آخر الأخبار

الأمراض والأوبئة تحاصر مدينة قعطبة في الضالع ومكتب الصحة يشكو الإهمال الرسمي

تعاني مدينة قعطبة من انتشار الحميات والأوبئة إلى جانب فيروس كورونا

تعاني مدينة قعطبة من انتشار الحميات والأوبئة إلى جانب فيروس كورونا

المهرية نت - الضالع- هشام خالد - خاص
الإثنين, 22 يونيو, 2020 - 07:12 مساءً

في منتصف أبريل/نيسان افتُتح مركز الحجر الصحي الأول في منطقة حكولة بمحافظة الضالع، بإمكانيات بسيطة لمواجهة خطر جائحة كورونا العالمية، وبعد نحو شهر أُعلن عن تسجيل أول حالة اشتباه بأعراض كورونا في مدينة قعطبة بالمحافظة.

 

جاءها الموت من كل مكان

تعاني مدينة قعطبة من مشاكل تفوق قدرتها المتواضعة، حيث تعيش على وقع المواجهات العسكرية بعدة جبهات في شمالها مع الحوثيين، وتواجه تحديات بيئية كارثية نتيجة القمامة ومياه الصرف الصحي، ناهيك عن كارثتها الصحية المتمثلة بانتشار أمراض الحميات ومنها المكرفس والضنك، وفوق كل ذلك جاءتها جائحة كوفيد19؛ لتغرق المدينة وسط استغاثات لا تبلغ آذان صاغية، ولا ضمائر مسؤولين حية.

 

سجلت قعطبة حتى الاثنين22 يونيو، أكثر من 130حالة اشتباه، وتوفيت 21حالة وتماثلت للشفاء 26حالة من تلك المشتبه بها منذ أول إصابة، حسب إحصائية حصلت عليها «المهرية نت».

 

تسلّم مكتب الصحة بالضالع من الحكومة قرابة 10سيارات إسعاف خاصة بمركز العزل في أبريل/نيسان الماضي؛ لم تحصل قعطبة ولو سيارة واحدة لنقل المرضى.

 

ناشد مكتب الصحة بالمدينة مراراً لتسليمه سيارة لنقل المصابين، لكن مطالباته قوبلت بالرفض دوماً من مكتب المحافظة بالضالع حسب مصادر موثوقة.

زيادة الحالات وشحّة الإمكانات

تفتقر محافظة الضالع بجميع مديرياتها إلى جهاز فحص خاص بفيروس كورونا، وتفتقر مدينة قعطبة، ذات الكثافة السكانية العالية، إلى مركز عزل خاص، فمستشفى السلام بات الملاذ الوحيد لجرحى الحرب ومرضى الحميات والمكرفس والجائحة معاً، رغم إمكاناته البسيطة مقارنة بحجم المسؤولية المنوطة به.

 

يقول مدير مكتب الصحة بمديرية قعطبة في تصريح خاص لـ«المهرية نت»: "يعاني مكتب الصحة في المديرية من مشكلات كثيرة منها عدم تدخل المنظمات لإنقاذ المرضى، وقله الدعم من الأدوية للمرافق الصحية، ولايوجد  مركز عزل أو حجر صحي بالمديرية".

 

وتنتشر فرق الاستجابة التابعة للمكتب في مناطق مديرية قعطبة، تقوم بعمل تطوع، في غياب وسائل الحماية، في مديرية تمتلئ بآلاف النازحين.

 

يضيف د.مثنى سعيد، مدير الصحة بالمديرية: في قعطبة أكثر من 7 آلاف نازح، وفي أطرافها حرب بعدة جبهات، وهذا شكّل عبئاً في معالجة الجرحى، حيث لاتتوفر الأدوية الكافية".

 

الصحة بلا نفقة

ووفق مصادر مؤكدة لـ«المهرية نت» فقد رفعت قطاعات الصحة والنظافة والأشغال في مديرية قعطبة قبل أيام قرابة 11مليون ريال لصندوق المديرية،  ووجه مدير المديرية بصرف 5ملايين كنفقة لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن مسؤول صندوق المديرية رفض تسليمها للصحة رغم ماتعايشه من حالة صحية متدهورة للغاية.

 

يقول مدير صحة قعطبة حول معاناة القطاع: "معظم العمال الصحيين متطوعون بدون راتب في المرافق، وأغلب عمالنا يصابون سواء فرق الاستجابة أو العاملين في القطاعات نتيجة عدم توافر وسائل الحماية من الفيروس".

 

أدلى مدير المكتب بتصريحه وبدت عليه ملامح الإحباط وقلة ذات اليد، ومحاولته أن يدفع عن كاهل الآلاف ولو قليلا من آلامهم ومعاناتهم، لكن الحكومة الشرعية والمسؤولين لم يقدموا مايمكن أن يخفف من الوضع الذي يعانيه المواطنون.

وبين ملايين الشعب وصيحاته وألمه، لاتسمع الشرعية زفرات المرضى والمواطنين في قعطبة التي تقع بين اللاسلطة في الخلف والحوثي في الأمام.

 

يقول "فضل عبود" أحد الذين تماثلوا للشفاء: "نفعتني ثقتي بالعلاج الطبيعي أكثر من أي علاج آخر، لأن المستشفيات لايوجد بها أدوية مناسبة، ولا إمكانيات ولا اهتمام".

 

ربما ألفت أسماع المسؤولين أرقام الموتى في زمانهم، لكنهم لم يألفوا أن يصنعوا مجداً واحداً يذكر لهم، كيف لا وكل مجد لم يكن سوى بقوة المواطن اليمني وكفاحه خلف شرعية ينتظر منها أن توقف أرقام الموتى وتعيد الحياة الكريمة لكل اليمنيين.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية