا في اليمن عبر صناديق ملوثة، أعقبها اتهامات أخرى للسعودية بكونها تسعى لنشر الفيروس في اليمن عبر من يتم ترحيلهم من السعودية إلى البلاد.

 

وتستقبل صنعاء حالات الإصابة بفيروس كورونا في مستشفيات "الكويت، وزايد"، فيما يقول بعض الأشخاص إن مستشفيات أخرى كالمستشفى السعودي الألماني، تستقبل بشكل خاص (حالات VIP)، وهي للشخصيات الاجتماعية المرموقة أو الشخصيات المهمة، أو الشخصيات التي تحمل تأميناً طبيًا رفيع المستوى، مع العلم أن أغلب الشعب اليمني لا يملك بطائق تأمين طبي.

 

وإلى جانب استقباله لتلك الحالات يرفض المستشفى استقبال أي حالة مرضية، حيث أكّد بعض من زوار المستشفى أن إدارته أبلغهم بأنه محجوز بالكامل، ولا يمكنهم استقبال أي حالة مرضية.

 

وبالإضافة إلى ذلك، قامت جماعة الحوثي بالتعميم على المستشفيات والعيادات بعدم استقبال أي حالات تعاني أمراض تنفسية وهو ما فاقم الأزمة لدى الذين يعانون من هذه الأمراض، ما دفع بهذا التعميم إلى رفع أسعار أسطوانات الأوكسجين، حيث كانت أسعارها قبل الإعلان 50 ألف ريال يمني ووصلت حالياً إلى 180 ألف ريال يمني ما يعادل نحو (300$).

 

من ناحية أخرى، أصبحت عمليات الدفن غير الخاضعة للإشراف المباشر من قبل مدراء مكاتب الصحة في المديريات، تواجه الكثير من التعقيدات، منها توصية من عاقل الحارة وتعبئة نموذج تقصي حالة الميت ويتم توقيعها وختمها من أربع جهات، مع أخذ مقابل مادي نظير الختم والتوقيع، ما أوصل تكاليف عملية الدفن إلى ما يزيد عن 200 ألف ريال، نصفها رسوم قبر، وهذا الارتفاع في أسعار المقابر يقابله ارتفاع في أعداد الموتى.

 

وزارة الصحة العامة والسكان بصنعاء سجّلت 1.5 مليون حالة اشتباه بالأمراض التنفسية للعام 2020م في آخر الإحصائيات المعلنة والتي تم تسجيلها منذ بداية العام الحالي حتى تاريخ 19 مايو، بحسب وثائق حصلت "المهرية نت" على نسخة منها.. تفاصيل أكثر انقر هنا.

 

وبالنسبة للوضع في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، فلا يختلف كثيراً من حيث الإخفاء لحالات الإصابة، مع فارق أن الإخفاء هنا قد لا يكون متعمداً لكنه بسبب المماحكات السياسية، وأحياناً التساهل في التعامل الجائحة، ناهيك عن الأحداث العسكرية الميدانية التي تشهدها بعض المحافظات الجنوبية.

 

في الأسبوع الثاني من أبريل الماضي، تم الإعلان رسمياً عن أول حالة إصابة بفيروس كورنا في حضرموت، ولكن الحالة تماثلت للشفاء لاحقاً دون أن يتم تسجيل حالات (رسمية) للإصابة بالمرض.

 

وظلت الحالات الرسمية غائبة عن الإعلان حتى شهر مايو، لاسيما بعد إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي ما أسماه "الحكم الذاتي"، ثم تم الإعلان عن عدد من الحالات التي ترتفع حتى اليوم، مع ملاحظة أن عدن شهدت حالات موت مفاجئة للكثير من المواطنين، فيما قيل إن حالات الوفاة بسبب "المكرفس"، ولم يتم الإعلان عن وجود حالات إصابة بكورونا حتى أعلن الانتقالي عن "الحكم الذاتي".

 

ومع ذلك لم نلاحظ أي جدية في التعامل مع تفشي الفيروس الذي انتقل من عدن إلى القرى الداخلية والمناطق النائية، وما ساهم في ذلك هو فترة العيد التي يقضيها اليمنيون عادة في القرى، حيث انتقلوا من عدن إلى قراهم ونقلوا معهم الفيروس لتلك المناطق التي تفتقر للمراكز الصحية.

 

وكانت الحكومة الشرعية قد وضعت خطة وطنية شاملة لمكافحة انتشار كورونا منذ بداية أبريل، لكن المهاترات السياسية والتشتت المؤسسي وعدم وجود قيادة قوية رشيدة موحدة في وزارة الصحة مع إهمال التعامل مع الجائحة، سبّب تفشياً مرعباً لفيروس كورونا في اليمن، في جميع المناطق تقريباً.

 

وقالت المنظمة: نحن أمام حالة تفشٍ لفيروس كورونا غير معهودة، تُهدّد حياة الملايين من البشر في بلد يعاني أساساً من انهيار للنظام الصحي، رافقه تكدّس للقمامة بشكل كبير وطفح مياه المجاري، لتتوالى الأزمات الصحية والأوبئة على اليمنيين من جميع الاتجاهات.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية