آخر الأخبار

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. نازحو اليمن محرومون من أبسط مقومات الحياة (تقرير خاص)

معاناة النازحين في اليمن - أرشيف

معاناة النازحين في اليمن - أرشيف

المهرية نت - رهيب هائل
الأحد, 11 ديسمبر, 2022 - 10:59 صباحاً

يحتفي العالم في 10 ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، إحياءً لذكرى اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. 

 

ويأتي هذا اليوم، بالتزامن مع الأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في اليمن منذ نحو ثماني سنوات.

 

 ويعيش النازحون حياتهم بين التشرد والضياع، محرومين من أبسط مقومات الحياة كالأكل والماء النقي الصالح للشرب في ظروف هي الأكثر قساوة ومرارة.

 

ويقول توفيق الحميدي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات ( مقرها جنيف) إن :" عدم احترام أطراف الصراع للقانون الدولي الإنساني أدى إلى إجبار أكثر من " 2 مليون إنسان " على مغادرة منازلهم، والنزوح الإجباري الداخلي أو الهجرة خارج حدود الوطن، إذ إن هناك أكثر من 800 ألف امرأة أجبرت على النزوح، وما يقارب من 900 ألف طفل". 

 

*فقدان أبسط الحقوق

 

ويتجرع الكثير من النازحين مرارة الحياة؛ إثر عدم توفر أبسط حقوقهم من مساكن وتغذية بالإضافة إلى معاناتهم في سبيل البقاء على قيد الحياة. 

 

 

يضيف الحميدي لـ" المهرية نت" الحرب ساهمت بانهيار نظام الحماية الحكومي والمدني، حيث عمدت أطراف الصراع ولا سيما جماعة الحوثي إلى ممارسة الإجرام ضد السكان المدنيين، فقد حرم النازحون من أبسط حقوقهم الطبيعة، بما فيهم النساء والأطفال الذين حرموا من الرعاية الصحية والتعليم ".

 

 

 وأشار إلى أن" الحرب في اليمن تسببت في الكثير من العراقيل في طريق وصول المساعدات الإنسانية للنازحين سواء عراقيل مباشرة أو غير مباشرة، مما جعل الكثير من المساعدات تذهب بعيدا عن الأهداف المرسومة لها، إضافة إلى الفساد المنتشر وسوء الإدارة ".

 

*كفاحٌ من أجل البقاء

 

ويكابد النازحون العديد من المعانات في سبيل الحصول على مأوى يقيهم حرارة الشمس نهارًا وقساوة البرد ليلًا، خاصة مع استمرار الحرب ودواعيها من الغلاء المعيشي وانعدام الأمن الغذائي والصحي.

 

 في السياق ذاته، تقول المواطنة صفية حسن (50عاما) إحدى النازحات من منطقة صالة داخل مدينة تعز المحاصرة لعامها الثامن على التوالي" كنا نمتلك بيتًا في مديرية صالة في محافظة تعز، وعندما جاءت الحرب وكثرت الضربات من قبل الحوثيين إلى المنطقة التي فيها بيتنا نزحنا إلى منطقة الحوبان لأن فيها من أقاربنا هناك".

 

وتضيف صفية لـ " المهرية نت" ساءت أوضاعنا هناك بسبب الغلاء الفاحش في إيجار البيوت فنزحنا مرة أخرى إلى دمنة خدير عسى أن يكون الوضع فيها أرحم من الحوبان".

 

 

وأردفت" كل شيء في مكان النزوح لا تحصل عليه إلا بشق الأنفس ففي مديرية خدير كان أبنائي يعملون( حمالين) في الأجر اليومي ولم يكن دخلهم كافيًا لأسرتنا سبب عدم حصولهم على العمل باستمرار". 

 

وتابعت" بقينا نتخبط هنا وهناك من أجل أن نحصل على عمل يدر علينا القليل من المال الذي يساعدنا على البقاء على قيد الحياة، فقد اضطررت أن أعمل( فراشة) في أحد المستشفيات في مدينة خدير لأجل أن أساعد أبنائي في إعالة أسرتي".

 

وواصلت" دخلنا مدينة تعز بعدما قيل لنا إن المكان الذي فيه بيتنا قد أصبح شبه آمن إلا من بعض طلقات قناص الحوثيين بين حين وآخر، ولكنا وجدنا منزلنا مهدمًا غير صالح للعيش فيه على الإطلاق فقد أصيب بقذيفة حوثية قبل فترة من الزمن".

 

و أكدت" ظللنا نبحث عن مكان نأوي إليه ويكون إيجاره غير مكلف فحصلنا على دكان صغير في منطقة الكنب أعيش فيه حاليًا أنا وبناتي،أما أولادي فهم يعملون في الأجر اليومي أحيانًا في دمنة خدير وآحايين هنا في مدينة تعز".

 

وتختتم صفيه حديثها لـ" المهرية نت" كل ما نحلم به هو أن تنتهي هذه الحرب وأن يلتم شمل عائلنا فقد مللنا من حياة التشرد والضياع التي نحن فيها الآن، سئمنا من الجري وراء الحصول على زاد ومأوى" .

 

 

*اختطاف وتشريد

 

 شردت مليشيا الحوثي الكثير من الأسر اليمنية وسطت على منازلهم واتهمت معيلها بأمور لا أساس لها من الصحة؛ بل ومارست معهم كل وسائل التعذيب لسنوات عديدة.

 

 

 بدورها، تقول المواطنة " أم خالد الصلوي" ( 30 عاما) لموقع المهرية نت إنها :" نزحت من مديرية الصلو في تعز بعدما تم القبض على زوجها في إحدى القرى أثناء ما كان يعمل فيها عاملا بالأجر اليومي بمهنة البناء ".

 

وأضافت " قبضت مليشيات الحوثي على زوجي ظلما وعدوانا، ونقلته إلى مدينة الصالح واستمر في المعتقل إلى أربع سنوات يمارس الحوثيون معه أنواع التعذيب المبرح ثم يُتهم من قبلهم بتهم لا يعلم عنها شيء".

 

 

وتابعت " أثناء ما تم اختطافه غادرت أنا المنزل مع أطفال إلى بيت أخي في محافظة إب، وفي اليوم التالي اقتحمت مليشيات الحوثي منزلنا ونهبت كل مافيه حتى أدوات المطبخ ".

 

 

وأردفت "استمررت عند أخي لاجئة أربع سنوات حتى أفرج عن زوجي وعملت هناك مع بعض المنظمات في التغذية ومارست مهنة الخياطة حتى أقدر على إعالة أسرتي دون أن أكون ثقيلة الظل على أهلي".

 

 

 وواصلت حديثها أم خالد لـ" المهرية نت" بعد أن خرج زوجي من المعتقل نزحنا إلى مدينة تعز وهنا استأجرنا منزلًا بسعر( 30ألف)، وذلك خوفا من أن يختطفوه مرة أخرى؛ لأن منزلنا مازال تحت سطوة الحوثيين ولا نستطع العودة إليه".

 

 

وأشارت إلى أن " ألآف النازحين مازالوا يذوقون الأمرين في الحصول على ملجأ وأعمال يستطيعون من خلالها توفير لقمة العيش".

 

ومضت قائلة:-" نتمنى أن تتحرر البلاد من مليشيات الحوثي وأن نستطيع العودة إلى منازلنا فنحن نتجرع آلاف المعاناة في سبيل توفير مقومات العيش والإيجار".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية