آخر الأخبار

في ذكرى الاعتصام السلمي للمهرة.. قراءة في الدلالات والمسارات

جانب من اعتصامات المهرة السلمية - أرشيفية

جانب من اعتصامات المهرة السلمية - أرشيفية

المهرية نت - المهرة - خاص
الجمعة, 26 يونيو, 2020 - 02:19 صباحاً

تدّخل لجنة اعتصام المهرة السلمي، مسيرتها التحريرية الثالثة، على وقع الكثير من المستجدات والتطورات السياسية التي طرأت على المشهد السياسي اليمني لا سيما في انكشاف حقيقة التحالف "السعودي الإماراتي"، ما يؤكد أن المهرة مثلت النموذج الأمثل لمحاولة قراءة العقلية السعودية التي قدمت إلى اليمن تحت مزاعم استعادة الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثيين.

 

وفي الذكرى الثانية لانطلاق أول فعالية للاعتصام السلمي بالمهرة، برزت الكثير من الحقائق، حول الفهم المغلوط للتدخل العسكري "السعودي الإماراتي"، والتي كان للحراك الشعبي المهري المتمثل في لجنة الاعتصام السلمي، دورا رئيسا وفاعلا في الكشف المُبكر عن حقيقة هذا التواجد وأطماعه في اليمن.

 

فبعد نحو 5 أعوام، على التدخل العسكري تحت عباءة استعادة الشرعية، ظهرت إلى العلن الكثير من الحقائق التي دفعت بالشارع اليمني إلى الخروج للمطالبة برحيل التواجد "السعودي الإماراتي" للمرة الأولى، وذلك بعد خذلانه لليمن وحكومته الشرعية، مقابل تمكين المليشيات من السيطرة على مفاصل الدولة في جنوب البلاد، وترك الحوثي يتمدد في مناطق الشمال.

 

كما أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة أرخبيل سقطرى، وقبلها العاصمة المؤقتة عدن، عرّت الممارسات السعودية الإماراتية، وباتت مشاريعهم في المُدن اليمنية الجنوبية والمحررة من الحوثيين واضحة للعيان وشاهدة على حقيقة ذلك التواجد غير المشروع الهادف إلى تقسيم اليمن وإضعاف دولته مقابل تقوية المليشيات الموالية لها.

 

وبالعودة إلى موضوعنا الرئيس، نجد أن لجنة اعتصام المهرة السملي، كان لها السبق في كشفت أطماع التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بشكل عام والمهرة على وجه الخصوص، وكان لخروج أبناء المحافظة إلى الساحات دوراً كبيراً في كشف أطماع التحالف في اليمن وانحرافه عن مساره وزعمه في إعادة الشرعية، وأظهر حقيقته المتمثلة في محاربة الشرعية وتوسع نفوذه وأطماعه.

 

ومنذ انطلاقها قبل عامين دأبت لجنة اعتصام المهرة، على تنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية السلمية المطالبة برحيل القوات السعودية وكشف حقيقة التواجد العسكري الكثيف للرياض في المحافظة، وكسبت اللجنة زخماً شعبياً واجتماعياً مؤيد لمطالبها المشروعة.

 

ونجح الحراك الشعبي في المهرة، خلال العامين الماضيين، في فضح حقيقة التواجد السعودي في المحافظة الذي جاء لتحقيق أهداف استراتيجية خاصة بالمملكة، وليس كما تزعم من أجل محاربة الحوثي والتهريب الذي أصبح اليوم شماعة تعلق الرياض مزاعم تواجدها عليه.

 

وعلى الرغم من مساعي النظام السعودي، عبر أساليب متعددة لفرض نفوذه وهيمنته على المهرة تارة بشراء الولاءات القبلية وتارة بالترهيب والقمع وتارة بإنشاء مراكز دينية فكرية تروج لأفكارها وتمهد لوجودها، إلا أن ذلك يواجه بمقاومة واضحة من أهالي المهرة الذين خرجوا في عديد المرات بمظاهرات رفضت التواجد السعودي وأسمته بالاحتلال.

 

وتسعى السعودية وقبلها الإمارات، في إحياء طموحاتها ومساعيها منذ ثمانينيات القرن الماضي عبر بناء خط أنابيب نفطي يشق المحافظة إلى بحر العرب، مما قد يمنح المملكة فرصة لنقل نفطها بشكل آمن وبتكاليف أقل ماديا عبر تجنيب ناقلاتها عبور مضيق هرمز، لكنها فشلت عقب الرفض الشعبي الذي اصطدمت به، وهو الأمر الذي جعلها تستخدم لغة الترهيب والقوة عبر استخدامها الطيران الحربي أكثر من مرة في مواجهة القبائل الرافضة لمشاريعها التوسعية التي تقوض مؤسسات الدولة فضلاً عن ارسال المزيد من القوات واحتلال المطار والموانئ والمنافذ وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لتلك القوات.

 

وقد ظلت والمهرة وسقطرى خصوصاً آمنة ومستقرة في ظل خلوهما من التواجد الحوثي، حتى دخلت القوات السعودية والإماراتية إلى المحافظتين فحوّلتهما إلى مناطق صراع وأزمات امتدت لتؤثر على الكثير من اليمنيين الذين ظلّت المهرة متنفساً لهم، والمنافذ إلى السلطنة "ثغرة النور" في ظل إغلاق المنافذ البرية والموانئ والعديد من المطارات.

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية